كي لا تنعكس على مساعي السلام في سوريا واليمن تكثيف جهود حل الأزمة السعودية الإيرانية

الحدث الخميس ٠٧/يناير/٢٠١٦ ٠١:١٥ ص
كي لا تنعكس على مساعي السلام في سوريا واليمن
تكثيف جهود حل الأزمة السعودية الإيرانية

عواصم – ش – وكالات
منذ بدء الأزمة بين الرياض وطهران، تحركت دول على العالم كل على حدة كي تمنع من اتساع نطاقها، إلى أن جاء تدخل الأمم المتحدة، والذي يعدُّ الأسرع لو قورن بباقي أزمات الشرق الأوسط؛ حيث تحركت الأمم المتحدة بسرعة لتدارك تداعيات الأزمة الدبلوماسية بين السعودية وإيران على جهود السلام في سوريا واليمن.

جهود السلام
وعلى الفور؛ غادر وسيط الأمم المتحدة لسوريا ستافان دي ميستورا إلى الرياض لإجراء محادثات ثم من المقرر أن يتوجه في وقت لاحق من هذا الأسبوع إلى طهران للحصول على ضمانات بأن التقدم الذي تحقق في جهود إحلال السلام في سوريا، ليس في خطر.
ويراهن وسيط الأمم المتحدة على الحصول على دعم كبير لاطلاق محادثات سلام بين نظام الرئيس السوري بشار الأسد والمعارضة في جنيف في 25 يناير، وهو الانجاز الذي تحقق بعد ثلاثة أشهر من الجهود المكثفة التي شملت كل اطراف النزاع السوري.
ونقل عن دي ميستورا قوله ان "الأزمة في العلاقات بين السعودية وإيران مقلقة جدا"، وقد تتسبب ب"سلسلة عواقب مشؤومة في المنطقة".
وأثار قطع السعودية العلاقات مع إيران الاحد الفائت بعد الهجوم على سفارتها في طهران احتجاجا على اعدام الرياض رجل الدين المعارض نمر باقر النمر، مخاوف من أن تلقي هذه الأزمة بثقلها على جهود السلام في سوريا.
واتصل الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون هاتفيا بوزيري خارجية السعودية وإيران لحثهما على "تجنب أي عمل قد يؤجج التوتر بين البلدين وفي المنطقة" كما أعلن المتحدث باسمه ستيفان دوجاريتش.

مخاوف وقلق
واضاف دوجاريتش أن "الأزمة في العلاقات بين الرياض وطهران قد تترك تداعيات خطيرة على المنطقة". وتلعب كل من السعودية وإيران دورا بارزا في الجهود الدبلوماسية لإنهاء النزاع المستمر في سوريا منذ قرابة خمس سنوات، وإيجاد تسوية سياسية في اليمن.
وإيران مع روسيا حليفة الرئيس السوري بشار الأسد في حين أن السعودية تدعم المعارضة المسلحة السورية وتطالب برحيل الإسد. وبعد المؤتمرين الدوليين في فيينا في أكتوبر ونوفمبر بمشاركة الرياض وطهران تأمل الأمم المتحدة في ان تجمع اعتبارا من 25 من الجاري في جنيف ممثلين عن الحكومة السورية والمعارضة لاجراء محادثات سلام.
لكن السفير السعودي لدى الأمم المتحدة عبد الله المعلمي أكد أن الأزمة مع إيران "لن يكون لها تأثير" على جهود السلام في سوريا واليمن. وقال خصوصا أن الرياض "لن تقاطع" محادثات السلام المقبلة حول سوريا.
وقطعت السعودية العلاقات الدبلوماسية مع إيران كما قطع حلفاؤها أو خفضوا مستوى العلاقات مع طهران بعد الأزمة الناجمة عن إعدام الرياض لرجل الدين المعارض نمر النمر.

