رئيس الجامعة د.علي البيماني: جامعة السلطان قابوس تزخر بالعديد من المبدعين

بلادنا الأحد ٢٠/أغسطس/٢٠١٧ ٠٤:٠٥ ص
رئيس الجامعة د.علي البيماني:

جامعة السلطان قابوس تزخر بالعديد من المبدعين

مسقط -
تفتح جامعة السلطان قابوس صباح اليوم «الأحد» صفحة جديدة مع الدفعة الثانية والثلاثين لتضيء لها قناديل المعرفة في درب العلم، إذ تنطلق فعاليات الأسبوع التعريفي لهذه الدفعة، ويلتقي رئيس الجامعة سعادة د.علي بن سعود البيماني مساء اليوم بالطلبة الجدد الذين جرى قبولهم، وذلك على منصة المسرح المفتوح في الجامعة.

عن الدفعة الجديدة التي انضمت للجامعة خلال هذا العام، وعن الخدمات التي تقدمها لأبنائها الطلبة، كان لنا هذا الحوار مع سعادة رئيس الجامعة.

3000 طالب وطالبة
كيف كانت استعدادات الجامعة لاستقبال الدفعة الثانية والثلاثين؟ وما أحدث الخدمات التي ستقدم لهذه الدفعة الجديدة؟

أولًا، وقبل كل شيء نبارك لأبنائنا وبناتنا طلبة الدفعة الثانية والثلاثين قبولهم في جامعة السلطان قابوس لهذا العام الأكاديمي 2017/ 2018م، هذا الصرح العماني الـــذي لن يدخر جهدًا من أجل جعل طلابه فــي أحسن المستويات وأفضل الإمكانات. وبالنسبة لسؤالك فإن الجامعة بدأت بالاستعداد مبكرًا ممثلة بمختلف وحداتها وكلياتها ومراكزها، ونستقبل هذا العام 3000 طالب وطالبة في مرحلة البكالوريوس، وأكثر من 300 طالب وطالبة في الدراسات العليا موزعين على 60 برنامجًا دراسيًا تخصصيًا في تسع كليات.

وقد بدأت الجامعة منذ سنوات تطوير نظام جديد لتكملة إجراءات الالتحاق بها وتعبئة طلب الالتحاق إلكترونيًا، وهو ما يطلق عليه «نظام ميلاد»، ولقد تهيأت الجامعة وأعدت عدتها وهي تبذل قصارى جهدها ولن تتوقف في سبيل إيجاد بيئة تعليمية جادة وجاذبة وممتعة لمنتسبيها، ونستلهم في مسيرتنا توجيهات قائدنا الملهم حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه.

مساكن الراحة للطلاب الجدد
لماذا تقرر تسكين الطلاب المستجدين في مساكن خارج الجامعة، وعدم صرف علاوة لهم؟

يأتي هذا الأمر بعد دراسات عدة قامت بها الجامعة، وحرصًا من الجامعة على تهيئة المناخ الملائم للطلاب في السنة التأسيسية، ولتوفير الرعاية الاجتماعية المناسبة، فجرى توفير هذه المساكن للطلاب الذين يسكنون خارج محافظة مسقط في المناطق التي تبعد عن المحافظة بحوالي 100 كيلومتر، وبكل تأكيد ستسهم هذه المساكن في توفير عناء البحث عن المسكن المناسب، كما أن وجودهم في سكن جرت تهيئته بكل المتطلبات التي يحتاجها الطالب سيساعدهم بكل تأكيد على التركيز على دراستهم وبالتالي سيقلل من أعداد المتعثرين دراسيًا من طلبة السنة الأولى، كذلك تضمن الاتفاق مع «مساكن الراحة» وهي المساكن التي سيسكنها الطلاب في سنتهم التأسيسية توفير مجموعة من الخدمات منها غرف مؤثثة لحوالي 1200 طالب وخدمة النقل بواقع رحلتين وحسب الجدول الفصلي للطالب، بالإضافة إلى خدمات التغذية وغسيل الملابس، والإنترنت المجاني، والخدمات الصحية، والصيانة على مدار الساعة، وتصوير المستندات والطباعة، وهناك قاعات الدراسة والمذاكرة والترفيه، ومكاتب المشرفين وغرف للصلاة، وستقوم الجامعة بمتابعة هذه المساكن، من أجل توفير أقصى ما يمكن من راحة لأبنائنا الطلاب.

