4 فوائد للشعور بالملل

مزاج الاثنين ٢٢/فبراير/٢٠١٦ ٠٠:٤٠ ص

لندن – راشيل جيليت - ترجمة: خالد طه

«أشعر بالملل!».. لن تسمع أبداً سخطاً وإحباطاً في صوت طفل أكثر منه عندما ينطق هذه الكلمات. فعندما كنا أطفالاً، كانت فكرة الشعور بالملل في حد ذاتها فكرة لا تطاق. ولكن الآن، كبالغين، هناك أشياء كثيرة تحدث في حياتنا – الكثير من الإلهاءات والمسؤوليات والتكنولوجيا في متناول أيدينا لتسلية أنفسنا بها – ولذلك فإن الشعور بالملل لم يعد خياراً متاحاً بعد الآن.

ولكن لسوء الحظ بالنسبة لنا نحن البالغين، تشير الأبحاث إلى أننا يمكن أن يفوتنا الكثير إن لم نشعر مرة بالملل.
وإليك فيما يلي ما يجعل فكرة أن تنفصل عن أنشطة حياتك اليومية وتعود للملل لبعض الوقت فكرة جيدة جديرة بالتجربة:

الملل يمكن أن يجعلك أكثر إبداعاً

يعتقد الباحثون أن الشعور بالملل يمكن أن ينتج بعض أكثر الأفكار إبداعاً. ففي دراسة قام بها عالم النفس البريطاني ساندي مان، قام الباحثون بإعطاء الخاضعين للدراسة مهام مملة مختلفة لإنجازها ثم بعد ذلك طلبوا منهم استخدام تفكيرهم الإبداعي. فكانت النتيجة أن خرج الخاضعون للدراسة الذين كانت مهامهم الأكثر إثارة للملل – قراءة دليل الهاتف – بأكثر الاستخدامات إثارة للاهتمام، وهو اختبار قياسي للتفكير الإبداعي.
يقول ساندي مان إن الملل يشجع عقول الناس على التأمل والاستكشاف مما يؤدي بهم إلى المزيد من الوسائل المبتكرة والإبداعية في التفكير.
الملل يتيح لك معرفة عندما يكون شيئاً ما ناقصاً.
كما يوضح الباحث وأستاذ الفلسفة البروفيسير أندرياس إلبيدوراس في مقال له في دورية علم النفس يستشهد فيه بالعديد من الدراسات، أن الملل يعمل كحالة تنظيمية تحافظ على الإنسان في اتساق مع مشروعاته.
وفي غياب الملل، سيظل الواحد منا حبيساً في حالات غير مجدية ولا منتجة، وسيفوت عليه الكثير من الخبرات المفيدة عاطفياً ومعرفياً واجتماعياً. إن الملل هو تحذير بأننا لا نقوم بعمل ما نريد أن نعمله وفي نفس الوقت أيضا هو دفعة تحفزنا وتدفعنا لتغيير الأهداف والمشروعات.

الملل يجعلك موجهاً أكثر نحو هدف معين

عندما تتجول عقول الناس في التفكير في أشياء مختلفة ولا تفكر فيما يدور من حولهم، فإن الاحتمال الأكبر أنهم يفكرون في المستقبل، حسبما أفاد باحثون من أوروبا وأمريكا.
في عملية تعرف بـ «تخطيط السيرة الذاتية» يقوم الناس في أغلب الأحيان بتخطيط وتوقع أهدافهم المستقبلية وهم في أحلام اليقظة.

الملل يمكن أن يجعلك أكثر إنتاجية

اكتشف العلماء في جامعة بار إيلان مؤخراً أن أحلام اليقظة لها أيضا تأثير إيجابي على أداء المهام.
ومن خلال تحفيز منطقة في المخ مسؤولة عن كل من آليات «التحكم في التفكير» ونشاط «تحرير التفكير» – وهو ما يتم من خلاله زيادة سلوك تجول العقل في التفكير – وجد الباحثون أن أحلام اليقظة لا تضر قدرة المرء على النجاح في مهمة محددة، ولكنها تساعده على النجاح فيها.

الملل يمكن أن يجعلك شخصاً أفضل

يعتقد الباحثون في أيرلندا أن الملل يمكن أن يؤدي بنا إلى القيام بأفعال إيثار. ففي دراساتهم، وجدوا أننا عندما نشعر بالملل، فإننا نفتقر إلى المعنى المتصور في أنشطتنا وظروفنا. وهذا، كما يقولون، يحفزنا على البحث في أماكن أخرى لإعادة ترسيخ المعنى الذاتي لدينا.
وقد وجد الباحثون أن الملل جعل الناس أكثر احتمالاً للانخراط في سلوكيات اجتماعية إيجابية مثل التبرع للجمعيات الخيرية والمشاركة في حملات التبرع بالدم للمساعدة على إعادة ترسيخ مشاعر المعنى الذاتي.

خدمة إندبندنت -