«داعش» تنشط صادرات السلاح الأمريكية

الحدث الأحد ٢١/فبراير/٢٠١٦ ٢٢:٥٠ م

واشنطن – عواصم –

أعادت الحرب على تنظيم داعش الإرهابي تشكيل منظومة صادرات السلاح الأمريكية للعالم الخارجي، فعلى مدى الأشهر الـ(16) الفائتة بلغ إجمالي صادرات السلاح بأمريكا لـ 45.8 بليون دولار أمريكي، وهي صادرات وصلت إلى دول تشارك في الحرب على التنظيم، ومنظمات مسلحة أخرى تناصب العداء لداعش.

وجاءت قيمة صادرات السلاح الأمريكية على هذا النحو مرتفعة عن القيمة المسجلة خلال الأشهر الـ(16) التي سبقتها، والتي بلغت قيمتها 43 بليون دولار.

وبالإضافة إلى ذلك، أدت الحرب على (داعش) إلى تغيير في سياسات تصدير السلاح والتعاون الأمريكي مع العالم عسكريا، وبرامج التسلح الخارجي، فبعد أن كانت تلك البرامج تتمحور في معظمها على خدمات الصيانة والتدريب للأسلحة الأمريكية المبيعة وفق منهج استراتيجي، اتجهت تلك البرامج إلى التركيز على منهج تكتيكي للتعاون العسكري بين أمريكا وحلفائها، وتركزت المبيعات الأمريكية للحلفاء في المعدات التكتيكية والقنابل والأنظمة الصاروخية والمدرعات ومركبات القتال المدرعة والقذائف المضادة للدروع.

ويرى جورجي كوسنر مسؤول التخطيط في البنتاجون أن برامج التعاون العسكري الأمريكية مع الدول الحليفة في الحرب على (داعش) باتت أكثر سرعة في الاستجابة لمتطلبات جبهات القتال اليومية.

يذكر أن العمليات الجوية للتحالف المناهض لتنظيم (داعش) الإرهابي- الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية- بدأت في أغسطس 2014 على الجبهتين السورية والعراقية، وحصل العراق وحده على أسلحة أمريكية بقيمة 5.4 بليون دولار أمريكي منذ هذا التاريخ، وهي قيمة أقل عن مبيعات قيمتها 13.8 بليون دولار أمريكي منها فقط 6.1 بليون دولار أمريكي قيمة مبيعات مروحيات أباتشي أمريكية للعراق إبان فترة نوري المالكي رئيس الوزراء السابق في الفترة التي سبقت الـ(16) شهرا الفائتة.

الحرب تتجاوز العراق وسوريا

أكدت الخارجية الأمريكية أن الغارة الجوية التي شنتها الطائرات الحربية الأمريكية ضد معسكر تابع لتنظيم داعش في ليبيا فجر امس الأول الجمعة تأتي في إطار الجهود الأمريكية الشاملة لملاحقة التنظيم الإرهابي حيثما يطأ بقدميه. وقال نائب المتحدث باسم الخارجية الأمريكية مارك تونر إن الحرب ضد تنظيم داعش تتجاوز العراق وسوريا، مشيرا إلى ما أعلنه الرئيس الأمريكي باراك أوباما سابقا أن الولايات المتحدة ستتخذ إجراء كلما كانت هناك فرصة للقضاء على قادة تنظيم داعش واستهداف معسكراته.

وأوضح المسؤول الأمريكي أن الولايات المتحدة تدرك أنه كلما ازدادت الضغوط على عناصر تنظيم داعش في العراق وسوريا، فسيبحثون عن أماكن أخرى مثل ليبيا وهو ما قد أثار القلق منذ فترة.

فضيحة استخباراتية

من ناحية أخرى كشف موقع «دايلي بيست» الأمريكي عن فضيحة في أجهزة الاستخبارات بالولايات المتحدة، حيث أكد الموقع أن الجهاز كان على علم بالتلاعب في تقارير قدمها المحللون العسكريون الأمريكيون عن داعش من قبل رؤسائهم، وكانت النتيجة تقديرا متفائلا بشكل مفرط لنتائج حملة التحالف الدولي على التنظيم الإرهابي.

وأوضح الموقع أن الشكاوى التي جاءت من محللين في القيادة المركزية الأمريكية في العام 2015 كانت منفصلة عن المزاعم التي قدمها المحللون للمفتش العام لوزارة الدفاع الذي يجري تحقيقا الآن حول ما إذا كان هناك أي تزوير أو تشويه أو تأخير أو قمع أو أي تعديل غير سليم للمعلومات الاستخباراتية من قبل المسؤولين البارزين الذين أداروا المجموعة الاستخباراتية المعروفة باسم «سنتكوم».