مبادرات متنوعة
بين مدة وأخرى تطلق الجامعة المزيد من المبادرات لتشجيع الطلبة وتنمية مهاراتهم في شتى المجالات العلمية وغير الصفية؛ حرصًا منها على تهيئة المناخ المناسب لهم، فما هو جديد هذه المبادرات لهذا العام؟

هناك باقة جديدة من المبادرات، فجامعتنا تزخر بالكثير من الطلبة المبدعين في شتى المجالات، وقد دشنت عمادة شؤون الطلبة في مارس الفائت كأس عمادة شؤون الطلبة للعمل التطوعي الطلابي، وفُتح باب المشاركة فيها للجماعات والمجموعات الطلابية بالإضافة إلى الطلبة الذين لا ينتمون لهذه الجماعات.

من جانب آخر ستنطلق في سبتمبر المقبل مبادرة جائزة الجامعة لأفضل كلية في النشاط الرياضي، وتسعى هذه الجائزة إلى الإسهام في رفع مستوى الاهتمام بالأنشطة الرياضية وتعزيز مكانتها لدى إدارات الكليات، وهناك مبادرات أخرى مثل جائزة الجامعة لأفضل جماعة طلابية، وجائزة الجامعة لأفضل مشروع بحثي طلابي.

تفاعل
تسعى الجامعة لأجل المزيد من التواصل مع أولياء أمور الطلبة، فأين وصل برنامج «تفاعل» الذي أُطلق مؤخرًا؟

تسعى جامعة السلطان قابوس إلى تعزيز مشاركة أولياء الأمور في مسيرة أبنائهم الدراسية، إيمانًا منها بدورهم المحوري في مساندة أبنائهم على التكيف الإيجابي مع الحياة الجامعية، والارتقاء بمستواهم الدراسي. وعليه، شكلت توصيات برنامج «تفاعل» منطلقًا جديدًا لمستقبل الشراكة التي تطمح إليه الجامعة مع أولياء أمور الطلبة، وكان أول ما تمخض عن تلك التوصيات التوجيه بإنشاء قسم لأولياء الأمور.

وتضمنت أهداف القسم العمل على تعزيز الشراكة للارتقاء بالحياة الجامعية، وتعزيز مقومات التميز الأكاديمي للطلبة، وإيجاد قنوات تواصل فاعلة ومستمرة مع أولياء الأمور، وقد باشرت دائرة خدمات المراجعين عملها على المشاركة الفاعلة فيما يتعلق بتعزيز الوعي بالحياة الجامعية لدى الطلبة وأولياء الأمور من خلال برنامج «جامعتي بيتي».

الحياة الجامعية
مركز الإرشاد الطلابي يقدم العديد من الخدمات لجميع الطلبة، فما أبرز الأنشطة التي سيقدمها لهذا العام للتوافق مع الحياة الجامعية؟

بمجيء الطالب للجامعة تتغير أشياء كثيرة في حياته، وتبدو الأمور في بداياتها مختلفة لذلك فإن عملية التوافق ذات أهمية بالنسبة للطالب في المرحلة الجامعية الأولى، لما لها من انعكاس على تفاعله الاجتماعي وتحصيله الأكاديمي في الجامعة.

