ترفض رفع بوابات كشف المعادن من منطقة الحرم القدسي إسرائيل تواصل إشعال شرارة الغضب

الحدث الثلاثاء ٢٥/يوليو/٢٠١٧ ٠٤:٤٥ ص
ترفض رفع بوابات كشف المعادن من منطقة الحرم القدسي

إسرائيل تواصل إشعال شرارة الغضب

القدس – ش – وكالات

قالت إسرائيل إنها لن ترفع بوابات الكشف عن المعادن التي أطلق تركيبها خارج الحرم القدسي شرارة أسوأ مصادمات مع الفلسطينيين منذ سنوات لكنها قد تقلل استخدامها في نهاية الأمر.

وعقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اجتماعاً لمجلس الوزراء الأمني المصغر مساء الأحد. وأعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أنه سيوقف التنسيق الأمني مع إسرائيل لحين عدولها عن قرار وضع البوابات الإلكترونية على مداخل الأقصى والذي اتخذ بعد مقتل شرطيين إسرائيليين بالرصاص في 14 يوليو.
لكن حكومة نتنياهو اليمينية تخشى أن تبدو بمظهر من يستسلم للضغوط الفلسطينية في قضية الحرم القدسي الذي كان ضمن أراضي القدس الشرقية التي استولت عليها إسرائيل في حرب 1967 وضمتها إليها في خطوة لم تلق اعترافاً دولياً.
وقال تساحي هنجبي وزير التنمية الإقليمية الإسرائيلي لراديو الجيش إن البوابات الإلكترونية «باقية».
وأضاف: «إذا كانوا لا يريدون دخول المسجد فدعهم لا يدخلونه».

رفض فلسطيني

ويرفض فلسطينيون كثيرون المرور عبر البوابات الإلكترونية ويؤدون الصلاة في الشوارع ويشاركون في احتجاجات كثيراً ما تنقلب إلى العنف، وذلك لرفضهم ما يرون أنه انتهاك لترتيبات قائمة منذ عشرات السنين لدخول المصلين إلى الحرم القدسي.
وذكر شهود من رويترز أن مناوشات خفيفة وقعت بين مصلين وقوات الأمن الإسرائيلية بعد صلاة العشاء عند مدخل المدينة القديمة في القدس مساء أمس الأول الأحد.
ولم ترد تقارير من مصادر طبية فلسطينية عن أي إصابات خطيرة.
وتسبب تصاعد التوترات ومقتل ثلاثة إسرائيليين وأربعة فلسطينيين خلال أعمال عنف يومي الجمعة والسبت في إثارة قلق دولي ودفع مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة إلى عقد اجتماع أمس الاثنين لبحث سبل تهدئة الموقف.
وقال مسؤول كبير بالإدارة الأمريكية إن واشنطن أرسلت جاسون جرينبلات الممثل الخاص للرئيس دونالد ترامب للمفاوضات الدولية إلى إسرائيل مساء الأحد على أمل المساعدة في الحد من التوترات.
وأضاف المسؤول أن «الرئيس ترامب وإدارته يتابعان عن كثب الأحداث الجارية في المنطقة».
«الولايات المتحدة تدين تماماً أعمال العنف الإرهابية التي وقعت في الآونة الأخيرة».

تحذير من عباس

بدأت موجة العنف يوم الجمعة عندما أطلقت قوات الأمن الإسرائيلية النار على المتظاهرين وقال رجال الإسعاف إن ثلاثة متظاهرين فلسطينيين قتلوا. وقالت الشرطة إنها تحقق في الأمر.
وفي ذات اليوم طعن فلسطيني ثلاثة مستوطنين يهود في الضفة الغربية المحتلة بعد أن قال على فيسبوك إنه سيحمل سكينه ويلبي «نداء القدس».
وقال الجيش الإسرائيلي إن فلسطينياً قتل في القدس يوم السبت عندما انفجرت عبوة ناسفة كان يعدها قبل الأوان. وقال مسعفون فلسطينيون إنه مات متأثراً بجروح من شظايا في الصدر والبطن.
ويوم الأحد أُطلق صاروخ على إسرائيل من قطاع غزة لكنه سقط في أرض فضاء، وقال الجيش إنه لم يتسبب في أي أضرار.
وقال عباس في كلمته يوم الأحد: «لذلك إذا أرادت إسرائيل أن يعود التنسيق الأمني بيننا وبينهم فعليهم أن يتراجعوا عن هذه الخطوات» في إشارة لبوابات كشف المعادن.
وأضاف: «ولكن عليهم (الإسرائيليين) أن يتصرفوا، وأن يعرفوا أنهم هم الذين سيخسرون حتماً (من وقف التنسيق الأمني) لأننا نقوم بواجب كبير جداً في حماية الأمن عندنا وعندهم».

