نيويورك –
لا يزال الجمهوري دونالد ترامب المرشح للانتخابات الرئاسية الأمريكية يثير الجدل بتصميمه على عدائه للمسلمين حيث عرض ترامب أول إعلان متلفز له في إطار حملته الانتخابية لكنه أثار جدلا واسعا وانتقادات لتضمنه مشاهد لمهاجرين في المغرب في معرض حديثه عن المكسيك.
والإعلان الذي بث أمس الثلاثاء في ايوا ونيوهامبشر ويكلف حوالي مليوني دولار أسبوعيا قبل بدء الانتخابات التمهيدية في هاتين الولايتين، يركز على دعوته إلى منع المسلمين من دخول الولايات المتحدة وتعهده بقطع رأس تنظيم الدولة الإسلامية ووعده بوقف الهجرة غير الشرعية من المكسيك.
وفي هذا الفيلم الدعائي القصير البالغة مدتــه 30 ثانية، يذكر صوت مذيع بــأن دونالـــد ترامــــب الذي يتصدر نتائج استطلاعات الرأي للانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، يريد «منع دخول المسلمين مؤقتا إلى الولايات المتحدة» من أجل مكافحة «الإرهاب.
ولدعم هذه التصريحات تظهر صورة الزوجين اللذين نفذا اعتداء سان برناندينو في كاليفورنيا والذي أسفر عن 14 قتيلا في ديسمبر.
ثم يضيف المذيع «سيقوم سريعا بقطع رأس تنظيم الدولة الإسلامية والسيطرة على نفطه».
ويواصل المذيع الدعاية قائلا إن دونالد ترامب «سيوقف الهجرة غير الشرعية عبر بناء جدار على طول الحدود الجنوبية (مع المكسيك) تدفع المكسيك تكاليفه».
ثم تبث مشاهد لعشرات الأشخاص وهم يركضون لاجتياز حدود نصبت عليها أسلاك شائكة. لكنهم في الواقع ليسوا مكسيكيين.
فقد أورد موقع «بوليتيفيكات» أن المشاهد صورت في مايو 2014 وتظهر مهاجرين يجتازون الحدود من المغرب للوصول إلى جيب مليلة الإسباني شمالا. ونسب شريط الفيديو إلى وزارة الداخلية الإسبانية.
وردت حملة ترامب الانتخابيـــة بالقول إن بث هذه الصور كان «متعمدا واختيرت لإظهار الأثر الخطير لحدود مفتوحة والتهديد الفعلي» لأمريكا الذي يشكله عدم بناء جدار على حدود المكسيك.
وقال ترامب أمس الأول الاثنين «أنا فخور جدا بهذا الإعلان. لا أعلم إذا كنت بحاجة إليه، لكنني لا أريد المجازفة».
وقد أكد ترامب، قطب العقارات الذي يمول حملته الانتخابية بنفسه، على الدوام أنه ادخر 35 مليون دولار عبر عدم الإنفاق على الدعاية التلفزيونية حتى الآن. وينتهي الإعلان بصور لترامب وهو يردد شعاره الشهير «سنعيد لأمريكا عظمتها».
وتبدأ الانتخابات التمهيدية في ايوا مطلع فبراير المقبل معطية إشارة الانطلاق لعملية اختيار مرشح كل من الحزبين، ثم بعد ثمانية أيام في نيوهامبشر.
يذكر أن دونالد ترامب، الأوفر حظا في سباق الترشح للرئاسة الأمريكية، جدد دفاعه عن دعوته بمنع دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة بالرغم من استغلال إسلاميين راديكاليين لدعوته في مقطع فيديو لتجنيد المقاتلين.
وقال ترامب إن العالم يتحدث الآن عن جهاديين محتملين يدخلون كمهاجرين.
وأضاف في مقابلة مع شبكة (سي بي إس) أن « أجزاء كبيرة من العالم تقول إن ترامب على صواب حقا، حيث سلط الضوء على ما يحدث بالفعل»، وذلك في إشارة إلى تصريح أدلى به في ديسمبر يفيد بأنه يتعين منع كل المسلمين من دخول الولايات المتحدة.
وقال ترامب إن إمكانية دخول الإرهابيين البلاد كمهاجرين هي مشكلة يتعين حلها، مضيفا: «لا يمكنك حل مشكلة ما لم تحددها».
وأضاف أنه ليس من المستغرب أن تستغل جماعة مثل «الشباب» المنتمية لتنظيم القاعدة، تصريحه، في إشارة إلى مقطع فيديو مدته 51 دقيقة صدر يوم الجمعة على موقع تويتر من جانب تلك الجماعة الصومالية المتطرفة ويتضمن الفيديو تصريح ترامب الذي يدعو فيه إلى منع المسلمين من دخول بلاده. وذكر ترامب إنه لن يخجل من التحدث عن التشدد الإسلامي لمصلحة حرمان المتطرفين من المواد التي يمكن أن يستخدمونها لتجنيد الجهاديين.
يذكر أن حملة الترشح لانتخابات الرئاسة الأمريكية تتجه نحو إجراء انتخابات تمهيدية في ولايتي أيوا ونيو هامبشير في أوائل فبراير المقبل.