محاضرة بعنوان «التقنيات الأسلوبية في سرد القصة القصيرة السودانية» بالنادي الثقافي

مزاج الأربعاء ٠٩/أغسطس/٢٠١٧ ٠٤:٢٠ ص
محاضرة بعنوان «التقنيات الأسلوبية في سرد القصة القصيرة السودانية» بالنادي الثقافي

مسقط -عبدالله بن خلفان الرحبي

أقام النادي الثقافي اليوم محاضرة بعنوان «التقنيات الأسلوبية في السرد، القصة القصيرة السودانية» نموذجًا قدمتها الكاتبة والناقدة السودانية د.لمياء شمت، وذلك بمقر النادي بالقرم ضمن مجالات التعاون التي يحرص النادي على استمراريتها مع المثقفين والمبدعين والكتّاب العرب في مختلف المجالات الأدبية، ليشكل ذلك جسرًا بين الكُتَّاب العمانيين والعرب بُغية التواصل المعرفي الخلاق.

قدمت د. لمياء في محاضرتها إضاءات عدة حول التقنيات السردية المستثمرة في القصة القصيرة عن طريق انتخاب بعض نماذج من القصة القصيرة

السودانية، فحول الأسلوب، قالت: إن تأثر تعريف مفهوم الأسلوب براهن الدراسات الحديثة وتطور المعارف والعلوم الإنسانية، في ظل الكشوفات النفسية والاجتماعية والفلسفية واللسانية الحديثة. ويجتمع تعريف الأسلوب بما يشمل أنه صورة لمبدعه، تبرز حسه ومزاجه، وطريقته في التفكير، وتصوره للعالم. في إشارة إلى تعريف بيفون الشهير: «أما الأسلوب فهو الإنسان نفسه».

وتحدثت عن التقنيات اللغوية التعبيرية وقالت: «إنه قد يحوي البناء أن للروائي أنماطاً مختلفة من التقنيات التعبيرية اللغوية والتي تشمل على سبيل المثال، اللغة التسجيلية والتقريرية والتصويرية والشعرية».

وهناك الاشتغالات اللغوية التي تعمل على تطويع اللغة لأقصى حدودها لخدمة المتن السردي وإعمار أفقه الدلالي. فعلى سبيل المثال يشكل اللعب اللغوي الفاعل والمفعم بالحيوية واحدًا من أبرز التكنيكات الفنية والجمالية للقاصة بشرى الفاضل. والتي تتطلب بطبيعتها قدراً كبيراً من الحذق والدربة اللغوية.
وحول الـتـنـاص مع الـحكـي الـشـعبـي قالت د.لمياء: «إن خاصية الـتـنـاص مع الـحكـي الـشـعبـي تحتشد فيها البنى الحكائية بالجريانات التحتية المعبأة بالمرموزات والموروثات والطقوسيات. في نزوع وجداني مُلحّ لاستبطانات المخيلة الشعبية. بالإضافة إلى استثمار الذاكرة التراثية والشعبية، وكذلك التدفق السردي المشحون بحمولات إخبارية متتالية، مع الحفاظ على التوتر السردي، وتنامي درامية النصوص».
ونوهت المحاضرة إلى المبحث الذي قدمه الناقد معاوية البلال عن أثر الأصوات في المنجز القصصي لمعاوية محمد نور. وإبرازه لتلك الخاصية الأسلوبية المهمة، والعمل على إضاءة اضطرادها وثقلها التعبيري، الذي يحولها إلى أبنية دلالية قائمة بذاتها، تدعم مشروع التفسير الكلي للنص.