مسقط -
تزخر مؤسساتنا التعليمية بالكثير من الطلاب ذوي المواهب الكبيرة والمتميّزة والتي شرّفت السلطنة بمشاركاتها في مسابقات على مستويات محلية وخارجية وحصولها على إنجازات رفعت بها اسم السلطنة عالياً، ويأتي هذا النجاح بالاهتمام بالمواهب والإبداعات وتشجيعها لمواصلة الطريق نحو بذل المزيد من العطاء.
وفي الآونة الأخيرة أنشأ طلاب الكلية التقنية العليا شركة طلابية تحت اسم «سمارم» والتي تعنى بإنتاج الشموع من مخلّفات طبيعية صديقة للبيئة مُعاد استخدامها وتُصنع من البيئة العُمانية وتروّجها محلياً وخارجياً.
تأسيس
وحول هذه الشركة الطلابية قالت مشاعل بنت صالح الكيتانية: «أسسنا نحن كطلاب من الكلية التقنية العليا شركة أعضاؤها جميعاً من الكلية وهي شركة متخصصة في إنتاج الشموع الطبيعية من مخلّفات من البيئة العُمانية بروائح زكية بطابع عُماني، وأُسِّست الشركة في العام 2016، ودخلت الشركة في مراحل أولية عدة منها تكوين الفريق وتكوين الهيكلة وتحديد المنتج واسم الشركة، بعدها نظّمت الشركة اجتماعات داخلية عدة للعصف الذهني للظهور بمنتج الشركة تم الخروج بعدها بأفكار جوهرية، إذ اتفق جميع الطلاب على المنتج نظراً لحاجة السوق والاستبيانات التي تم عملها فقد أتت خلالها مرحلة التسمية والشعار».
وأضافت: «لجأت الشركة إلى التعاون مع عدد من المتخصصين من مجالات مختلفة أهمها التسويق؛ للخروج باسم الشركة تم خلالها زيارة المتحف الوطني وأخذ التغذية الراجعة من الزوّار، وبينما نحن نتجوّل في المتحف شاهدنا اسم سمارم قد كُتب على أحد جدران المتحف وبعد مشاورة جميع الطلاب تمت تسمية الشركة على هذا الاسم (سمارم) ثم دخلت الشركة في مرحلة التخطيط والعمل الجاد، إذ أصبحنا ننتج شموعاً مصنوعة من مخلّفات بيئية مُعاد استخدامها وتصنيعها من البيئة العُمانية وهي طبيعية 100 % وتستخدم في مجال العلاج بالعطور (Aromatherapy).
تأتي مميّزات هذه الشموع بخفض نسبة الكربون مقارنة بالشموع العادية أثناء عملية الاحتراق، كما أنها تحتوي على مركب الاستر العضوي من البيئة والذي غالباً ما يستخدم في الروائح الزكية، وبهذا أضفنا روائح عطرية لزيادة قيمة المنتج».
لمسة عُمانية
وتابعت: «لدى شركتنا تعاملات مع وزارة الزراعة لجلب المخلّفات البيئية وإنتاج الشموع والتي بدورها تكون صديقة للبيئة كونها لا تحتوي على أي مركب كيماوي، وتطرّقنا لإضافة 3 روائح ومنها اللبان من خلال انتشار هذه الشجرة محلياً وتصدير منتوجها خارجياً لذلك تم التفكير بوضع لمسة عُمانية على المنتج برائحة اللبان، أيضاً جرت إضافة العود ويأتي من خلال طابعه العربي الأصيل، كما أن هذه الإضافة تمخضت من جوانب صحية وهي تنشيط العود للدورة الدموية، أيضاً أضفنا رائحة شجرة الليمون وهي شجرة عريقة موجودة في جميع أنحـــاء السلطنة ولها فوائد طبيعية في تنقية الجو ومساعدة مرضى الربو للتنفس بطريقة صحية جيّدة، وتأتي هذه الاختيارات على الفوائد العلمية للشموع وهي إزالة الروائح الكريهة وإضافة روائح زكية».
وأكملت الكيتانيـــة: «هناك أهداف كثيــرة لإنشائنـــا هـــذه الشركـــة مـــن خلال تـــرويج المنتج بشكل جيّد للطلبة في المستقبل على المستوى المحلي والخارجي نظراً لجودته العالية وأيضاً استثمار الموارد الطبيعيـــة المستوحاة من البيئة العُمانية والاعتماد على المنتجات الوطنية أكثر من المستوردة من الخارج وإنتاج منتجات صديقة بالبيئة، أيضاً المشاركة في مسابقات محلية وخارجية، علماً أن الشركة شاركت في مسابقة شركتي إنجاز عُمان».
وقالت: «تستهدف الشركة كلاً من الأفراد والمؤسسات سواء من الذكور والإناث وتركز على الفئة الأخيرة من عمر 15 إلى 45 سنة، كما نستهدف مؤسسات المطاعم والفنادق ومراكز الاستجمام SPA والعلاج النفسي التي تقدّم جلسات اليوجا، كما توجد في الشركة أقسام كثيرة منها قسم الإنتاج، تطوير المنتج، التسويق، المالية، الموارد البشرية والعلاقات العامة».
تحديات
وتابعت الكيتانية: «واجهنا في الشركة تحديات وصعوبات في مجال إدارة وريادة الأعمال كونها شركة ناشئة، كما أن قسم الإنتاج وتطوير المنتج بحث في شأن المواد المستخدمة في صناعة الشمع واستيرادها من مخلّفات شركات محلية، إذ وجد القسم أن الخواص الفيزيائية للمادة لا تتطابق مع الخواص الفيزيائية المطلوبة كشمعة، بعدها بدأ البحث المكثّف عن إيجاد مورد آخر أفضل، وبحمد الله خرج القسم بمورد من البيئة العُمانية لصنع الشمع بجودة عالية، وكون أن جميع موظفين الشركة طلاب فهناك صعوبات أحياناً فـــي التنسيق بين الدراسة والعمل في الشركة».
وأردفت الكيتانية قائلة: «وضعت شركتنا مبلغ رأس مال 600 ريال عماني والذي ساعدنا كثيراً في دعم هذه الفكرة ورفد الشركة بالأشياء الضرورية والتي من خلالها جُلبت جميع المواد اللازمة لبدء هذا المشروع والذي نأمل أن يواصل نجاحاته مستقبلاً، وأن يكون للشركة مصنعها الخاص ومقرها الخاص مع الأجهزة اللازمة لعمليات الصهر والتشكيل والتصفية، وإنتاج منتجات متنوعة، وانتشار المنتج على نطاق واسع في جميع أرجاء السلطنة وخارجها، والتفكير في زيادة كفاءة الموظفين من مبتدئين إلى محترفين».