مسقط -
تكشف الأبحاث الجديدة التي فحصت كيفية تطور الشركات من بيئة مكتبية تقليدية إلى بيئة عمل رقمية أن اكتساب ميزة تنافسية وتحسين عملية سير الأعمال هي ضمن الأهداف العليا لاستراتيجية التحول الرقمي. وقال 40 في المئة من 800 منظمة عبر 15 دولة في خمس قارات جرت مقابلتها عبر «دايمنشن داتا» من أجل إنجاز تقرير بيئة العمل الرقمية تحت عنوان «تحويل الأعمال».
وأبرز التقرير رؤية أخرى تتمثل في أن التحول الرقمي لا يتعلق فقط باعتماد تقنيات الماضي حيث يتوقع 62 % من المشاركين في البحث أن يكون لدى منظماتهم تقنيات مثل المستشارين الافتراضيين خلال العامين المقبلين. وبالإضافة إلى ذلك، تتوقع 58 في المئة من الشركات أن تبدأ الاستثمار بشكل فعّال في التقنيات التي تدعم المستشارين الافتراضيين في العامين المقبلين.
وأضاف ميشيل بويس دو بليسيس المدير التنفيذي لدى «دايمنشن داتا» الشرق الأوسط» في التقرير الجديد للتحول الرقمي في مكان العمل الذي نشرته «دايمنشن داتا» الشهر الفائت: «كشفت الأبحاث أن دول مجلس التعاون الخليجي والشرق الأوسط تتحول سريعاً من الاقتصادات التي تعتمد على النفط إلى الاقتصادات الرقمية والذكية والمتنقلة والخدمات المرتكزة على البيانات. إن ترحيل القوى العاملة إلى بيئات عمل تحويلية أمر بالغ الأهمية لضمان النجاح في هذه الرحلة».
وفي الوقت المعاصر، لم يعد مكان العمل الرقمي حكراً على المديرين والمسؤولين عن تعاون زملاء العمل مع بعضهم البعض لاستكمال المشاريع؛ والموظفين الذين يتفاعلون مع الزبائن والشركاء. بل يزداد انتشارها ليشمل «الموظفين الافتراضيين» الذين لا وجود لهم بالمعنى المادي، في حين يلعبون دوراً مهماً في الشركة.
تقنيات تتطور
بينما لا تزال تقنيات الذكاء الاصطناعي في مهدها، إلا أنها متقدمة ومؤهلة بما فيه الكفاية لتطبيق طريقة عملها في الشركات في شكل المساعدين الافتراضيين، وفي صناعات معينة مثل القطاع المصرفي، أمناء الصندوق الافتراضيين والمستشارين الافتراضيين. تظهر بشكل جلي كجزء لا يتجزأ من تطبيقات محددة والمساعدين الافتراضيين المرتكزة الى محركات الذكاء الاصطناعي وتقنيات التعلم الآلي للرد على الاستفسارات الأساسية.
وفي هذا الصدد قالت كريستا براون، نائب الرئيس الأول لحوسبة المستخدمين النهائيين لدي «دايمنشن داتا» «لم يعد كافياً مجرد تنفيذ هذه التقنيات ببساطة. إذ نمت الشركات استخدام تحليلاتها لفهم كيفية تأثير هذه التقنيات على أداء أعمالها: 64 في المئة تستخدم تحليلات لتحسين خدمات الزبائن، و58 في المئة تستخدم تحليلات لقياس وتقييم تقنيات مكان العمل».
وفي الوقت نفسه، قالت حوالي 30 في المئة من الشركات أنها خطت بعيداً في مبادراتها للتحول الرقمي وتجني بالفعل الفوائد، في حين أن البعض الآخر لا يزال في المراحل الأولى من وضع الخطة.
الثقافة المؤسسية
وأضافت براون أن أحد الأسباب التي يمكن أن تمنع الشركات من تنفيذ بيئة العمل الرقمية هو ثقافتها المؤسسية. في أغلب الأحيان، التقنيات وثقافة الشركات تعيق - بدلاً من تشجيع - تغيير نمط العمل. ومع ذلك، فإن العائق الرئيسي أمام الاعتماد الناجح لأساليب العمل الجديدة كان قضايا تقنية المعلومات، وأشار المشاركون في الأبحاث إلى القضايا التنظيمية باعتبارها سبب آخر.
وأكملت براون: «إن تعقيد البنية التحتية الحالية لتكنولوجيا المعلومات يمكن أن يشكل عقبة رئيسية أمام اعتماد أدوات جديدة للتعاون والإنتاجية لدعم أنماط العمل المرنة. وتتحقق عمليات التحول الناجحة عندما تعمل تقنيات المعلومات بشكل وثيق مع رؤساء الأعمال التجارية، وإن هذه التحولات تدعم طرق جديدة لممارسة الأعمال أو دعم الزبائن».
وقد طلب من قادة تكنولوجيا المعلومات ترتيب التقنيات الأكثر أهمية لاستراتيجياتهم في بيئة العمل الرقمية.
ويعتقد روبرت ألمان، نائب الرئيس الأول لتجربة الزبائن والتعاون لدى المجموعة، «أن التنقل عامل محوري لمكان العمل الرقمي. والتفت قادة الأعمال ومديري تقنية المعلومات إلى أهمية التنقل في مكان العمل الرقمي، مع مزيج من الشركات التي تدعم الأجهزة التي توفرها الشركة والموظفين في بيئة العمل».
وتتحول الشركات أيضاً إلى تقنيات جديدة في مكان العمل لدفع زيادة خدمة الزبائن، حيث قال 45 في المئة من المستجيبين إنهم حسنوا رضا الزبائن نتيجة لاستخدامهم للتقنيات الرقمية في مكان العمل.