مسقط -
باعتبارها علامة السيارات الأسرع نموًا في العالم، تقوم كيا بإنتاج ما يزيد عن 3 ملايين سيارة سنويًا من 14 منشأة تصنيع لها موزعة بين 5 دول حول العالم.
وقبل أن تصل كيا إلى هذه الشبكة الواسعة من المصانع، قطعت هذه الشركة الكورية العملاقة رحلة مليئة بالتحديات كانت بدايتها متواضعة للغاية.
ففي العام 1974 قامت كيا بتجميع أول سيارة ركاب أطلقت عليها اسم بريسا وذلك من خلال منشأتها التصنيعية في سوهاري.
وقد مثّل هذا مناسبة تاريخية لأن هذه المنشأة كانت بمثابة مكان الميلاد لصناعة السيارات الكورية. فقد كانت منشأة سوهاري أول مصنع متكامل في كوريا لإنتاج وتصنيع السيارات على الإطلاق، واكتمل بناؤها في العام 1973.
وفي هذه المنشأة صُنعت أول سيارة ركاب تحمل اسم علامة كيا ونعني بها بريسا، وهنا أيضًا أُنتج العديد من السيارات التاريخية بالنسبة لكيا ومنها سيارة «بونجو» وسيارة «برايد». وحتى يومنا هذا، تُعد منشأة سوهاري موقع الإنتاج الرئيسي لعمليات كيا، إذ يتم فيها تصنيع ما يقرب من 320 ألف وحدة سنويًا، بما فيها طرازات ريو وكوريس وجراند كرنفال.
واستمرت كيا في إنشاء مصانع جديدة داخل كوريا وقامت بعدها بإضافة مصنعي هواسونج وجوانجو واللذين تم الانتهاء من إنشائهما في عامي 1989 و1998 على التوالي. ويقع مصنع هواسونج في منطقة استراتيجية على الساحل الكوري لتسهيل عمليات التصدير، وفي هذا المصنع تُصنع العديد من طرازات كيا، مثل سيراتو وأوبتيما وكادينزا ونيرو، في حين تُصنع تشكيلة متنوعة من سيارات كيا في مصنعها في جوانجو، بما فيها سيارات سول وكارنس وسبورتاج.
وفي العام 2002 بدأت كيا عملياتها في الصين وقامت في العام 2007 بإنشاء مصنع ينتشنج والذي تبلغ مساحته مليون متر مربع وهو الأكبر من نوعه بين مصانع كيا حول العالم، وتصل طاقته الإنتاجية الآن لما يقرب من 890 ألف وحدة تضم 9 طرازات مختلفة من السيارات في كل عام.
وبالإضافة إلى ذلك ساهم مصنع ينتشنج في توفير أكثر من 6000 فرصة عمل للصينيين، وهو ما يساعد في تحقيق النمو المستدام في هذه المنطقة.
وبداية من العام 2006، اتسعت عمليات كيا لتصل إلى سلوفاكيا في أوروبا إذ أقامت فيها منشأة زلينا التصنيعية، والتي يتم فيها حاليًا إنتاج مجموعة من السيارات الأنيقة المخصصة للسوق الأوروبي، ومنها سيارة سييد العائلية وسيارة فينجا.
وتسهم منشأة زلينا بشكل كبير في تعزيز نمو علامة كيا في السوق الأوروبي، وقد احتفلت هذه المنشأة بالذكرى العاشرة لإنشائها في ديسمبر الفائت.
ولم يتوقف توسع كيا في إقامة منشآتها الإنتاجية عند القارة الأوروبية، ففي العام 2006 افتتحت الشركة منشأة كيا موتورز التصنيعية في جورجيا بالولايات المتحدة الأمريكية.
وتصل طاقة هذه المنشأة الإنتاجية إلى 340 ألف وحدة سنويًا، ويعمل بها أكثر من 3000 آلاف شخص، وهو ما يسهم بشكل ملحوظ في تنمية اقتصاد صناعة السيارات في هذه المنطقة.
وفي ديسمبر من العام 2016، منحت دائرة التنمية الاقتصادية في جورجيا مصنع كيا في الولاية جائزة شركة السيارات للعام وشركة صناعة السيارات الرائدة في نفس العام.
أما أحدث منشأة تصنيعية لكيا فتقع في بسكوريا المكسيكية وافتُتحت في سبتمبر 2016، وهي مجهزة بأحدث المعدات والأجهزة والتقنيات الصديقة للبيئة.
وقد كان لهذا المصنع الجديد أثر إيجابي على المجتمع المحلي في المكسيك، وذلك بفضل مراعاته لأعلى المعايير البيئية وقدرته الإنتاجية التي تصل إلى 300 ألف وحدة سنويًا، فضلاً عن توفيره للعديد من فرص العمل للسكان المحليين.
لقد نجحت كيا في تحقيق مكانة مميّزة لعلامتها منذ انطلاقتها المتواضعة بسيارة بريسا التي أُنتجت في مصنع سوهاري الكوري، لتصبح اليوم واحدة من كبريات شركات تصنيع السيارات في العالم.