ميسي وسواريز في غرفة الفيديو

مقالات رأي و تحليلات الأحد ٢١/فبراير/٢٠١٦ ٢٣:٣٥ م
ميسي وسواريز في غرفة الفيديو

حسام بركات

أعاد النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي وزميله الأوراغوياني لويس سواريز في صفوف برشلونة متصدر الدوري الاسباني لكرة القدم صياغة جملة تاريخية غاية في الروعة والالهام.

هذه اللقطة النادرة لا بد وأنه تم الإعداد لها، فمن المستبعد أن تكون قد حصلت بمحض صدفة وبلا تخطيط مسبق.

إنها قصة الهدف الرابع.. الواقعة ركلة جزاء تم احتسابها لمصلحة الفريق الكتالوني والمكان الكامب نو والمنافس سيلتا فيغو الذي أضحى بعدها الفريسة المعلقة على باب جزار.

النتيجة مريحة ورفاق ميسي وسواريز يتقدمون بالنتيجة 3-1 ولم يتبق على النهاية سوى 10 دقائق فقط، استرخاء في الأعصاب وركلة جزاء متاحة وهدف رابع على الأبواب.

ميسي يغمز سواريز وكلام الخواطر يعود بهما إلى غرفة الفيديو عندما شاهدا يوما الجناح الهولندي الطائر يوهان كرويف صانع كرة القدم الجميلة لبرشلونة وهو في زهوة مشواره العام 1982 مرتديا قميص أياكس ضد هيلموند سبورت وينفذ مع زميله جيسبر اولسن واحدة من أكثر ركلات الجزاء غرابة في التاريخ.

ومن غير ان يتفطن أي من لاعبي الخصم، سواريز ينطلق من الخلف وميسي في نقطة الجزاء يمرر إلى اليمين بدلا من التسديد المباشر على المرمى لتجد قدم سواريز تسبق الجميع وتلدغ الكرة في الشباك.. هاتريك جديد للدولي الاوراغوياني.

ظن الجميع أن ميسي الهداف التاريخي للبلو غرانا مقبل على تسجيل هدفه الـ300 في الليغا، لكنه خالف كل التوقعات وفضل زميله المنافس على لقب الهداف في الموسم الحالي، ليحظى البرغوث الصغير بتصفيق غير اعتيادي من جماهير ملعب الكامب نو.

المباراة انتهت بسداسية مستحقة انتقم بها الفريق الكتالوني من خسارته ذهابا أمام نفس الفريق برباعية نظيفة، غير أن الانتقام لم يكن حديث الصحافة بعد المباراة وإنما لقطة كرويف التي أعادها ميسي إلى الحياة وأعاد معها روعة أن يفكر اللاعب بالفريق بدلا من نفسه.

واعترف أسطورة كرة القدم الهولندية كرويف الذي يعاني حاليا من مرض عضال أنه شعر بالفخر وسعادة بالغة عندما شاهد ركلة الجزاء التي نفذها ميسي وسجلها سواريز مؤكدا أنها أعادت اليه ذكرى جميلة، كانت سنوات العمر قد تكفلت بمسحها.

ركلة جزاء كرويف - اولسن أصبحت معروفة الآن والفضل يعود لميسي - سواريز، ولكن المعنى الذي لا بد من التركيز عليه في هذه المناسبة هو أن كرة القدم في زمن المصالح والمال والتعصب الذي تعيشه حاليا يمكن أن تعود ولو في لمحات متقطعة لزمنها الجميل عندما كانت للمتعة.. والمتعة فقط.

وفي الأخير مرحى لبرشلونة الذي نجح في تشكيل هذا الفريق على قلب لاعب واحد، وطالما هم كذلك فمن الصعب ايقافهم