الأندية.. إلى أين المسير؟

مقالات رأي و تحليلات الأحد ١٣/أغسطس/٢٠١٧ ٠٤:٢٠ ص
الأندية.. إلى أين المسير؟

خميس البلوشي
amrad77@hotmail.com

جميعنا يعرف أن الأندية في السلطنة والتي تتنشر في مختلف المحافظات وُجِدت لتكون البيئة المناسبة والمكان الأنسب التي يمارس فيها الشباب مختلف هواياتهم ومناشطهم الرياضية وغير الرياضية.

منذ أن عرفنا الأندية وهي تحمل تعريفاً لمهام عملها بأنها النادي الرياضي الثقافي الاجتماعي ومع مرور السنوات أضحت أغلب الأندية فقط للشأن الرياضي وفقط لكرة القدم فغابت الأدوار واختفت الهوية الحقيقية وتكالبت عليها الظروف وغرقت في مديونيات لا نهاية لها وأصبحت من عام إلى آخر بيئة طاردة للشباب خاصة على المستوى الإداري والجماهيري إلاّ من رحم ربي..علينا الاعتراف أن أنديتنا اليوم هي أندية كرة قدم فقط مع استثناءات بسيطة وكرة القدم فيها تأكل كل الجهد والمال، وبالتالي أصبح الهمّ الوحيد لإدارات الأندية- ومن خلفها الجماهير- المنافَسة والفوز بألقاب الموسم الكروي مهما كان الثمن الأمر الذي يترتب عليه التزامات مالية بمئات الألف من الريالات، وهي مديونيات يصعب تجاوزها وأصبحت تشكل عقبة كبيرة في استمرار الإدارة القائمة أو قدوم إدارة جديدة ومع مرور الوقت كانت المشكلة تتوسع والوضع يتأزم ولا أحد يحرك ساكناً وأصبحت الأندية وبفعل فاعل تعتمد أكثر في عملها على هبات الداعمين المحبين لها والذين هم أيضاً سئموا من هذا الوضع القاتم المتكرر في كل عام.. المشكلة تقع على أطراف كثيرة والموضوع فيه من التشعبات ما يكفي لوجود آلاف المبررات عند البعض، فإدارات الأندية مع كل التقدير هي من أوصلت الوضع إلى ما نشاهده على الواقع لأهداف متعددة- نفترض فيها حُسن النية- فاهتمت فقط بكرة القدم وصرفت وتصرف عليها كل الدعم الحكومي وما تجمعه من المحبين، ووزارة الشؤون الرياضية الجهة الحكومية المسؤولة عن الرياضة وأهلها في هذا البلد تناظر المشهد من بعيد وتنتظر وقوع المشكلة لتضع بدورها كل اللوم على الجمعيات العمومية التي هي في الأصل غائبة وإن تكرمت بالحضور لا تسأل إلا عن كرة القدم التي يقاس بها نجاح الإدارة، كما يعتقدون.. فلا تستغربون ما يحصل هذه الأيام من استقالات لرؤساء الأندية أو إداراتها بشكل كامل، فالبقاء صعب وإصلاح الوضع القائم أصعب، وإذا استمر الحال في هذا الاتجاه فسنجد في المستقبل القريب فراغاً إدارياً كبيراً في أنديتنا والمؤشرات واضحة منذ زمن، وبعضها (لا هو حيٌ فيُرجى ولا ميتٌ فيُنسى)، ولا تزال تسير في مسار متعرج وتذهب إلى طريق لا نهاية له، ولا يجب أن تخدعنا أفراح فوز البعض منها بألقاب كرة القدم في كل موسم لأنها مشاهد وقتية تكلف مئات الآلاف من الريالات ما تلبث أن تصبح هماً كبيرا يصعب تجاوزه ولنا أمثلة كثيرة في كل موسم فهناك فريق يفوز اليوم ويهبط غداً أو ينافس على البقاء فقط.. علينا سريعاً الخروج من هذه الدائرة الضيقة لتكون أنديتنا كيانات قوية تقوم بأدوارها وتحقق أهدافها، ويكفي ترقيعاً للثوب بين فترة وأخرى لأن هذه المسكنات لا تعالج الجرح الحقيقي وتأثيرها قصير جداً. متى تعود أنديتنا الرياضية الثقافية الاجتماعية ومتى تعود البيئة الحاضنة لمواهب الشباب وهواياتهم؟ ومتى تتخلص الأندية من ديونها ومن حاجتها المستمرة للداعمين؟ ومتى نصحح الأوضاع لكي نقف على أرضية أكثر صلابة لا نخشى معها أية تقلبات؟