مسقط -
أظهرت تقارير عالمية سابقة أن مدينة مسقط تحتل المركز الأول عربياً في مؤشر الدول الأقل تلوثاً على مستوى العالم، حيث جاء في تقرير نشره أحد المواقع في العام الفائت، أن مدينة مسقط تقع في صدارة المدن العالمية والأولى عربياً من حيث نسبة التلوث بعدد من المحاور التي تم قياسها، منها معدلات التخلص من القمامة، ومستوى المناظر غير الحضارية، والمساحات الخضراء والحدائق.
وفي هذا الإطار، تُعنى بلدية مسقط في المساهمة بجعل مدينة مسقط مدينة حضارية من نواحي عدة، من بينها إدارة وصحة البيئة، متمثلاً ذلك في مشاريع تتبانها على مستوى تقديم خدمات الشؤون الصحية البيئية، وهو الأمر الذي يُــسهم في دعم مستوى تقدم المدينة بين غيرها من مدن العالم في قلة نسب التلوث البيئي.
يُعبّر موضوع إدارة النفايات عن مستوى الإدراك في قضايا صحة البيئة، مما يعزز من معرفة أحدث الوسائل التي تضمن أساليب بيئية مناسبة للتعامل مع تلك القضايا، وتتلخص أهم القضايا المتعلقة بهذا الجانب والمرتبطة باختصاصات بلدية مسقط ممثلة بالمديرية العامة للشؤون الصحية في البحث عن طرق ومشاريع حديثة تُعنى بكنس وجمع ونقل والتخلص من النفايات المنزلية ومخلفات الهدم والبناء بمختلف أنواعها، كما تعمل المديرية على البحث عن أحدث التقنيات والنظم الإدارية في هذا المجال، مثل إدخال التنظيف الآلي، ومعدات نظافة الشواطئ التي تهدف إلى تنظيف الشواطئ على طول مدينة مسقط دون الإضرار بالبيئة أو الكائنات الحية التي تعيش في هذه البيئة، كما تقوم في الإطار نفسه بتطوير الأسس والأساليب والأنظمة الإدارية، فيما يتعلق بجمع ونقل النفايات، مثل اتباع النقل المباشر للنفايات في المناطق التي تساعد التضاريس الجغرافية والتخطيط المدني فيها لمثل هذا النظام، إلى جانب تعديل ومتابعة مسارات سيارات نقل النفايات، ومتابعة عمل هذه السيارات من حيث كمية الشحنات والحمولة والوقت، وعدد المنازل أو الأحياء التي تخدمها السيارة وغيرها من البيانات الأساسية، وذلك من خلال تزويد المركبات بنظام تتبع حديث للمركبات، يتيح للمختصين مراقبة المركبات عن بُعد وجمع بياناتها ودراستها، وتتم معالجة جميع البيانات من حيث كمية النفايات المنزلية والصلبة، ومعدل إفراز الفرد ومتوسط كمية النفايات في كل ولاية وغيرها من البيانات الأساسية سنوياً، ليتم على ضوئها وضع الخطط الاستراتيجية والتخطيط السليم.
يُعتبر موضوع إدارة النفايات من المواضيع الحيوية التي تحتل أهمية كبيرة من النواحي التجميلية للمدينة، ولذا تدأب بلدية مسقط على التفكير في تحسين منظر المدينة باستخدام حاويات متطورة، كالحاويات تحت الأرض التي تم تدشينها مؤخراً في عدد من المناطق، إذ يعمل هذا النظام بالطريقة الهيدروليكية من حيث رفع الحاويات إلى مستوى سطح الأرض لتفريغها، ثم إعادتها إلى مكانها المخصص لها تحت مستوى سطح الأرض، بالإضافة إلى توزيع حاويات ذات لمسة جمالية مميزة للحدائق والشواطئ لزيادة الوعي وتشجيع الناس على استخدامها والمحافظة على النظافة العامة، فضلاً عن استخدام الحاويات الضاغطة في بعض المواقع كسوق الموالح المركزي، والتي تعتبر ذات كفاءة عالية لمثل هذه المواقع، ويواصل المختصون دراسة كل ما يتم طرحه في الأسواق العالمية لإدارة النفايات، واختيار المناسب منها لكل موقع وفقاً لمتطلبات الموقع.
بدأت بلدية مسقط بتطبيق نظام النقل المباشر على مراحل بالتنسيق مع المديرية العامة لبلدية مسقط بالسيب والمديرية العامة لبلدية مسقط ببوشر في عام 2014م، حيث وزعت 2500 حاوية قمامة منزلية حديثة، وذلك كطريقة حديثة لجمع النفايات بهدف الارتقاء بالصحة العامة والحفاظ على نظافة المدينة، ويعتبر هذا النظام هو المرحلة الأولى التي يتم بعدها تطبيق نظام فرز النفايات من المصدر تمهيداً لإعادة تدويرها، وبعد نجاح النظام في المناطق المذكورة من الناحية الصحية تم توسيع نطاق تطبيق النظام خلال عام 2015م، ليشمل كل من ولايات مطرح والعامرات وقريات ليصل إجمالي الحاويات الموزعة منذ بدء تطبيق النظام عدد اثني عشر ألفا وأربعمائة حاوية على المنازل في مختلف ولايات المحافظة عن طريق المديرية المختصة في كل ولاية.
يعتمد النظام على نقل النفايات من المنازل بطريقة مباشرة إلى مركبات تجميع النفايات، ومن ثم التخلص منها في المرادم المخصصة؛ بهدف إشراك المجتمع في العمل البلدي عن طريق توليهم مسؤولية جمع النفايات من منازلهم، وذلك من خلال قيام البلدية توفير حاوية لكل منزل محكمة الغلق ومرقمة حسب رقم المنزل ومختومة بالرقم التسلسلي الذي يوضح عدد الحاويات التي تم توزيعها؛ وذلك لضمان تيســير إجراءات نقل النفايات من هذه الحاويات إلى الأماكن المخصصة لها، ومتابعة استجــابة أصحاب المنازل، ثم تتولى سيارات نقل النفايات مهمة نقل وتفريغ الحاويات وإعادتها إلى المنازل، حيث تقوم ســـيارات النقل المخصصة يومياً بالمرور على الأحياء المطبق فيها البرنامج من بعد منتصف الليل وحتى طلوع الفجر لنقل النفايات المنزلية من كل منزل على حدَة.
نتج عن هذا النظام انخفاض ملموس في كمية النفايات، وقد حقق البرنامج إزالة حاويات جمع النفايات من المناطق المستهدفة، وأدى ذلك إلى تقليل انتشار الحشرات والقوارض من المنطقة، والتقليل من انتشار الأمراض التي تسببها الحشرات والقوارض، والامتناع عن رمي المخلفات الاستهلاكية والصلبة في الساحات العامة.