سيسكو لـ«الشبيبة»: على شركات السلطنة وضع الأمن الإلكتروني في مقدمة جدول أعمالها

مؤشر الثلاثاء ٠٨/أغسطس/٢٠١٧ ٠٥:٥٠ ص
سيسكو لـ«الشبيبة»: 

على شركات السلطنة وضع الأمن الإلكتروني في مقدمة جدول أعمالها

خاص –
يؤكد المدير التقني لدى سيسكو الشرق الأوسط أسامة الزعبي أن هناك ما يقارب 8.4 بليون جهاز متصل بالإنترنت حاليًا، وهو عدد يتزايد سريعًا ومرشح لبلوغ مئات البلايين.

ويقول في تصريح خاص لـ«الشبيبة» إنه بحسب توقعات مؤشر سيسكو للتواصل الشبكي المرئي، فسيكون أكثر من 500 بليون جهاز وشيء متصلًا بالإنترنت بحلول العام 2030، مما يعني أن المرحلة الحالية والمستمرة من التحوّل الرقمي أكبر أثرًا وأكثر صعوبة من مراحل التحوّل التقني السابقة. ففي السابق، شهدنا نقلة واسعة من الحواسيب الضخمة إلى أجهزة الحاسوب الشخصي، ومن الشبكات المعلوماتية إلى التجارة الإلكترونية والإنترنت. وفي المرحلة الحالية، يساهم الاضطراب الرقمي في تحقيق تغيّرات جذرية في الاقتصاديات والمدن والمجتمعات ومشهد الأعمال.

ويعتبر الزعبي أن العالم المترابط أصبح أكبر وأكثر تعقيدًا مما يمكننا إدارته بفعالية كبشر نمتلك مهارات وقدرات محدودة، مما يعني أن شبكات الغد، بما تتضمّنه من مجموعة هائلة من الأجهزة وأنظمة الاستشعار والنظم والتطبيقات والمعدات لن تخضع لإدارة يدوية. فهي ستكون شديدة التعقيد ذات طبيعة مركّبة سريعة التغيير، تحتاج إلى ما يفوق الإدارة اليدوية بمراحل عديدة نظرًا لأن نماذج الشبكات التقليدية لا تصل إلى الحجم والأداء المناسبين لتلبية توقعات الحقبة الرقمية.
ويضيف المدير التقني لدى سيسكو الشرق الأوسط أسامة الزعبي: «في ظل تلك التحديات المتعددة، تحتاج الشركات في السلطنة إلى إطار شبكيّ جديد ومبسّط، يتسم بمزايا أمنية أكثر للمستخدمين. وتشير أبحاث شركة آي دي سي إلى أن الشركات التي استثمرت في الشبكات العصرية المتطوّرة تمكّنت من تحسين معدل نمو إيراداتها ومعدل الاحتفاظ بالزبائن والحفاظ على مستوى الأرباح بواقع ضعفين أو ثلاثة أضعاف. أما فيما يتعلق بالمؤسسات الرقمية، فإن الشبكة تمثل أساس أعمالها ونجاحها».

الأمن أولًا

ويؤكد الزعبي: «في عالمنا المترابط اليوم يمكن اعتبار كل شركة من شركات السلطنة بمثابة شركة تقنية. إذ إن الأجهزة المتصلة بالشبكة تتيح فرصًا مفيدة للأعمال، في الوقت الذي يفرض فيه التعقيد الناشئ عن إدارة الأجهزة والشبكة بكفاءة وأمان تحديات جمّة للتقنيات المعاصرة. ويعني ذلك أنّ على كل شركة في السلطنة وضع الأمن في مقدمة جدول أعمال إدارتها، إذ إن الشركات التي تجعل الأمن الإلكتروني واحدة من الركائز الأساسية لاستراتيجيات النمو الرقمي يمكنها تسريع الابتكار وتقليل الوقت المستغرق للوصول إلى السوق. فالأمن هو العنصر الأكثر أهمية وحساسية في التحوّل الرقمي».
ويتفق مزيد من محللي القطاع على أن الطريقة المثلى لمواجهة التحديات الأمنية في المؤسسات الرقمية تمرّ عبر الشبكة -ففي تلك الشبكة يتفاعل الأفراد والعمليات والبيانات معًا فيما تقدّم التقنية ذاتها حلولًا لمواصلة التقدم.

