الحمراء - طالب بن علي الخياري
في سابقة ثقافية وفريدة من نوعها أصبحت ولاية الحمراء في أبهى زينة وحلل لاستقبال أبناء عمان المؤرخين ليعيدوا كتابة ما سطرته فرش وأفلام إمداد من سبقهم من المؤرخين القدامى، إذ لبت نسائم التاريخ زيارة كريمة لأكثر من أربعين شخصا من المختصين بالتاريخ والمهتمين به.
ويمثل هذا التجمع أول لقاء في الواقع لأعضاء مجموعة نسائم التاريخ التي تشمل أعضاء من مختلف ربوع السلطنة.
جمعتهم الحمراء بجمال طبيعتها وتليد تاريخها في زيارة جمعت بين السياحة والثقافة والحوار العلمي استمرارا لحوارات في وسائل التواصل الاجتماعي.
بدأ اللقاء بكلمة ترحيبية من حمد بن محسن العبري ثم تم التعرف على الأسماء بعدها ألقى مالك بن هلال العبري كلمة أكد فيها على المنجز الحضاري لعمان قديما وحديثا مثمنا حسن اختيار موعد الزيارة تزامنا مع يوم النهضة المباركة التي قادها صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم وكانت أول وجهة للضيوف مكتبة الشيخ محسن بن زهران العبري الأهلية العامة مطلعين على محتوياتها من كتب ومخطوطات ووثائق وزاروا كذلك المتحف الملحق بالمكتبة بمقتنياته التراثية والصور القديمة، وقد ثمن الضيوف محتويات المكتبة والمعرض وجهود القائمين عليها. ثم توجهوا إلى مكتبة وقف الحمراء الأهلية التي شاهدوا فيها عرضا موسعا لتاريخ تأسيسها ومحتوياتها وإدارتها وتم التقاط الصور الجماعية للضيوف في إطلالة جميلة على الحمراء بحارتها القديمة وواحة نخيلها الباسقة مكتشفين معالمها الجمالية والتراثية.
ومرورا ببلدتي ذات خيل والعارض والتوجه للصلاة في جامع الأمام أبي سعيد الكدمي الذي تم الانتهاء من ترميمه قبل سنتين. وهو جامع واسع وقديم ذو سوار عديدة وترميم تراثي جميل، ثم غادروا الجامع مرورا ببلدتي القلعة والقرية. وفي أعلى قمة جبل الشرف الذي تعمم بالسحب وانسابت الأمطار على بعض جوانبه هبت نسائم التاريخ بحديث ذي شجون، فقد استهل د. ناصر الندابي تقديمه للجلسة الحوارية بحديث عن أهمية اللقاء، ثم ألقى الشاعر هلال بن سيف الشيادي قصيدة جمعت بين التاريخ والأدب استحضر فيها معالم عمانية بصورة عامة ومعالم من ولاية الحمراء بصورة خاصة.
وعن مشروع ذاكرة عمان تحدث الباحث محمد بن عامر العيسري موجزا لإنجازاته وطموحاته والإحصائيات التي توصل إليها المركز من خلال جهوده في السنوات الفائتة، وموضحا أن ولاية بدية تعد أكثر ولاية بحسب إحصائياتهم في الوثائق المسجلة. وفي محافظة الداخلية تأتي ولاية الحمراء في المرتبة الثانية بعد ولاية نزوى في الوثائق المسجلة، مشيرا إلى أن ذلك لا ينطبق على الإحصائيات بالجهات الرسمية لعدم توفرها لديهم.
وعن المسكوكات العمانية تحدث الباحث جمال بن محمد الكندي موضحا أهميتها التاريخية والحضارية إذ أسهمت في توفير تواريخ ومعلومات عن حقب مختلفة بالتاريخ، واستعرض تفاصيل بعض المسكوكات التي ما زال بعضها بكرا للبحث والدراسة.
وعن الدولة النبهانية توجه عدد من الحضور بأسئلة لمعالي الشيخ سعود بن سليمان بن حمير النبهاني الذي دعا خلال إجابته عليها إلى ضرورة إعادة دراسة بعض جوانب التاريخ العماني مشجعا وداعما للباحثين للمضي في سبيل ذلك داخل السلطنة وخارجها. ثم عبر عن سعادته بهذا التجمع الذي يرجو أن يتكرر بما يحقق إثراء للتاريخ العماني، وختم حديثه بشكر موجه الدعوة والثناء على تنظيم اللقاء ووجه دعوة للقاء ثان للباحثين والمهتمين بالتاريخ. واختتم اللقاء بتبادل إهداء الكتب بين الحضور، حضر اللقاء عدد من الأهالي والإعلاميين بولاية الحمراء.