جمعية الصحفيين على المحك

مقالات رأي و تحليلات الأحد ٢١/فبراير/٢٠١٦ ٢٢:٣٠ م

محمد محمود عثمان

جمعية الصحفيين العمانية تجربة ثرية في إطار منظمات المجتمع المدني، وهي الآن على المحك، خاصة أن المجتمع بكل فئاته ومؤسساته يضع الآن جماعة الصحفيين وجمعيتهم تحت المنظار، للتعرف على حقيقة ما يحدث بها ولها، من منطلق أن الصحافة سلطة رابعة كما تقر بذلك بعض الدول، وهذا يمنحها زخما قويا، ويحمل الصحافة والصحفيين مسؤولية أضخم في التعبير عن قضايا المجتمع ومشكلاته ومناقشة الحلول المتاحة بحيدة وموضوعية، بالإضافة إلى دورها في كشف الفساد ومقاومة الإفساد إذا وجد في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعاني منها جميع المجتمعات في الفترة الأخيرة، لكل ذلك فإنها تحت المجهر، لأن جمعية الصحفيين العمانية قدمت الكثير للمجتمع الصحفي ويجب أن يستمر عطاؤها لتظل قوية - بعيدا عن الانقسامات والاستقطابات - في تقديم النماذج الجيدة والرؤى الجديدة التي يستفيد منها الجميع خاصة في تنظيم الممارسة الديمقراطية بين فئة الصحفيين، وهي الفئة المفروض أنها الأكثر وعيا وثقافة ودقة وتنظيما والتزاما بالقوانين والنظم السائدة في المجتمع واللوائح المنظمة لآليات العمل وتطويره، بما يخدم مصالح المجموع وليس الأفراد، من خلال الأسلوب الحر المباشر في انتخاب أعضاء مجلس الإدارة، وإن كنا نعترف دائما بأن الانتخابات مهما كانت درجة ديمقراطيتها لا تفرز أفضل العناصر القادرة على تحمل أعباء العمل التطوعي والنقابي وما يتطلبه ذلك من إنكار للذات وعدم الإفراط في الأنانية سعيا للمنافع الشخصية، أوالعناصر التي لديها القدرة على تقديم قيمة مضافة حقيقية تعود بالنفع على الجماعة الصحفية وترتقي بالمهنة في الوقت ذاته، ولاسيما أن انتخابات جمعية الصحفيين قد اتسمت خلال السنوات الفائتة بالشفافية والمحبة والإخاء والتعاون بين الجميع، وهذا ما نتمناه أن يسود دائما خاصة أن جميع الزملاء الذين توافدوا على مجالس إدارة الجمعية مشهود لهم بالخلق وبالكفاءة والنزاهة، وعليهم أن يظلوا على ذلك، ولا سيما بعد أن انتشر في الوسط الصحفي فكرة لإجراء الانتخابات القادمة بنظام القوائم التي تفرض على العضو انتخاب العدد المدرج بالقائمة بالكامل، حتى ولو لديه اعتراضات أو تحفظات أو مآخذ على البعض منهم أو تخوف من عدم قدرتهم على العطاء، وبما يحد من حرية الأعضاء في اختيار أفضل من يمثلهم، ولذلك يوصم نظام الانتخاب بالقوائم بالعوار لأنه يكرس الاختيار طبقا للتكتلات وللشللية أو القبلية أو الحزبية بدون اعتبار للمواصفات والمعايير التي تعتمد على الموضوعية وتعظيم المصلحة العامة، على عكس القائمة الواحدة التي يكون الاختيار من خلالها قائما على قناعات شخصية من خلال التجارب أو الممارسات السابقة لكل مترشح التي يمكن القياس عليها، ومن ثم يمكن بسهولة التعرف على المترشحين وإمكاناتهم بعيدا عن طيبتهم أوحسن أخلاقهم أوالنوايا الطيبة لديهم أو مدى العلاقات الشخصية التي تربطنا بهم، إذا أن القوائم التي تحتوي على بعض المحنكين والمدربين على العمل التطوعي والنقابي ولديهم من العلاقات والاتصالات ما يؤهلهم للنجاح في هذا العمل التطوعي - الذي يأخذ الكثير من وقتهم وجهدهم وربما على حساب أسرهم وأعمالهم - قد تضم زملاء من الذين قد لا يتمتع بعضهم بكل هذه المزايا أوالصفات، كما أن الانتخابات الفردية قد تأتي بمثل هؤلاء أيضا، ولكن يمكن دمجهم في العمل وصقل خبراتهم للاستفادة منهم كصف ثان أو ثالث لتحمل المسؤولية فيما بعد، فهذا العمل يعتمد على قيام مجلس إدارة الجمعية بتقديم الخدمات لأعضاء الجمعية العامة على مختلف انتماءاتهم وتوجهاتهم ولكل من وقف معهم أو ضدهم في الانتخابات، حيث إن الهدف هو المحافظة على تقاليد المهنة وتطويرها والارتقاء بها عن طريق التدريب على مهارات الفنون الصحفية والقدرات التحريرية للصحفيين، ومساعدة الأعضاء على حل مشاكلهم.