بادرة تهدئة
ودان مجلس الامن الدولي بشدة الهجمات على البعثتين الدبلوماسيتين السعوديتين. وعبر في بيان صدر عنه فجر أمس الثلاثاء عن "قلقه العميق ازاء هذه الهجمات"، وطلب من طهران "حماية المنشآت الدبلوماسية والقنصلية وطواقمها" و"احترام التزاماتها الدولية" في هذا الشأن، من دون ان يشير إلى إعدام النمر.
وبرزت خلال الساعات الماضية تحركات ومواقف دبلوماسية متسارعة من اجل تدارك عواقب التصعيد بين القوتين الاقليميتين البارزتين. واتصل بان كي مون هاتفيا بوزيري خارجية السعودية وإيران لحثهما على "تجنب اي عمل قد يؤجج التوتر بين البلدين وفي المنطقة". كما أجرى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري اتصالين هاتفيين مع نظيريه الإيراني محمد جواد ظريف والسعودي عادل الجبير وحضهما على الهدوء.
وفي بادرة تهدئة، عبرت البعثة الإيرانية في الأمم المتحدة عن الأسف لهذا الهجوم ووجهت رسالة إلى بان كي مون تعهدت فيها بأن "إيران ستتخذ كل الاجراءات اللأزمة لمنع تكرار حوادث مماثلة في المستقبل".
وقد أثارت الأزمة الدبلوماسية بين الرياض وطهران مخاوف ايضا على جهود السلام في اليمن. وطلب بان كي مون ايضا "من السعودية تجديد التزامها بوقف اطلاق النار" في اليمن. وكانت الرياض، اعلنت السبت انتهاء الهدنة. ويتوقع ان يزور موفد الأمم المتحدة لليمن اسماعيل ولد شيخ احمد الرياض اليوم الاربعاء في محاولة لوقف المواجهات.

دعوة ألمانية
وجددت برلين دعوتها لحل الأزمة، إذ قال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير لصحيفة بيلد إن السعودية وإيران مدينتان للمجتمع الدولي بتنحية خلافاتهما جانبا والتركيز على مناهضة تنظيم داعش.
وحث شتاينماير الدولتين على التحلي بالمسؤولية والتركيز على تهدئة المنطقة ومناهضة التنظيم المتشدد. وأضاف في مقابلة نشرتها الصحيفة الألمانية أمس الثلاثاء "أتمنى أن ينتهي التوتر قريبا ويغلب العقل وتركز الرياض وطهران على ما هو مهم بالفعل وهو نزع فتيل الصراعات المسلحة والسعي إلى حلول سياسية في سوريا واليمن وغيرهما وبالتالي سحب البساط من تحت قدمي تنظيم داعش."
وتابع "الشرق الأوسط بأكمله مدين لنا وخاصة السعودية وإيران. والمجتمع الدولي عمل كثيرا لسنوات لإحلال السلام في الصراعات المتداخلة بالمنطقة. والآن نريد لاعبين مسؤولين في المنطقة يتصرفون بمسؤولية.. في الرياض وكذلك في طهران." وكانت الحكومة الألمانية دعت أمس الأول كلا من السعودية وإيران للتفاهم والحوار في ظل التصعيد الحالي بين الدولتين.

وفي اليابان؛ حثت طوكيو أمس الثلاثاء دول الشرق الاوسط على نزع فتيل التوترات في المنطقة عبر الحوار، وذلك في أعقاب قطع العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران. ونقلت وكالة "كيودو" اليابانية للأنباء عن كبير أمناء مجلس الوزراء يوشيهيدي سوجا القول :"تشعر بلادنا بالقلق إزاء التدهور في العلاقات " بين بعض الدول العربية ومن بينها المملكة العربية السعودية من جانب وإيران من جانب آخر، في إشارة إلى الاعتماد الكبير لليابان على المنطقة في الحصول على النفط .وقال سوجا في مؤتمر صحفي :"لمصلحة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، نود أن ندعو جميع الأطراف المعنية إلى ضبط النفس وتهدئة الوضع عبر الحوار، وحل المسألة سلميا".

