البلاستيك سرطان يسعى بيننا

مقالات رأي و تحليلات الثلاثاء ١٥/أغسطس/٢٠١٧ ٠٤:٣٥ ص
البلاستيك سرطان يسعى بيننا

علي بن راشد المطاعني

على الرغم من التحذيرات الطبية المتتالية بعدم استخدام البلاستيك في حفظ المواد الغذائية الساخنة، باعتبار أن هذه الطريقة مسبب رئيسي للسرطان ومهدد خطير لصحة الفرد عموما، إذ إن الذي يحدث هو أن مادة الديوكسين وهي إحدى مكونات البلاستيك تختلط بالطعام كأمر طبيعي، وهذه المادة هي المسؤولة عن انتشار السرطان في الدول التي تنتهج هذا النهج الخاطئ.

القليل من الجهد هو ما نفعله للحد من هذا السلوك للأسف، ولعل قيام بعض مصانع الحلوى العُمانية بصب الحلوى وهي ساخنة على «طاسات» بلاستيكية سريعة الذوبان أو بطيئة الذوبان لا يهم هنا، ومن ثم تسويقها تجاريا يعد سببا مباشرا في تفشي هذا الداء الوبيل، تصرف قد يكون بريئا، وقد يتأتى بدافع عدم العلم هذا مؤكد، وبالتالي فإن المقابل الموضوعي يتجه نحو الجهات الصحية المختصة التي عليها جهد وعبء توعية أرباب تلك المصانع بخطورة ذلك التصرف وأيضا بخطورة مادة البلاستيك على الصحة العامة عندما نجبرها على استقبال الأطعمة الساخنة، ومن ثم استصدار قرار بمنع بيع الحلوى في طاسات بلاستيكية، ومعاقبة كل من يخالف ذلك الأمر تأكيدا وضمانا لصحة الناس وعملا بمبدأ الوقاية خير من العلاج.

الدراسات الطبية والاختبارات المعملية أكدت بما لا يدع مجالا للشك خطورة الأواني البلاستيكية كأكواب الشاي وأكياس النايلون، وهو ما يفرض علينا العمل على منع استخدام «طاسات» بيع الحلوى البلاستيكية، إذ الكل يعلم مدى سخونتها عندما يتم صبها في تلك الأوعية البلاستيكية، وبالتالي فإن تدحرج مادة الديوكسين للحلوى هو أمر مفروغ منه، غير إننا لم نر تحركا سريعا وحاسما لإيقاف هذا الأمر رغم خطورته المتفق عليها أمميا.لا نعرف لماذا لا يفرض على المصانع المنتجة لهذه المأكولات استخدام بعض الأواني التي لا تتأثر بالحرارة كالتي ليس لها تأثيرات سلبية على الصحة كالأواني المصنعة من الخزف والسيراميك والزجاج ‏والفخار وحتى بعض أنواع البلاستيك ذات الجودة العالية إن وجدت.بالطبع هناك بعض المصانع تستشعر المسئولية تجاه هذا الأمر وتعرف أبعاد الأمر برمته، وبناء عليه تمنع استخدام الأواني البلاستيكية التي تذوب مع الحرارة، وفي المقابل نجد بعض المصانع التي تدار من قبل العمالة الوافدة تستخدم هذه الأواني على نطاق واسع ضاربة عرض الحائط بكل بلك المحاذير الطبية، ربما بسبب انخفاض أسعارها مقارنة مع قيمة الأواني عالية الجودة.نأمل أن تعمل كل الجهات المعنية على منع هذه التجاوزات التي تضر بصحة الإنسان وتسبب ذلك المرض الخطير والعياذ بالله، ثم إلزام المصانع وغيرها لعدم استخدام كل ما يضر بالصحة مهما بلغت التكلفة فالإنسان هو أغلى رأس مال كما نعلم.