وأشار دايلي بيست إلى أن تلك المجموعة الثانية من الاتهامات، التي لم تنشر معلومات عنها من قبل، تم تقديمها لمكتب مدير الاستخبارات الوطنية.
وأظهرت أن المسؤولين المعنيين بمراقبة كافة أنشطة الاستخبارات الأمريكية كانوا على علم من خلال القنوات الخاصة بهم بوجود مشكلات محتملة حول سلامة المعلومات المتعلقة بداعش، والتي ذهب بعضها إلى الرئيس باراك أوباما.
وقال المحللون إنهم يعتقدون أن تقاريرهم تم تعديلها لأسباب سياسية، وبالتحديد لتتماشى مع التصريحات العامة لمسؤولي إدارة أوباما بأن الحملة التي تقودها الولايات المتحدة ضد داعش تحرز تقدما وتضع العراقيل أمام تمويل التنظيم وعملياته.

تحذيرات أوروبية

من جهة أخرى حذر رئيس الشرطة الأوروبية «يوروبول»، البريطاني روب واينرايت من احتمالية وجود نحو 5 آلاف عنصر مدرب من تنظيم داعش وتنظيمات مماثلة في أوروبا، وأن دول القارة قد تتعرض لهجمات إرهابية. وقال- حسبما أفادت قناة (سكاي نيوز) الإخبارية امس السبت- إن عدد المقاتلين، من أولئك الذين عادوا إلى أوروبا بعد حصولهم على التدريبات العسكرية، يقدر بين 3 و5 آلاف عنصر، مشيرا إلى أن عدد البريطانيين العائدين من مناطق القتال في سوريا والعراق يقدر بنحو 350 شخصا من أصل أكثر من 700 بريطاني التحقوا بمناطق القتال والتنظيمات المتشددة فيها. وأضاف رئيس الشرطة الأوروبية أن «أوروبا تواجه حاليا أكبر تهديد إرهابي خلال السنوات العشر الفائتة «، مضيفا « يمكننا أن نتوقع أن يشن تنظيم داعش أو غيره من التنظيمات هجمات في مكان ما في أوروبا بهدف تحقيق أكبر عدد من الخسائر بين المدنيين». وأكد أنه لا يوجد دليل واضح وأكيد بأن الإرهابيين يستغلون مسألة تدفق اللاجئين على أوروبا بصورة منتظمة ومنهجية.

في السياق ذاته أعلنت النيابة العامة الفدرالية البلجيكية في بيان سجن ثلاثة أشخاص في بلجيكا في إطار تحقيق حول شبكة تجند مقاتلين لتنظيم داعش في سوريا

. وأطلق سراح سبعة أشخاص آخرين تم توقيفهم أيضا على إثر حملة مداهمات في منطقة بروكسل بعد أن استمع إلى أقوالهم قاضي لييج (جنوب شرق بلجيكا) المكلف بالتحقيق في الملف بحسب المصدر نفسه.
والأشخاص الثلاثة الذين أودعوا السجن هم رجلان -فرنسي وبلجيكي- وامرأة من التابعية البلجيكية، وقد اتهموا بـ»المشاركة في أنشطة مجموعة إرهابية».
وقال مكتب المدعي الفدرالي إن «المداهمات جرت في إطار تحقيق في شبكة تجنيد متعلقة بتنظيم داعش، أسهم في الكشف عن سفر عدد من الأشخاص إلى سوريا للانضمام إلى صفوفه».
ونفى المكتب أن يكون هذا التحقيق مرتبطا بالاعتداءات الجهادية التي ضربت باريس في 13 نوفمبر الفائت وأسفرت عن مقتل 130 وجرح المئات. وفي الإجمال تم توقيف عشرة أشخاص أثناء تسع مداهمات في أحياء مولنبيك وكويكلبيرغ وشايبيك واتربيك ببروكسل، بطلب من قاضي التحقيق في لييج المتخصص بقضايا الإرهاب. وضبطت معدات كمبيوتر وهواتف محمولة أثناء المداهمات كما أضافت النيابة العامة التي رفضت إعطاء مزيد من التفاصيل. وخرج من بلجيكا مقاتلون جهاديون تعتبر نسبتهم مقارنة بعدد سكان هذا البلد، الأعلى من أي بلد أوروبي آخر، ويعتقد أن نحو 500 جهادي غادروها للقتال في الشرق الأوسط وانضم الكثيرون منهم إلى التنظيم المتشدد. وأوقف حتى الآن أحد عشر شخصا ووجه إليهم الاتهام في بلجيكا في إطار التحقيق في اعتداءات باريس الذي أظهر أنه تم تنظيمها وتنسيقها بشكل كبير من بروكسل.