هل إتقان الإنجليزية ضروري للتوظيف؟

بلادنا الثلاثاء ١٥/أغسطس/٢٠١٧ ٠٤:٤٥ ص
هل إتقان الإنجليزية ضروري للتوظيف؟

مسقط - سعيد الهاشمي

اللغة الإنجليزية لغة العصر، وأصبح تعلمها مطلبا أساسيا للولوج إلى سوق العمل بكل ثقة، إلا أن إتقانها مشكلة تواجه البعض لأسباب تعود للاستعداد الشخصي وجهود الأسرة والمؤسسات التعليمية، وفي هذا الإطار قال رئيس لجنة الشباب والموارد البشرية بمجلس الشورى سعادة محمد بن سالم البوسعيدي: نؤمن بأهمية اللغة الإنجليزية في الفترة الحالية، فهي لغة التجارة والمال والأعمال ولغة التكنولوجيا والعلوم المختلفة.

وأضاف البوسعيدي: إن تعلم اللغة الإنجليزية أصبح مطلبا أساسيا فمن أراد الدخول في القطاع الخاص أو من كان يرغب في تطوير مداركه وينفتح على العالم وآخر المستجدات بتعلم اللغة الإنجليزية فقد أصبح خيارا لا مفر منه.

اللغة الإنجليزية ضرورة

وأوضح البوسعيدي أصبحت الأسر في الوقت الراهن أسر متعلمة ومنفتحة على العالم الخارجي، وأصبح الناس مقتنعين أن استخدام اللغة الإنجليزية أصبح ضرورة من ضرورات العصر، ولا نعني بذلك أن نهمل اللغة العربية فمن الضروري أن تبدأ الأسرة بتعليم أبنائها اللغة العربية ومن ثم اللغة الإنجليزية، وبالتالي الأسرة لها دور كبير في إقناع أبنائها وتشجعهم على تعلم هذه اللغة، لافتا إلى أن المدارس في السلطنة قائمة بدور كبير في تعليم اللغة الإنجليزية، فقد أتيح تعلمها منذ مراحل عمرية متقدمة، ولكن هذا الدور غير كافٍ، إذ ينبغي أن تلقن اللغة بشكل أكبر، كما أنه ينبغي أن تفعل جوانب ممارسة اللغة الإنجليزية، وينبغي أيضا ممارسة الدروس المدرسية في نطاق الأسرة والمجتمع .

جهد مشترك

وأشار البوسعيدي إلى أن من ضمن التحديات التي تواجه الطلاب في عدم إتقانهم للغة الإنجليزية هو خوفهم من الوقوع في الخطأ والحرج منه، ومن المفترض أن يتغلب الفرد على هذا التحدي فليس هناك حرج في نطق بعض الكلمات اللغة الإنجليزية بشكل خاطئ كونها ليست اللغة الأم، فيجب أن يتجاوز الشخص هذا الحاجز ويبدأ بممارستها مع من هم حوله في المدرسة وفي البيت وفي الشارع، وكذلك على الشاب أن يجتهد من تلقاء نفسه بأن يقرأ كثيرا باللغة الإنجليزية.
وأوضح البوسعيدي أنه على المؤسسات أن تقوم بتنفيذ برامج يتقن من خلالها الموظفين اللغة الإنجليزية، كذلك على الفرق التطوعية أن تساهم بالأنشطة والدورات التي من الممكن أن يكتسب منها الشاب هذه اللغة، كما أنه من الممكن أن تتبنى الحكومة بعض البرامج بالنسبة للخريجين لرفع قدراتهم في اللغة الإنجليزية.