وعليه يسعى مركز الإرشاد الطلابي لأجل وصول الطالب لمرحلة التوافق مع البيئة الجامعية، فيقدم خدمات إرشادية متخصصة والاستشارات الفردية والبرامج النمائية التي من شأنها تعزيز مهارات الطلبة في التعامل مع التحديات ذات الطابع الأكاديمي والاجتماعي والشخصي، ويقوم المركز بتقديم عدد من البرامج في هذا الشأن مثل: (مهارات المذاكرة الفعالة، التعامل مع قلق الاختبار، الذكاء الانفعالي، مهارات التواصل الفعال، خطط لحياتك) وغيرها الكثير، إضافة إلى حلقات عمل تدريبية بعناوين تعنى بـ(مهارات الاتصال والتعامل مع الآخرين، وتحديد الأهداف الدراسية، والتفكير الاستراتيجي) وغيرها من الفعاليات التي توجه للطلاب بهدف إدماجهم في الحياة الجامعية.

تطوير الخدمات الإلكترونية
كيف هي مساعي الجامعة لتطوير خدماتها الإلكترونية من أجل خدمة الطلبة في شتى المجالات؟

تولي الجامعة اهتمامًا كبيرًا للعمل على تهيئة البيئة التقنية المناسبة لأبنائها الطلبة سواء من داخل الحرم الجامعي أو خارجه، فقد قام مركز نظم المعلومات بالجامعة بترقية البنية الأساسية لأنظمة المعلومات والخدمات الإلكترونية. بالإضافة إلى ذلك دُشنت خدمات إلكترونية جديدة، وجرى تحديث مجموعة أخرى من الخدمات من شأنها تسهيل العملية التعليمية، وتمكين الطلبة من إنجاز الكثير من مهامهم إلكترونيًا، وبالتالي استغلال أوقاتهم في التعليم واكتساب مهارات جديدة.

ومن الأمثلة على ذلك ترقية خدمة الإنترنت والشبكة اللاسلكية والتي وفرت للطلبة مصادر التعليم والتعلم. فقد جرت ترقية خطوط الإنترنت من سرعة 580 إلى 1800 ميجا، كما تعد الجامعة عضوًا مؤسسًا في مشروع الشبكة العمانية للبحث العلمي والتعليم (OMREN) التي ستتيح للطلاب والباحثين التواصل مع الشبكات المماثلة حول العالم من أجل بيئة تعليمية تفاعلية في كل مكان وكل وقت.
وفيما يتعلق بالخدمات الذاتية الطلبة، فقد جرى العمل على مشروع محطات الخدمة الذاتية الذي سيُدشن مطلع العام الأكاديمي 2017-2018، ويعدُّ أول مشروع يجري فيه استخدام البطاقة الشخصية كبطاقة ذكية وذلك بالتعاون مع المديرية العامة للأحوال المدنية بشرطة عمان السلطانية، وسيكون هذا المشروع بإدارة فاعلة لهذا النوع من الاستخدام في الأنظمة والخدمات الإلكترونية الأخرى. من جهة أخرى، يعمل المركز الآن على تحويل أكثر من 25 استمارة يدوية إلى خدمات إلكترونية لطلبة الدارسات العليا. كما جرى أيضًا تمكين الطلبة من الكثير من الخدمات الذاتية من خلال البوابة الإلكترونية.
كذلك تقوم الجامعة حاليًا بتنفيذ مشروع إدارة الطابعات ومشروع نظام الدعم والمساندة واللذين سيسهمان بشكل فاعل في توفير أقصى درجات الدعم الفني للطلاب والموظفين. وتولي الجامعة أهمية خاصة لخصوصية وأمن المعلومات؛ ولهذا فقد طورت من منظومتها لتستجيب لمخاطر أمن المعلومات ولكي تضمن توفر الخدمات الإلكترونية وأمنها في كل حين، وفي هذا السياق يقوم مركز نظم المعلومات بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة في الجامعة بنشر الوعي بأهمية أمن المعلومات واتباع أفضل الممارسات لضمان بيئة إلكترونية صحية وآمنة.

