باريس - ش – وكالات
كشف وزير الداخلية الفرنسى برنار كازنوف عن تفكيك 18 شبكة لتجنيد الجهاديين منذ 2013، مؤكدا ان التهديد الارهابى ما زال مرتفعا جدا و ان باريس عازمة على محاربته بلا هوادة.
وقال كازنوف-فى مقابلة امس الثلاثاء مع اذاعة "أر تى ال " قبل يومين من الذكرى الاولى لهجمات يناير-ان الاجهزة الفرنسية أحبطت ست عمليات منذ الربيع الماضي، و ان مواجهة الاٍرهاب تتطلب تبنى أساليب جديدة. وحول مشروع سحب الجنسية الفرنسية من المدانين بالارهاب، اشار كازنوف الى التزام الرئيس فرانسوا اولاند بكلمته فى هذا الشأن ، معربا عن يقينه ان يتم اعتماد هذا الاجراء بموافقة أغلبية أعضاء البرلمان. وعن الشكوى ضد مجهول التى تقدمت بها زوجة احد أفراد الشرطة الذين قتلوا فى الهجوم على مجلة شارلى إبدو فى يناير الماضى ، أيد كازنوف حق زوجة الشرطى فى الحصول على كافة الاجوبة و معرفة الحقيقة حول ملابسات مقتل زوجها فى هذا الاعتداء.
هجمات باريس
من جه اخرى واستمرارا للتحقيقات فى قضية العمليات الإرهابية بباريس التى وقعت فى 13 نوفمبر، استطاعت التحقيقات إثبات أن الإرهابيين التسعة المتورطين فى ارتكاب الهجمات كانوا فى كامل قواهم العقلية ولم يكن أحد منهم تحت تأثير المخدرات أو الكحوليات، وذلك بعد العديد من التحاليل والفحوصات التى أجراها خبراء السموم والمعامل الجنائية.
وأشارت صحيفة "لو فيجارو" إلى أن هذه الخطوة ضمن إجراءات التحقيق والتى لابد أن تكون موجودة فى ملف القضية، إضافة إلى أن الكثير من الشهود فى القضية قالوا أن المتهمين كانوا فى حالة من السكر، أو تحت تأثير المخدرات وفقاً لأسلوب حديثهم، وردود أفعالهم، وهو ما تم نفيه اليوم على يد جهات التحقيق الفرنسية. وقالت الصحيفة الفرنسية، أن تحليلات السموم التى أجرتها المعامل الجنائية، أثبتت أن حنساء آية بولحسن إبنه عم الإرهابى عبد الحميد أبا عود هى الوحيدة التى تم العثور فى دمها على آثار كوكايين، ولكنها لم تكن تحت تأثير لحظة مقاومة الشرطة، وقد يكون راجع ذلك إلى إعتيادها على تناوله فى أوقات سابقة.
ذكرى لاعتداء
بدأت العاصمة الفرنسية باريس امس ، فعاليات إحياء الذكرى الأولى لاعتداءات يناير 2015 الإرهابية التى استهدفت صحيفة "شارلى إبدو" الساخرة، ومتجر للأطعمة بشرق العاصمة الفرنسية باريس، وأوقعت 17 قتيلا، وذلك بحضور الرئيس فرانسوا هولاند ورئيس الوزراء مانويل فالس ووزيرى الداخلية برنار كازنوف والثقافة فلور بيلران.
وتجرى مراسم بسيطة فى ظل إجراءات أمنية مشددة لإحياء ذكرى الهجوم على الصحيفة ومتجر للأطعمة اليهودية فى السابع من يناير مما أدى إلى مقتل ثلاثة مسلحين و17 شخصا. واتضح أن الهجوم كان نذيرا لهجمات انتحارية وعمليات إطلاق نار وقعت فى باريس بعده بعشرة أشهر وراح ضحيتها 130 شخصا.
وفقدت شارلى إبدو التى تشتهر بأغلفتها الساخرة من الإسلام والديانات الأخرى وكذلك السياسيين الكثير من طاقمها التحريرى فى الهجوم حين فتح إسلاميون متشددون النار على الصحفيين داخل صالة التحرير.
وقتلت قوات الأمن المسلحين الثلاثة بالرصاص بعد ثلاثة أيام من العنف الذى انتهى باحتجاز رهائن فى مطعم يهودى مما أسفر عن مقتل أربع رهائن.
وأثارت الهجمات حملة تضامن عالمية وانتشر شعار "أنا شارلى إبدو" بقوة على مواقع التواصل الاجتماعى، وفى ثانى حلقات الهجمات الدامية على فرنسا فى 2015 قتل إسلاميون متشددون رواد مقاه وحفل موسيقى بباريس يوم 13 نوفمبر كما هاجموا استادا رياضيا فى أسوأ مأساة تحل بالبلاد منذ الحرب العالمية الثانية.