الممارسة الصحيحة

من جانبها قالت أخصائية الإرشاد والتوجيه، نائبة المدير في مركز الإرشاد الطلابي بجامعة السلطان قابوس د.مها عبدالمجيد العاني: اللغة الإنجليزية أصبحت لغة العصر ومعظم الوظائف تطلبها بالدرجة الأولى وخاصة في القطاع الخاص، كون بعض المؤسسات تعاملهم مع العالم الخارجي، أو تعاملهم مع شركات عالمية أو يتعاملون مع مختلف الجنسيات، فقد أصبحت هذه اللغة مطلب أساسي في الفترة الأخيرة.
وأشارت د.مها العاني إلى أن أهم ما يحتاجه الطالب لتعلم هذه اللغة هو الممارسة، وللأسف يأخذ الكثير من الطلبة درس اللغة الإنجليزية وكأنه درس عادي، في حين أنه يختلف عن المواد الأخرى، فهو بحاجه إلى ممارسة، ومن الجيد أن يدخل الطالب إلى معاهد أو مراكز لتعلم اللغة الإنجليزية أو أن يستفيد من المواقع الإلكترونية، أو أن يقرأ الكتب لتعلم اللغة الإنجليزية.

وأضافت د.مها العاني أن من المهم جدا أن يحب الطالب هذه اللغة، فهناك ممارسات خاطئة منها أن الطلاب قد يكتسب مفهوم من الآخرين بأن هذه اللغة صعبة ليس من الممكن تعلمها، في حين أنه عند النظر إليها بطريقة مختلفة وإيجابية سيجد أنها لغة من الممكن تعلمها والاستفادة منها، فالرغبة والحب لهذه اللغة يجعلها سهلة التعلم.

دور الأسرة

وبينت أن الأسرة لها دور كبير في تعليم أبنائها اللغة الإنجليزية، إذ ينبغي أن توفر لهم الأساسيات وتشجعهم وتعزيزهم لتعلمها، مؤكدةً أنه من المهم في البداية تعليمهم اللغة الأم وبعدها يتعلم اللغة الإنجليزية فكل هذه الأمور تجعل من الابن محب وراغب لتعلم هذه اللغة.
ونوهت د. مها أن المعلم له دور في ترغيب الطالب لتعلم اللغة الإنجليزية من خلال الكلام الإيجابي وتشجيعه على المشاركة، مشددة على أن الجانب النفسي مهم جدا لاكتساب اللغة، فينبغي أن تحبب هذه اللغة في النفس بمعنى أن نبحث عن مفاتيح حب هذه اللغة.
معلم اللغة الإنجليزية زاهر بن حمد الهاشمي قال: اللغة الإنجليزية تشكل حلقة وصل وربط بين معظم الدول والثقافات، ولا يقتصر المعرفة بها على حدود الصف الدراسي والتفوق الأكاديمي بل يتعدى ذلك إلى أن يصل لكونها بوابة عبور للكثير من المعارف، فمعظم المناهج الدراسية في الكليات والجامعات تعلم باللغة الإنجليزية، وكذلك الكثير من المصادر الأكاديمية والدراسات الحديثة تكون باللغة الإنجليزية، وتعتبر كذلك المكتبة الإنجليزية من أوسع المكتبات، ناهيك عن حاجتك لها لتتواصل مع معظم الشعوب في حال السفر حول العالم. وعن التحديات التي تواجه الطلبة في تعلم اللغة الإنجليزية قال الهاشمي: من أهم التحديات التي تواجه الطلاب هو وجود عائق ذهني تجاه اللغة، فبعض الطلبة يشعرون بأنها صعبة التعلم وأنه يستحيل إتقانها، فهذا بحد ذاته يشكل عائقا أمام ممارستها وتعلمها، وهذا جاء نتيجة لما يتبادر من رسائل بين الأقران من الطلاب وبين بعض أولياء الأمور.
وأضاف الهاشمي: يمكن العمل على تجاوز العائق الذهني بتعزيز الطالب وتشجيعه ومحاولة سرد أمثله من الواقع لمن تعلمها وأتقنها، والتحدي الآخر هو عدم وجود مساحة كبيرة لممارستها في الصف الدراسي وخارج المدرسة، فالحصة الدراسية شحيحة الوقت ولا تمكن الطالب من ممارستها، وهذا يمكن تجاوزه متى ما توافر الوقت الكافي، وينبغي توجيه الكادر التدريسي لتفعيل الممارسة في الحصة الدراسية، وتمكين الطالب خارج المدرسة لاستثمار الإنترنت ووسائل التواصل للتعلُّم.