مبادرات مستمرة
لقد قطع المجلس الاستشاري الطلابي شوطًا جيدًا، فما أهم ما تحقق من خلال هذا المجلس؟

يضم المجلس الاستشاري الطلابي مجموعة من اللجان وهي: الخدمات الطلابية والأنشطة والمبادرات والشؤون الأكاديمية والإعلامية، وكل لجنة من هذه اللجان تعمل لتوفير بعض الخدمات بالإضافة إلى تقديم مجموعة من المقترحات، منها على سبيل المثال لا الحصر السعي لتوفير سكن للطلاب بالقرب من الحرم الجامعي، وتقديم تصور شامل لنقل الطلاب من منطقة الخوض، وانضمام عضوين من المجلس في لجنة تطوير الخدمات لأجل الإسهام في حل مشاكل الصيانة، وإعداد استمارة إلكترونية لحصر الجماعات والمجموعات الطلابية، وتنظيم ملتقى «شراكة» الذي خرج بمجموعة من التوصيات، وهناك دراسة حول تخصيص ساعات للنشاط الطلابي ضمن الساعات الدراسية، وقُدم مقترح لتعديل نظام التظلم واقتراح آلية تمكن الطالب من الاطلاع على ورقة الاختبار، وجرت الموافقة، وهناك المزيد من المقترحات، وبالنسبة لمستوى المشاركات فقد شارك المجلس في مؤتمر القيادة في قطر، وفي حلقة عمل لتطوير مهارات الأعضاء، كذلك التقى المجلس بوزيرة التعليم العالي معالي د.راوية البوسعيدية، وهناك تعاون بينه وبين المكتبة الرئيسية لأجل خدمة الطلبة إلى جانب تبادل الزيارات بين المجالس في الكليات والجامعات الأخرى.

التوجيه الوظيفي..

توعية ودعم معرفي
كيف يستعد الطالب لدخول سوق العمل منذ بداية دخوله للجامعة عبر خدمات مركز التوجيه الوظيفي؟

يعمل مركز التوجيه الوظيفي على توعية الطلبة منذ التحاقهم بالجامعة بأهمية الاستعداد مبكرًا لسوق العمل ومتطلباته، وذلك من خلال خدمات مختلفة ومتنوعة يمكن للطالب الاستفادة منها على مدار سنوات دراسته بالجامعة، وحتى بعد التخرج.

ويقدم المركز للطلبة جميع أنواع الدعم المعرفي خلال سنوات دراسته بالجامعة لتوعيتهم وتوجيههم لكيفية اكتساب وصقل المهارات المطلوبة في سوق العمل، والتي تعزز فرصهم الوظيفية بعد التخرج. كما يتلقى الطلبة التوجيه الكافي والمتخصص حول طرق البحث عن وظائف وكيفية التقدم لها، من خلال تدريبهم على أسس كتابة سير ذاتية احترافية وخوض مقابلات التوظيف بكل نجاح. بالإضافة إلى توفير الكتيبات والمطويات والنماذج والاستمارات التعليمية في مختلف المجالات المرتبطة بالتوجيه الوظيفي.

استثمار المرحلة الجامعية
كلمة أخيرة سعادتكم؟

أقول لطلبة السنة الأولى إن هذه السنوات الدراسية تعد من أجمل سنوات العمر إذا استُثمرت بالشكل المناسب. فالبيئة الجامعية تمد الطالب بخبرات قيمة تنمي مهاراته ومعارفه وقدراته وإمكاناته العلمية والمهنية والحياتية لأقصى مداها، كما تساهم في نمو شخصيته من جوانبها المتعددة كالجوانب: الأكاديمية والنفسية والاجتماعية والمهنية والثقافية، وبالتالي تتكون لديه شخصية مرنة، يستطيع التعامل مع كافة متطلبات الحياة اليومية، وأدعو جميع أبنائي وبناتي لاستثمار هذه المرحلة على أكمل وجه، فالجامعة لا تدخر جهدًا في سبيل الارتقاء بمستوى طلبتها في العديد من المجالات. وكل عام والجميع بخير وسلام وسعادة.