مقترح أندونيسي
وفي بادرةٍ جديدة؛ اقترح وزير الشؤون الدينية الإندونيسي لقمان حكيم يوم أمس الثلاثاء على رئيس إندونيسيا جوكو ويدودو التدخل لتهدئة الأوضاع المتفاقمة بين السعودية.
ونقل موقع " ديتيك دوت كوم" الالكتروني الإخباري الإندونيسي عن وزير الشؤون الدينية لقمان حكيم قوله عقب إجتماعه عقده بقصر الرئاسة مع الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو أمس الثلاثاء " إنها محاولة فقط من جانب إندونيسيا وشكلا من أشكال السعي "لجمع هذين البلدين من خلال مؤتمر لا تحضره فقط الدولتان ولكنه يجمع أيضا دولا إسلامية أخرى .ولم يؤكد الوزير ما إذا كان المؤتمر المقترح يمكن أن يعقد فى إطار منظمة التعاون الإسلامس أم لا .
وأوضح لقمان أن الجهود يتعين أن تتركز حول كيفية إيجاد حلول ملموسة يمكن تحقيقها فى المستقبل القريب مشيرا إلى أن رئيس اندونيسيا لم ينكر أن التوتر بين السعودية وإيران يمثل مسألة معقدة للغاية بالنسبة لإندونيسيا نظرا للعلاقات الدبلوماسية التى تربط إندونيسيا بالدولتين ولكنه فى الوقت نفسه يرى أن ذلك لا يعنس وقوف إندونيسيا مكتوفة الأيدي أمام الوضع المتأزم بين الدولتين . يذكر أن إندونيسيا تعد أكبر دولة إسلامية فى العالم من حيث عدد السكان المسلمين.

*-*
تركيا: التوتر بين السعودية وإيران يزيد من احتقان المنطقة
أنقرة – ش – وكالات
قال المتحدث باسم الحكومة التركية نائب رئيس الوزراء نعمان كورتولموش إن التوتر بين المملكة العربية السعودية وإيران يزيد، للأسف، من حدة الاحتقان في منطقة الشرق الأوسط، المتوترة أصلًا. وفي أول رد فعل رسمي من جانب الحكومة التركية على قرار السعودية قطع علاقاتها مع إيران، قال كورتولموش في تصريحات للصحفيين عقب اجتماع مجلس الوزراء التركي في العاصمة التركية أنقرة إننا نرغب بخروج الدولتين من حالة التوتر في علاقاتهما الثنائية بأسرع وقت.
وشدد على أهمية دور إيران والسعودية بالنسبة للعالم الإسلامي وبالنسبة لتركيا، وضرورة الالتزام باتفاقية “فيينا” المتعلقة بحماية البعثات الدبلوماسية. وأضرم محتجون إيرانيون، السبت، النار في مبنى السفارة السعودية في العاصمة طهران، كما اعتدى محتجون على مبنى القنصلية السعودية في مشهد، احتجاجًا على إعدام النمر.
وأضاف: "نقول للدولتين من منطلق الصداقة التي تربطنا معهما إن عليهما أن يتصرفا بتأنٍ، وأن يتجنبا التصرف كخصمين، لأن ذلك سيلحق الضرر بهما وبالمنطقة برمتها". ودعا كلاً من إيران والسعودية، إلى "عدم رسم أي خطوط عدائية بينهما، على أقل تقدير، إن لم يستطيعا إزالة الخلافات بينهما قائلا إن على إيران والسعودية ألا تنسيا أنهما جزء من المجتمع الإسلامي".
وفي الأثناء؛ أكدت وزارة الخارجية التركية أمس الثلاثاء أن الاعتداءات على بعثات المملكة العربية السعودية في مدينتي طهران ومشهد الإيرانيتين يعد أمرا غير مقبول، مؤكدة على ضرورة الحفاظ على أمن مقار البعثات الدبلوماسية والقنصليات المتمتعة بالحصانة الكاملة. وأعربت الخارجية في بيان لها، نقلته وكالة أنباء "الأناضول"، عن قلقها إزاء الاعتداءات على البعثات الدبلوماسية السعودية في إيران، مضيفة أن "الدول التي وقعت على اتفاقية فيينا لحماية كافة البعثات الدبلوماسية والقنصليات، مسؤولة عن تأمين أمن تلك البعثات، وبالتالي فإن الاعتداء على بعثات السعودية في طهران ومشهد أمر غير مقبول".