الابتكار في تقنيات المياه رهان دول الخليج للتغلب على تحديات الطقس الجاف

مؤشر الأحد ٢١/فبراير/٢٠١٦ ٢٢:٣٠ م

مسقط -

أكّد خبراء في قطاع المياه أن ثمّة حاجة متزايدة للابتكار في مجال تقنيات المياه في دول الخليج من أجل الحفاظ على الموارد المائية وتعزيز الإنتاج وإدارة الطلب عليها، لا سيما في ظلّ ارتفاع معدلات استهلاك المياه التي تواكب النمو السكاني والتطور الاقتصادي، فضلاً عن زيادة الطلب على مياه الري في المنطقة. وقال رئيس مركز أبحاث المياه وأستاذ هندسة المياه والبيئة في معهد مصدر د. طه وردة: إن متوسط استهلاك المياه في دولة الإمارات يتجاوز 350 لتراً للفرد في اليوم، مشيراً إلى أنه أعلى بكثير من غيرها من البلدان المتقدمة، وأضاف: «ازداد عدد سكان البلاد سبعة أضعاف بين العامين 1974 و2008، وفي الوقت نفسه اتسعت رقعة الأراضي الزراعية في البلاد 12 مرة، لذا فإن اجتماع هذه العوامل يشدد على أهمية مواصلة العمل من أجل تطوير تقنيات متقدمة تمكّننا من تلبية احتياجاتنا المتزايدة من المياه».

تقلبات مناخية كبيرة

وأوضح د. وردة العلاقة بين المياه والمناخ وفق ما يُعرف بعلم «المناخ المائي»، قائلاً إن مناخ دول الخليج يتأثر بعدد من مؤشرات التذبذب المناخي، المتمثلة بالتغييرات الحاصلة في النظم المناخية، وهو ما يؤدي بحسب قوله إلى تقلبات مناخية كبيرة، تؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض معدلات هطول الأمطار في بعض السنين، ما يُحدث أثراً جوهرياً في إمدادات المياه. وقال: «ارتفاع درجات الحرارة يؤدي إلى زيادة تبخر مياه الخليج وارتفاع ملوحتها، ما يؤدي بالتالي إلى انخفاض الكفاءة في أداء محطات تحلية المياه، نظراً للحاجة إلى مزيد من الطاقة لإنتاج الكمية نفسها من المياه المحلاة». وأضاف: «في الوقت عينه، تُترجم قلة الأمطار إلى انخفاض في احتياطات المياه العذبة في الخزانات المائية في دولة الإمارات، التي لديها أكثر من 130 سداً، وبالتالي تقل تغذية المياه الجوفية، لذلك فإن كل ما يتعلق بسلسلة إمدادات المياه في الخليج يتأثر بالكامل».

انخفاض قياسي في هطول الأمطار

ومن المتوقع أن ترتفع درجات الحرارة في جميع أنحاء العالم، وفي هذه المنطقة، وأن تتأثر معدلات هطول الأمطار بشدة جرّاء التذبذبات الحاصلة في المناخ، وصولاً إلى أدنى مستوياتها في عدة سنوات. ورأى الدكتور وردة أن ما تشهده المنطقة حالياً ليس تغيراً مناخياً، وإنما تقلبات مناخية، موضحاً أن في الأول دلالة على الديمومة في حين أن الأخيرة مؤقتة. وأضاف: «على سبيل المثال، لوحظ الانخفاض القياسي في هطول الأمطار في العام 2000 ارتبط حينها بتغير طوري في عدد من مؤشرات التذبذب المناخي، وقد بتنا نعلم الآن أن ما نعيشه هو اختلاف مناخي طبيعي تتسم فيه بضع السنوات بطقس أبرد وأخرى بطقس أكثر دفئاً. ويُعدّ فهم التعقيدات المتعلقة بهذه التقلبات المناخية، بدءاً من مقدار الأمطار وحتى التغيرات في درجات الحرارة، أمراً بالغ الأهمية لتحديد كيفية التغير في معادلة العرض والطلب المائية خلال السنوات المقبلة».

نمذجة العلاقة بين المياه والمناخ

ولفت د. وردة إلى أن نمذجة العلاقة بين المياه والمناخ، التي يتم فيها تطبيق تقنيات مختلفة لتقدير حجم التقلب في الموارد وتحسين إدارة المياه في إطار الاستجابة للظروف المناخية المتغيرة، تلعب دوراً محورياً في تحقيق استدامة المياه. ودعا د. وردة إلى النظر في كيفية استخدام المياه لأغراض الزراعة على سبيل المثال، من أجل تحسين الري بحيث يصبح أكثر كفاءة، ودراسة أنواع مختلفة من النباتات تستهلك كميات أقل من المياه، فضلاً عن تحسين استخدام المياه المستصلحة في الري، وغيرها من المجالات.

فعاليات عالمية

وهناك عدة فعاليات تتناول موضوع المياه وسبل التوعية والتطوير منها القمة العالمية للمياه وهي منصة دولية فريدة من نوعها تجمع قادة القطاع والخبراء وألمع الأكاديميين ورجال الأعمال المبدعين من أنحاء العالم، لتسريع عملية تطوير الاستراتيجيات والتقنيات المستدامة الجديدة، تعزيزاً لاستدامة المياه في المناطق الجافة. وتنعقد القمة العالمية للمياه سنوياً في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، وتستضيفها شركة «مصدر». كما سيشكّل أسبوع أبوظبي للاستدامة محفلاً دولياً رفيع المستوى يعمل على توحيد قادة الفكر وصانعي القرار والمستثمرين، لمواجهة التحديات المتعلقة بالطاقة المتجددة والتنمية المستدامة. يروّج هذا الحدث المرموق لتبادل الأفكار ويحثّ على تسريع العمل لتطوير الحلول المستدامة اللازمة لدعم النمو الاقتصادي والسكاني السريع، في ظلّ التوقعات بوصول عدد سكان العالم إلى تسعة بلايين نسمة بحلول العام 2050. يُعتبر الأسبوع أكبر تجمع بشأن الاستدامة في منطقة الشرق الأوسط، ومنتدى مهمّ لتحفيز الحوار والعمل على الصعيد العالمي. مزيد من المعلومات متاح في الموقع تعتبر القمة العالمية للمياه منصة دولية فريدة من نوعها تجمع قادة القطاع والخبراء وألمع الأكاديميين ورجال الأعمال المبدعين من أنحاء العالم، لتسريع عملية تطوير الاستراتيجيات والتقنيات المستدامة الجديدة، تعزيزاً لاستدامة المياه في المناطق الجافة.