اضطرابات واسعة

كما حذر جلعاد إردان وزير الأمن العام من احتمال حدوث «اضطرابات واسعة النطاق» وهو ما أصبح احتمالاً وارداً بشكل أكبر في الضفة الغربية في ظل غياب التنسيق الأمني بعد قرار عباس.
وقال إردان في مقابلة مع إذاعة الجيش: «إن إسرائيل قد تستغني عن أجهزة الكشف عن المعادن للمسلمين الداخلين إلى الحرم بموجب ترتيبات بديلة يجري بحثها. وربما يكون من هذه الترتيبات تعزيز وجود الشرطة عند المداخل وتركيب كاميرات دوائر تلفزيونية مغلقة مزودة بتكنولوجيا التعرف على ملامح الوجوه.
وأضاف: «رغم كل شيء هناك كثير من المصلين الذين تعرفهم الشرطة. المترددون بانتظام وكبار السن وما إلى ذلك. وهي توصي بأن نتجنب مرور هؤلاء عبر تلك البوابات»، مشيراً إلى أن البوابات قد تستخدم فقط لمن يحتمل أن يكونوا من مثيري الشغب.
وقال: «إن مثل هذه الترتيبات البديلة ليست جاهزة.
من ناحية أخرى أصدرت المرجعيات الدينية في القدس بياناً قالت فيه إنها ستواصل معارضة أي ترتيبات إسرائيلية جديدة».
وقال البيان: «نؤكد الرفض القاطع للبوابات الإلكترونية وكل الإجراءات الاحتلالية كافة، والتي من شأنها أن تؤدي إلى تغيير الواقع التاريخي والديني في القدس ومقدساتها وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك».

إطلاق نار

من جهة أخرى أعلنت الشرطة ومصدر أمني في الأردن أن أردنيين توفيا متأثرين بجروح أصيبا بها خلال إطلاق نار وقع يوم الأحد في مجمع السفارة الإسرائيلية المحاط بإجراءات أمن مشددة وأدى أيضا إلى إصابة إسرائيلي.
وكانت الشرطة قد قالت في وقت سابق إن الأردنيين يعملان بشركة أثاث ودخلا مجمع السفارة قبل إطلاق النار للقيام بعمليات إصلاح. ولم تحدد الشرطة هوية الإسرائيلي المصاب ولم تتوافر تفاصيل تذكر بعد.
وفرضت إسرائيل حظراً على تغطية الحادث ولم تدل بأي تعليق علني.
وتتولى شرطة الدرك الأردنية حماية السفارة الإسرائيلية التي تشبه الحصن في منطقة الرابية الراقية بالعاصمة عمان.
والعنف ضد الإسرائيليين نادر في الأردن وهو بلد به إجراءات أمنية مشددة وحليف إقليمي قوي أيضا للولايات المتحدة وله اتفاقية سلام مع إسرائيل.
ولكن التوتر زاد بين البلدين منذ أن نصبت إسرائيل أجهزة لكشف المعادن عند مداخل المسجد الأقصى بعد أن قتل ثلاثة مسلحين من عرب إسرائيل شرطيين إسرائيليين بالرصاص قرب المكان يوم الجمعة قبل الفائت.
وأثارت الإجراءات الأمنية الجديدة أدمى أعمال عنف بين الإسرائيليين والفلسطينيين منذ سنوات.
ودعا الأردن إلى إزالة أجهزة كشف المعادن واحتج آلاف الأردنيين ضد الخطوة الإسرائيلية في تفجر للغضب العام ضد إسرائيل. وقالت الشرطة الأردنية في بيان: «إنها بدأت تحقيقا واسع النطاق في الحادث».
وأضافت في بيان نشرته وكالة الأنباء الأردنية الرسمية أن «الجهات التحقيقية في مديرية الأمن العام باشرت بفتح تحقيق موسع بالحادث وإخبار النيابة العامة للوقوف على التفاصيل والملابسات كافة ووفق الإجراءات القانونية المتبعة».
وقال البيان: «أشارت التحقيقات الأولية، غير النهائية، إلى أن المواطنين الأردنيين دخلا إلى المبنى السكني قبل الحادث بحكم عملهما بمهنة النجارة».