بالفيديو: عينُ صهبان بولاية صحار: زرقة المياه الداكنة بين أحضان الجبال

مزاج الأربعاء ٠٩/أغسطس/٢٠١٧ ٠٤:٢٠ ص

صحار-حمد بن عبدالله العيسائي

بين سلاسل جبلية تحيط بها، وعلى بعد 8 كيلومترات من طريق وادي الجزي الذي يربط ولاية صحار بمحافظة البريمي، تقع عين صهبان المعروفة بلونها الأزرق الداكن، الذي يخفي سحر الطبيعة الجبلية ويجعل منها مزارًا سياحيًا وعلاجيًا عند من يعرفها.

«الشبيبة» تنفرد بسرد تفاصيل هذا المكان الخلّاب، وكشف بعض من أسراره المجهولة، وتضع القارئ على مقربة منها، وتكشف جوانب تحتاج إليها العين لزيادة أعداد زوارها.

سميت عينُ صهبان بهذا الاسم نسبة إلى القرية التي تقع فيها وهي قرية «صهبان» التابعة لولاية صحار، وتتميز العين بكونها عينًا كبريتية، وهذا ما يفسر زرقة مياهها الداكنة، فلحظة خروج المياه من العين واختلاطها بصخور المنبع على السطح تفرز مادة بيضاء لحظة اختلاطها بها، ولا يعرف أهل القرية حتى الآن ما هي تلك المادة، إلا أنها في الغالب لربما تكون مادة الكبريت، ولكنها تتسبب في تغير لون المياه إلى لونها الحالي. أضف إلى ذلك أنها تحافظ على مستوى تدفق مياهها منها طوال العام، حتى وإن تأخرت الأمطار عن الهطول.
لا يتوقف جمال هذه العين الكبريتية عند هذا الحد، بل يضاف إليها اعتقاد أهلها وزوارها الذين يقصدونها للتداوي من بعض الأمراض الجلدية، إلى جانب الاستفادة من مياهها في ري المزارع التي تقع على مقربة من العين.
إن كان لون العين وموقعها يجذب الزائر إليها، فهنالك جمالية أخرى نضيفها إلى هذه العين الكبريتية، وهو صوت هدير المياه قبل خروجه من العين الذي يسمعه كل من يتقرب من العين، ثم يجري الماء في مسارات الوادي، ليجتمع الماء في حوض والمعروف محلياً «القبيل» ومنه إلى الفلج حتي يصل إلى مزارع القرية.
وعند لقاء «الشبيبة» بعدد من أهالي قرية صهبان التي تقع فيها العين الكبريتية، تحدثوا عن هذه العين بجمالية أخرى، وبمطالب توضح سبب جهل الكثيرين بموقع هذه العين وما ينقصها من خدمات لربما تجعل منها مزارا سياحيا يقصده السائح من داخل وخارج السلطنة، وليس فقط الولاية أو المحافظة:
يقول سالم بن علي بن خميس المقبالي: عين صهبان الكبريتية تقع ببلدة صهبان إحدى قرى وادي الجزي وتتميز بالمحافظة على جريانها طول العام ولم يتغير منسوب جريانها في جميع فصول السنة وكذلك تحافظ على مستوى درجة حرارة الماء، ومنذ القدم يستخدم الكثير ممن يأتون إلى هذه العين مياهها للتداوي من بعض الأمراض الجلدية، حيث يغتسلون بمياه العين، ولربما قل الآن من يقصدها لهذا الهدف بسبب توفر المستشفيات في السلطنة.
فيما يروي سالم بن حمد بن عبدالله المقبالي استخداما آخر لمياه العين إذ يقول بأن مياهها تستخدم لري النخيل والأشجار الأخرى في مزارع القرية، إذ يعتمد المزارعون في هذه القرية على مياه العين طوال العام، فهي لا تعرف المحل، ولهذا فهي إلى اليوم مصدر رئيسي لري المزروعات.
إن عين صهبان الكبريتية ينقصها العديد من الخدمات بحسب ما يرى العديد من أهالي وزوار العين حيث يؤكد خميس بن ناصر بن سعيد المقبالي على جملة من الخدمات التي ستزيد من أعداد زوار العين ويرفع قيمتها السياحية والتي يذكر منها: شق طريق معبّد لها، حيث إن الطريق الحالي ترابي يتسم بالوعورة، فلا تستطيع سوى سيارات الدفع الرباعي الوصول إليها، كما أنه يطالب الجهات المختصة بوضع لوائح إرشادية تدل على موقع العين، لأن أغلب السياح لا يعرفون المكان وفي كثير من الأحيان نكون نحن أهالي البلدة مرشدين للسياح القاصدين إليها.
كما يطالب خميس المقبالي وبإصرار على تهيئة المكان المحيط بالعين وتسويته ذلك أن الكثير من السياح لا يجدون مواقف لمركباتهم وخاصة أيام الإجازات والعطل الرسمية.