التعلم الآلي

فيما يتعلق بالتحليل، يمكن الاستفادة من التعلّم الآلي لبناء نماذج وخوارزميات معقدة في الشبكة من شأنها تقديم توجهات مستقبلية. فالنماذج التحليلية المدمجة في الشبكة تستطيع اتخاذ قرارات موثوقة قابلة للتكرار، كما يمكنها الكشف عن رؤى غير ظاهرة من خلال تعلم العلاقات التاريخية الضمنية في البيانات. كما يمكن للتعلم الآلي منح الشبكات قدرة على التعلم دون الخضوع للبرمجة، وهي مقاربة تطوّرت من التعرّف إلى الأنماط ونظرية التعلم في الذكاء الاصطناعي.
وبالإضافة لذلك -يقول الزعبي- تستطيع الشبكات ذات الخوارزميات المدمجة التعلّم والتنبؤ بناءً على البيانات. وبمساعدة تلك الخوارزميات يمكن للشبكات التغلّب على القيود الناشئة عن البرمجة الساكنة ويمكنها اتخاذ القرارات والتنبؤات القائمة على البيانات عبر بناء نموذج من مدخلات البيانات. فقد كان التنقيب عن البيانات هو الأسلوب المتّبع في السابق لاكتشاف توجهات جديدة في مجموعات واسعة من البيانات التي يجرب الحصول عليها. إلا أن الشبكات الذكية القائمة على التعلم الآلي تتضمّن الخوارزميات التي يمكنها اكتشاف التوجهات المعروفة والسائدة في البيانات لدى تجميعها.
كما بإمكان الشبكات التي تتمتع بإمكانات مدمجة للتعلم الآلي والخوارزميات المعقدة وضع نمط من السلوك الأساسي، وباستطاعتها أن تشير إلى الانحرافات بنجاح ودون إشراف. ومن أبرز المزايا الفورية لتلك الشبكات قدرتها على بناء نماذج من السلوك المثالي للشبكة، والتفاعل الاستباقي مع المشاكل والتطفل دون تدخل.
ويختم الزعبي أن هذه الشبكات الذكية الجديدة تمثل نقلة من النمط التقليدي اليدوي للعمليات التي تستغرق وقتًا طويلًا إلى نمط قادر على التعلم المستمر من البيانات التي تديرها لمؤسسة ما. وكلما زاد حجم البيانات التي تديرها، زادت قدرتها على التعلم من خلال التحليل والتكيّف من أجل الاستجابة التلقائية بكفاءة. فالشبكات الذكية تعمل على أتمتة حافة الشبكة وتضمين التعليم الآلي وإمكانات التحليل على المستوى الأساسي.
ويعتقد الزعبي أن تلك الحلول المبتكرة تتسم بثلاث ركائز أساسية. فمن خلال تمكين القدرة على الانتقال من التشغيل اليدوي إلى الأتمتة، تستطيع الشبكة التوسع لإدارة ملايين الأجهزة. كما أن التقييم المستمر للبيانات في سياق بقية المؤسسة، يمكن للشبكة عرض رؤى أفضل تسمح بالإجراءات الأمنية الاستباقية وتحقق قدرًا أكبر من الكفاءة. وبفضل الإجراءات التي تتخذها وتقييم النتائج الناشئة عنها، يمكن للشبكة تحسين نتائج الرؤية المستقبلية وبالتالي الإجراءات المستقبلية - مما يعني الحدس.
وحول نتائج تلك الحلول يقول الزعبي: «أولًا، ستتمكن الشبكة الذكية القائمة على الحدس من كسب ثقة مسؤولي الأعمال وتقنية المعلومات ممن يرغبون في اختيار منصة لبناء نماذج أعمالهم الرقمية المستقبلية. وسيجري ذلك على أساس قدراتها للتعلم الآلي، إذ إنها تتعلم وتتطوّر باستمرار لتصبح آمنة للغاية وتوفر الرؤى. وثانياً، تشكل الشبكات الذكية مجرد خطوة أولى نحو رؤية أوسع بكثير لابتكار البنية الأساسية التقنية القائمة على الحدس. ولكن في الوقت الحالي ما يزال دور الشبكة بمثابة عامل تسريع وتمكين نحو تلك المرحلة المثيرة».