«البلديات الإقليمية» تقوم بصيانة بعض الأفلاج بشمال الباطنة

بلادنا الأحد ١٣/أغسطس/٢٠١٧ ٠٤:٠٥ ص
«البلديات الإقليمية» تقوم بصيانة بعض الأفلاج بشمال الباطنة

صحار - العمانية

ضمن الشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص؛ قامت وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه ممثلة بالمديرية العامة للبلديات الإقليمية وموارد المياه بمحافظة شمال الباطنة بصيانة بعض الأفلاج في المحافظة، بتمويل من مؤسسة جسور والشركات المؤسسة لها والمتمثلة في صحار ألمنيوم وأوربك وفالي،؛ وذلك إدراكًا من المسؤولين في هذه المؤسسات بأهمية الأفلاج والمحافظة على هذا النظام الذي تتميز به السلطنة، وقد جرت صيانة أفلاج “الجل” و”القبائل” بولاية صحار، و”الصباخ” بولاية لوى، وانتهى العمل بالأفلاج الثلاثة.

وقال مدير دائرة شؤون موارد المياه بالمديرية العامة للبلديات الإقليمية وموارد المياه بمحافظة شمال الباطنة علي بن حمد بن علي الغفيلي: “هذه المشاريع تأتي ضمن تعزيز وتحسين إدارة الموارد المائية، والوزارة تثمن جهود مؤسسة جسور والشركات العاملة معها في تمويل هذه المشاريع، كما تأمل استمرار الدعم المادي في مشاريع أخرى بلدية ومائية بما يخدم الصالح العام”. وأضاف الغفيلي أن الأفلاج في السلطنة تعدُّ من أهم المصادر المائية التقليدية التي يعتمد عليها العمانيون منذ القدم في ري مزروعاتهم المختلفة ويعتمدون عليها كأحد أهم المصادر المعيشية، وتختلف أنواع الأفلاج باختلاف طبيعة الحياة الجيولوجية والهيدرولوجية في أودية وجبال السلطنة فمنها الأفلاج الغيلية التي تعتمد في مصدرها على الجريان السطحي وشبه السطحي من مياه الأودية (الغيول)، ومنها الأفلاج العينية التي تعتمد في مصدرها على العيون أو الينابيع الحارة والباردة، وكذلك الأفلاج الداؤودية التي تعتمد في مصدرها على المياه الجوفية التي تمر في قنوات مائية تحت سطح الأرض بأعماق قد تصل إلى أكثر من 40 مترًا.وتشتهر محافظة شمال الباطنة بوجود النماذج الثلاثة المذكورة، إلا أن الأفلاج “الغيلية” هي السائدة في مختلف ولايات المحافظة، وتسعى وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه من خلال قطاع موارد المياه والدوائر الإقليمية بالمحافظات إلى المحافظة على هذه الأفلاج لكونها موروثًا حضاريًا قديمًا تمسك به العمانيون منذ القدم، ولأنها من أهم المصادر المائية التي يُعتمد عليها في الزراعة، وذلك من خلال القيام بأعمال الصيانة لقنوات هذه الأفلاج وتعزيز البعض منها من خلال حفر آبار مساعدة لها في حالات التوقف عن الجريان أو ضعف معدل التصريف فيها حفاظًا على المزروعات القائمة من الهلاك.وأوضح الغفيلي قائلًا: “مؤسسات القطاع المدني تساهم في مثل هذه المشاريع التنموية والتراثية العريقة، وذلك من خلال تبني بعض أعمال الصيانة لبعض الأفلاج لدعم حركة التنمية والتطوير في البلد، وتعدُّ مؤسسة جسور من أهم الجهات الداعمة لمثل هذه المشاريع، فقد قامت مؤخرًا بصيانة 3 أفلاج رئيسية وهي: “فلج القبائل” و”فلج الجل” بوادي الجزي بولاية صحار، و”فلج الصباخ” بولاية لوى”.

ويقدر إجمالي طول فلج القبائل بمسافة 5400 متر، ممتدًا من “أم الفلج” إلى منطقة “الاحتياج”، ويروي حوالي 25 ألف نخلة على أرض زراعية تقدر مساحتها بحوالي 86 فدانًا، وقد أسندت المناقصة لصيانة مسافة 125 مترًا من القناة بمبلغ إجمالي وقدره 25 ألف ريال عماني.
كما يقدر طول “فلج الجل” بوادي الجزي بحوالي 1530 مترًا ويغذي ما يقارب 7000 نخلة على أرض زراعية تقدر مساحتها بحوالي 5 أفدنة، وجرت صيانة جزء من قناة الفلج بطول 560 مترًا، بالإضافة إلى قناة غراق - فلاح بطول 65 مترًا، وذلك بتكلفة إجمالية بلغت 48 ألف ريال عماني.
أما “فلج الصباخ” بولاية لوى فيبلغ طوله الإجمالي 2350 مترًا ويغذي حوالي 3200 نخلة بمساحة إجمالية تقدر بحوالي 5 أفدنة، وقد بلغت التكلفة الإجمالية لصيانته 45 ألف ريال عماني. من جانبه قال محافظ شمال الباطنة رئيس مجلس إدارة مؤسسة جسور سعادة الشيخ مهنا بن سيف اللمكي: “إن صيانة أفلاج (القبائل والجل والصباخ) تأتي ضمن أعمال المسؤولية الاجتماعية التي تقوم بها مؤسسة جسور في محافظة شمال الباطنة ودورها في تغطية المشاريع المستدامة التي تلامس حياة الناس”. مشيرًا إلى أن المؤسسة تولي عناية خاصة تجاه المجتمع المحلي في تحقيق التنمية المستدامة من خلال المشاريع الاجتماعية التي تتبناها، آخذين بعين الاعتبار احتياجات أفراد المجتمع كافة، ولا شك أن المشاريع الاجتماعية في جسور والشركات المؤسسة لها (صحار ألمنيوم وأوربك وفالي) تعكس مدى التزامها تجاه تحقيق التنمية المستدامة المنشودة آخذة بعين الاعتبار أفضل الممارسات في هذا المجال.وأضاف سعادته: “إن الأفلاج هي أحد المصادر الرئيسية في السلطنة لتوفير المياه العذبة لأغراض الري والاستخدام المنزلي، وتمثل جزءًا كبيرًا من الثقافة العمانية من حيث طريقة بنائها وإدارتها”.جدير بالذكر أن السلطنة تشتهر بنظام الري عن طريق الأفلاج، ويُعمل بهذا النظام منذ زمن بعيد، فالفلج عبارة قناة مائية مشقوقة في الأرض مصدره الأساسي المياه الجوفية، أو العيون، أو مياه الأودية المعتمدة على هطول الأمطار.