بعد تراجع بيونج يانج عن تنفيذ خطتها بإطلاق صواريخ قرب جزيرة جوام الأمريكية مؤشرات على انحسار التوتر في شبه الجزيرة الكورية

الحدث الخميس ١٧/أغسطس/٢٠١٧ ٠٤:٠٠ ص
بعد تراجع بيونج يانج عن تنفيذ خطتها بإطلاق صواريخ قرب جزيرة جوام الأمريكية

مؤشرات على انحسار التوتر في شبه الجزيرة الكورية

واشنطن – عواصم – – وكالات

أعلن وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، أن بلاده لا تزال مستعدة لإجراء حوار محتمل مع كوريا الشمالية التي تراجعت عن تنفيذ خطتها بإطلاق صواريخ قرب جزيرة جوام الأمريكية.

وقال تيلرسون: «لا نزال مهتمين بالسعي إلى طريق تقود إلى الحوار، لكن هذا الأمر رهن به -في إشارة إلى الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون-».
من جانب آخر بحث نائب وزير الخارجية الكوري الجنوبي ليم سونج-نام، في اتصال هاتفي، مع نظيره الأمريكي جون سوليفان مجددا سبل تعزيز التحالف والتعاون السياسي بين البلدين تجاه كوريا الشمالية.
وأوضحت وزارة الخارجية الكورية- في بيان لها بثته وكالة أنباء يونهاب الكورية الجنوبية أمس الأربعاء أن الاتصال الهاتفي استغرق 15 دقيقة جدد خلاله الجانبان التأكيد على أهمية التحالف القوى بين البلدين من أجل منع حدوث استفزاز جديد من قبل كوريا الشمالية إلى جانب نزع سلاحها النووي، واتفقا على تعزيز الدفاع المشترك من خلال التعديل المبكر للمبادئ التوجيهية للصواريخ، وأشاد ليم خلال الاتصال بإرسال الولايات المتحدة مؤخرًا رسائل حاسمة ومتوازنة فيما يتعلق بقضايا شبه الجزيرة الكورية.
بدوره، قال نائب الوزير الأمريكي سوليفان- حسب يونهاب-: «إن الإدارة الأمريكية تصر على البحث عن جميع الوسائل الدبلوماسية والاقتصادية من أجل الحل السلمي للقضية النووية الكورية الشمالية، مؤكدا على أن بلاده ستقوم بالتنسيق الوثيق مع كوريا الجنوبية على مستوى التحالف بين البلدين بشأن جميع الإجراءات والتدابير».
ويعد هذا الاتصال الهاتفي الأول منذ تعيين جــون ســـوليفان كنائب لوزير الخارجية الأمريكية.

طاولة المفاوضات

من جانبها اعتبرت الصين، أن أزمة البرنامج النووي لكوريا الشمالية باتت عند «منعطف»، مشددة على أن الوقت حان للعودة إلى طاولة المفاوضات.
وتأتي هذه التصريحات التي أدلى بها المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشونينج في وقت يبدو أن التصعيد الكلامي بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية قد تراجعت حدته.
وأعلن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج - أون أمس الأول الثلاثاء أنه جمّد تنفيذ خطة إطلاق الصواريخ باتجاه المياه القريبة من جزيرة جوام الأميركية، إلا أنه حذر من القدوم على هذه الخطوة الاستفزازية في حال عمدت واشــنطن إلى أي «عمل متهور» جديد.
وأكد مسؤولون أمريكيون أن الولايات المتحدة لا تؤيد تغيير النظام في بيونج يانج. وقال الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي - الثلاثاء إن سول تريد تجنب حرب جديدة بأي ثمن.
وردًا على تصريحات مون، قال المتحدث باسم الخارجية الصينية هوا تشونينج خلال مؤتمر صحفي: «نحن عند منعطف من أجل استئناف مفاوضات السلام».
ودعت الصين، الحليفة الدبلوماسية الرئيسية والداعمة الاقتصادية لكوريا الشمالية، مرارا في الأيام الأخيرة كلا من واشنطن وبيونج يانج إلى عدم الانجرار إلى تصعيد كلامي».
وأضاف تشونينج: «ما نأمله حاليًا هو أن يتمكن جميع الأطراف، عبر أقوالهم وأفعالهم، من الإسهام في إخماد نار الأزمات الحالية بدلا من صبّ الزيت على النار».
ورحب المتحدث أيضا بالموقف «الإيجابي» الذي عبّر عنه وزيرا الدفاع والخارجية الأمريكيان جيمس ماتيس وريكس تيلرسون في صحيفة وول ستريت جورنال، بتأكيدهما أن الولايات المتحدة «لا تسعى» إلى تغيير النظام في بيونج يانج.
وقال: «نأمل أن تترجم الولايات المتحدة أقوالها إلى أفعال» في شأن ملف كوريا الشمالية، مضيفا: «وندعو في الوقت نفســـه كوريا الشمالية إلى الرد على ذلك بطريقة مناسبة».

جهود صينية

من جانبه قال الجنرال جوزيف دانفورد رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية إن هناك الكثير من المشاكل الصعبة في العلاقة بين الولايات المتحـــدة والصــين لكن البلــدين يتشاركان الالتزام بالعــمل علـى حلــها.
وجاء تصريح دانفورد أمام فانغ فنغ هوي رئيس هيئة الأركان المشتركة لجيش التحرير الشعبي الصيني خلال زيارة إلى بكين وسط تفاقم التوتر حيال أسلحة كوريا الشمالية النووية.
وأضاف: «نتشارك التزاما لحل هذه المواضيع الصعبة».
وأشار فانغ إلى أن الصين تعلق أهمية كبرى على زيارة الجنرال دانفورد مشيرا إلى أنه رتب حضوره لتدريب عسكري.
ودعت الولايات المتحدة الصين إلى بذل المزيد من الجهود لكبح جماح جارتها المعزولة كوريا الشمالية في حين قالت بكين إن واشنطن هي من يتعين عليه العمل أكثر لخفض التوتر والحديث مباشرة مع بيونج يانج.
وقالت وسائل الإعلام الحكومية في كوريا الشمالية أمس الأول الثلاثاء إن الزعيم الكوري الشمالي أجل قرار إطلاق صواريخ باتجاه جزيرة جوام التي تسيطر عليها الولايات المتحدة بينما يراقب الخطوات الأمريكية لفترة أطول قليلا.
وقال رئيس كوريا الجنوبية إن سول ستفعل ما بوسعها لمنع نشوب حرب في المنطقة. وأكدت الصين والولايات المتحدة اللتان تتمتعان بأكبر اقتصادين في العالم، التزامهما بإرساء علاقات عسكرية مستقرة لكن توجد الكثير من التصدعات بينهما.

مخاوف

وقال مسؤولون في المخابرات الأمريكية إن كوريا الشمالية تملك القدرة على إنتاج محركات صواريخ وأن معلومات المخابرات تشير إلى أن بيونج يانج لا تحتاج إلى الاعتماد على استيراد المحركات. وقال أحد هؤلاء المسؤولين لرويترز: «لدينا معلومات مخابرات تشير إلى أن كوريا الشمالية لا تعتمد على استيراد المحركات. وبدلا من ذلك نرى أن لديها القدرة على إنتاج هذه المحركات بنفسها».
وذكرت دراسة جديدة أعدها معهد بحثي مقره في لندن ومقال في صحيفة نيويورك تايمز أن من المرجح أن كوريا الشمالية حصلت على محركات صواريخ من مصنع أوكراني من شبكات غير شرعية.