مسقط –
بعد أن أصبحت المدن الذكية واقعا في بلدان الخليج العربي، باتت المباني الذكية أكثر شيوعا وانتشارا نظرا لما توفّره من كفاءة وملاءمة للمشغلين والمستأجرين على السواء. ومع ذلك، فإن تبني تكنولوجيا المباني الذكية على نطاق أوسع ينبغي أن يحفّز الشركات والحكومات على ضمان إعدادها بشكل كاف ومناسب لمواجهة المخاطر السيبرانية المحتملة، وذلك وفق ما ذكره تقرير شامل بعنوان «المباني الذكية المقاومة للخروقات السيبرانية» شاركت في وضعه شركتا بوز ألن هاملتون وجونسون كونترولز.
تعمل المباني الذكية كحلقة وصل بين العالمين المادي والرقمي وتستفيد من البيانات من أجل تحسين العمليات وتخفيض تكاليف المرافق، مع زيادة السلامة والاستدامة. ولكن، على عكس المخاطر السيبرانية في القطاعات الأخرى، فإن المباني الذكية ليست فقط عرضة لخروقات البيانات والتشويش في تكنولوجيا المعلومات، بل هي أيضا عرضة للاضطرابات التي يمكن أن تؤثر سلبا على العديد من جوانب الحياة اليومية.
لقد أثبتت الجهات الفاعلة في شؤون التهديد السيبراني القدرة والنية على قرصنة أنظمة التشغيل الآلي في المباني، وأنظمة السلامة، والأنظمة البيئية الحساسة. ويجب تأمين تصاميم شبكة النظام الذكية، في حال كانت مدمجة مع أنظمة تكنولوجيا المعلومات والشبكات، للتأكد من أن الأنظمة الداخلية ليست معرّضة لمصادر تهديد جديدة من أنظمة التشغيل الآلي للمباني. على سبيل المثال، يمكن للقراصنة استغلال نقاط الضعف في أنظمة التدفئة والتهوية وتكييف الهواء (HVAC) كنقطة دخول إلى شبكة الشركة، أو اختراق أجهزة إنترنت الأشياء لخرق خصوصية المقيمين.
وتقوم هيئة تقنية المعلومات في السلطنة والشركة العمانية للنطاق العريض بوضع استراتيجية 2030 لإنشاء البنية الأساسية للمدن الذكية التي من شأنها أن تعزز الأمن، وقدرات الحكومة الإلكترونية، والخدمات البلدية المبنية على التكنولوجيا وإدارة المباني. وكانت شركة تيجان للاستثمار والتطوير قد أعلنت أيضا أن مشروع مبنى مكتب تاج الذي سيتم الانتهاء منه بحلول العام 2020 سيتم تجهيزه بمجموعة من تطبيقات المبنى الذكي بما في ذلك الإضاءة الذكية وأنظمة تكييف الهواء وأنظمة التحكم الإلكتروني التي يمكن الوصول إليها من خلال تطبيق جهاز الهاتف الذكي. ومع التوسع في اعتماد هذه التقنيات الذكية في جميع أنحاء السلطنة، يزداد عدد أجهزة الاستشعار والأجهزة المتصلة ببعضها.
لذا، وبما أن الأنظمة الآلية تتحكم في المزيد من بيئتنا، لم يعد يكفي أن يكون المبنى ذكيا، بل يجب أن يتمتع الآن بالذكاء السيبراني، وهذا يستتبع نهجا مختلطا من التخطيط القائم على المخاطر، والتكنولوجيا، والعمل مع الشركاء المناسبين، وتقييم البنية الأساسية القديمة والجديدة، والعمليات والإجراءات والقدرات في جميع مراحل حياة المبنى، ومهارات الناس.
ويقول نائب الرئيس لدى بوز ألن هاملتون د. دهم سليمان: «هناك قيمة تجارية هائلة في اعتماد أتمتة المباني، بما في ذلك التوفير في التكاليف، وكفاءة الطاقة والأمن والراحة والسهولة التي تتيحها لسكانها. المباني الذكية هي عنصر أساسي للمدينة الذكية، وتدفع بقوة التحسين الرقمي نحو المكاتب والمنازل. لذا، من المهمّ جدا حماية الاستثمارات في المباني الذكية لجميع المعنيين، من المطورين إلى المستخدمين. ولتحقيق ذلك، يجب أن يكون التعاون بين كل الجهات الداخلية والخارجية أمرا ضروريا، ذلك يشمل جهات تكنولوجيا