عبيد «الواي فاي»

مقالات رأي و تحليلات الثلاثاء ١٥/أغسطس/٢٠١٧ ٠٤:٤٥ ص
عبيد «الواي فاي»

لميس ضيف

حقيقة:

45 % من سكان هذه الأرض، ما يعادل الـ 3.17 بليون مستخدم، يستخدمون الإنترنت، وعدد المتفاعلين في ما يسمى بالسوشيال ميديا يتجاوز الـ 2.3 بليون مستخدم.

حقيقة:

89 % من مستخدمي مواقع السوشيال ميديا تتراوح أعمارهم ما بين 18-29 عامًا، وهم يتعلمون «منها» أكثر بكثير مما يتعلمون في المدارس والمساجد بل ومن أسرهم. وينفقون «عليها» من الوقت أكثر بكثير مما ينفقونه على سواها.

حقيقة:

كثير من العلاقات الأسرية تحولت لـ«قروب» وتساب. كثير من الأصدقاء أصبحت علاقتهم محصورة في صور هنا وصور هناك تسافر على أجنحة «الانستجرام» أو «سناب شات» وقد حولت عدد من الشركات الضخمة مكاتبها لمكاتب افتراضية. حيث لا يُطلب من الموظف أن يأتي للعمل بل عليه أن يُؤدي وظيفته من بيته توفيرًا للمصروفات وهو ما يعني - بعبارة أخرى- أن علاقات العمل والتفاعل الحي مع الزملاء يتلاشى هو الآخر وكثير من الدول تدرس خيارات توسع رقعة الوظائف التي يمكن النهوض بها من المنزل.

حقيقة:

الحياة الإنسانية، بشكلها الطبيعي، تتعرض لحرب ممنهجة. تجتمع العائلات لكن وقت اللقاء مُهدر على الهواتف. ولم يعد الأطفال مستميتون على الرحلات والنزهات كما كانوا. فمجالسة اللوائح الرقمية تكفيهم. ولم تعد الأجواء منتشية بضجيج الصغار ولعبهم. فهم يلعبون مع بعضهم بالإلكترونيات التي حرمتهم نكهة تجارب ومغامرات الطفولة. فأطفال اليوم «ناعمو البشرة» لا تغزو أجسادهم جروح اللعب التي كانت تأتي مع قصص وأحداث لا تنسى.

حقيقة:

بـ 1.5 بليون مشترك، أصبح «الفيسبوك» عالمًا يجمع البشر. وبـ 400 مليون مستخدم تحول الانستجرام لسلطة لا تقارعها الأنظمة وبـ343 مليون مستخدم تحول تويتر لأهم وأكبر وسيلة إعلام.

حقيقة:

أغلب ما ينشر في تلك «السوشيال ميديا» لا يخضع للتدقيق، وكثير من المعلومات المتداولة فيه بما فيها المعلومات الصحية والإخبارية مغلوطة أو مشوهة، لذا فإن الناس اليوم يقرؤن كثيرا ولكنهم لا يتثقفون ! بل أن الجهل اليوم على أشده. لأن الجاهل الذي يتوهم العلم أخطر بمراحل من جاهل يعرف أنه جاهل. والثاني يتعلم ويسعى للتعلم أما الأول فتأخذه العزة والعنجهية بعيدا عن شواطئ العلم.

حقيقة:

نبوءة أفلام الرعب التي حذرت من تمرد الآلات علينا وحكم الرجال الآلية لبني البشر تحققت بصورة جديدة. فنحن في عصر يحكمه «الواي فاي» وشبكات الفايبر أوبتك. التي مسخت بشريتنا وتسلطت على رقابنا وللأسف لم نجد ثورات بعد تتمرد على ديكتاتورية هذه الأجهزة والوسائل على عقولنا ووقتنا وعلاقاتنا.

lameesdhaif@gmail.com