وتعيش فرنسا حالة تأهب قصوى وإنتشر الجنود لحماية المبانى الرسمية والمواقع الدينية وتأمين إحياء ذكرى الهجوم على شارلى إبدو.
وقال متحدث باسم مدينة باريس إنه سيكشف النقاب عن لوحات تذكارية فى المواقع المختلفة لهجمات يناير بما فى ذلك المقر السابق للصحيفة فى إطار مراسم متواضعة تحضرها أسر الضحايا ومسؤولون فى الحكومة.
وفى العاشر من يناير ستقام مراسم أكبر فى ساحة الجمهورية الواقعة بشرق باريس والتى اجتذبت مسيرات حاشدة بعد الهجمات دفاعا عن حرية التعبير والقيم الديمقراطية وأصبحت نصبا تذكاريا غير رسمى .
تجاوزات مستمرة
وتصدر الصحيفة الساخرة عددا خاصا في الذكرى السنوية الاولى لسلسلة اعتداءات اظهرت مدى انكشاف فرنسا امام التهديد الجهادي، ويتضمن رسما كاريكاتوريا مسيئا كتب فوقه "بعد سنة، القاتل لا يزال فارا".
ويصدر العدد الخاص من "شارلي ايبدو" اليوم الاربعاء بمليون نسخة، وسط اسبوع من فعاليات تبلغ ذروتها الاحد بتجمع كبير في باريس. ويشارك الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في حفل احياء الذكرى في ساحة الجمهورية للتذكير بالتظاهرات العملاقة ضد الارهاب في 11 يناير. وفي 7 يناير 2015، بث شقيقان جهاديان الرعب والقتل في مقر شارلي ايبدو في هجوم بالكلاشنيكوف مستهدفين احد ركائز الديموقراطية، الاعلام الحر. وعنونت صحيفة "لوموند": "11 ايلول/سبتمبر الفرنسي".
وردد الشقيقان سعيد وشريف كواشي اثناء فرارهما بعدما قتلا اعضاء هيئة تحرير الصحيفة (ثمانية بينهم خمسة من اشهر رسامي الكاريكاتور)، "لقد ثأرنا للنبي! لقد قتلنا شارلي ايبدو"، في اشارة الى نشر الصحيفة رسوما كاريكاتورية للنبي محمد في 2011 اثارت موجة استنكار كبرى.
وقتل اربعة اشخاص اخرين خلال الهجوم.
وفي اليوم التالي، قام مسلم متطرف اخر يدعى احمدي كوليبالي بقتل شرطية قرب باريس. والجمعة 9 كانون الثاني/يناير هاجم متجرا يهوديا وقتل اربعة يهود قبل ان يقتل برصاص الشرطة. وقتل الشقيقان كواشي معا في مطبعة بشمال شرق باريس.
وخلال ثلاثة ايام، اوقعت اعتداءات نفذها جهاديون اعلنوا انتماءهم الى القاعدة او تنظيم الدولة الاسلامية، 17 قتيلا.
وفي 11 يناير اصبحت باريس "عاصمة العالم" بحسب كلمات الرئيس فرنسوا هولاند الذي تقدم تظاهرة عملاقة ضمت حوالى 50 من قادة العالم رفضا للعنف.
ونزل حوالى اربعة ملايين متظاهر الى شوارع البلاد في مسيرات لم تشهدها فرنسا منذ التحرير عام 1944. وفي لندن ومدريد وواشنطن جرت تظاهرات ايضا دعما لفرنسا وردد المشاركون "انا شارلي".
لكن رغم هذا الدعم، ظهرت انقسامات داخل المجتمع الفرنسي. ومع التنديد بالعنف، لم تكن مظاهر تضامن قسم من المسلمين مع شارلي ايبدو واضحة. ولم يقم بعض المدرسين بفرض دقيقة صمت في ذكرى الضحايا فيما تم تمجيد القتلة في بعض الاحيان على الانترنت.
وبدأت تساؤلات في فرنسا حول نموذجها للاندماج. وكيف تمكن منفذو الاعتداءات الذين ولدوا ونشأوا في فرنسا من الوصول الى درجات التطرف هذه. وندد رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس ب"تمييز مناطقي واجتماعي واتني" في البلاد.
وتقدم اليمين المتطرف في انتخابات محلية في مارس (25% من الاصوات في الدورة الاولى) ثم المناطق في كانون الاول/ديسمبر (حوالى 28%).
وبعد اسبوع على المذبحة، عادت شارلي ايبدو للصدور وعلى صفحتها الاولى رسما كاريكاتوريا للنبي وهو يذرف الدموع. وتجددت التظاهرات في العالم الاسلامي من النيجر وصولا الى الشيشان وشابت بعضها اعمال عنف.