السياحة تقود قاطرة التنويع الاقتصادي في السلطنة

مؤشر الأحد ٢٣/يوليو/٢٠١٧ ٠٤:٣٠ ص
السياحة تقود قاطرة التنويع الاقتصادي في السلطنة

مسقط –
تسعى السلطنة لتحقيق التنويع الاقتصادي بالتركيز على تنمية مختلف القطاعات، وتتبوأ السياحة مكانة مهمة في منظومة السلطنة لتحقيق التنويع الاقتصادي وهذا للنمو المتسارع لهذا القطاع الحيوي في ظل الخطط الطموحة والجهود الحثيثة التي تبذلها الجهات المعنية لتجسيد الأهداف المسطرة على أرض الواقع، وقد جاءت الاستراتيجية العمانية للسياحة 2016 - 2040 لترسم خريطة مستقبل القطاع بطموح لا حدود له، إذ تستهدف هذه الاستراتيجية توفير أكثر من 500 ألف فرصة عمل، وزيادة حجم الاستثمارات المتوقعة خلال الفترة (2016 - 2040) لتصل إلى ما يقارب 19 بليون ريال عماني، 12 % منها استثمارات من القطاع العام.

الاستراتيجية تهدف أيضا إلى زيادة مساهمة السياحة في الناتج المحلي الإجمالي بحلول العام 2040 وفقاً لمنهجيات مختلفة من (6 - 10 %) أضف إلى ذلك تنمية الاقتصاد المحلي وتطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة مستهدفة أن تبلغ هذه المؤسسات 1200 مؤسسة صغيرة ومتوسطة حتى العام 2040. وتهدف هذه الاستراتيجية تعزيز مكانة السلطنة عالميا وجعلها تسير على طريق التحول إلى وجهة عالمية للضيافة المتميزة إلى جانب تعزيز التنويع الاقتصادي وإيجاد فرص العمل وجذب الاستثمارات ورفع قيمة المعالم الطبيعية والثقافية واستدامتها وتحقيق المنافع الاقتصادية والاجتماعية وتوفير الإيرادات الضرورية لحفظ وحماية واستدامة التراث وحماية البيئة.

مقومات استثنائية

السلطنة تتمتع بمقومات استثنائية تـؤهلها لتتبوأ مراكز متقدمة في المجال السياحي من خلال المواقع والمعالم السياحية والتي تشمل مقومات طبيعية كالنباتات والحيوانات منها المها، والفهد، والماعز البري، وأشجار التبلدي، والحديقة النباتية، أضف إلى ذلك الجبال والتكوينات كجبل شمس، والجبل الأخضر، وكهف الكتان، وعيون ولاية نخل الساخنة، والطريق المعلق في وادي بني عوف، وحديقة الصخور، والوديان كوادي شاب، ووادي غول، ووادي بني خالد، ودربات، والسحتن، والصحاري كرمال الشرقية، والربع الخالي، والساحل الممتد من رأس مركز إلى مسندم شمالا ومحمية جزر الديمانيات، أما الثقافة والتراث فتشمل العديد من المدن والقرى كنزوى، ومسقط، والمسفاة، ومنح، وكمزار وغيرها من المواقع الثقافية العمانية.
وعلى صعيد مواقع التراث العالمي فالسلطنة تحوي العديد من المفردات في هذا المجال كالري بالأفلاج، والعازي، إضافة إلى ذلك التراث الثقافي كالحصون والقلاع وقرى أوبار، وقلهات، ومواقع العصرين البرونزي والحديدي، وإبراء.
أما على مستوى الرموز التراثية فتشمل الخنجر، والكمة، واللبان، والعديد من العادات والتقاليد كأسلوب حياة البدو وتربية الإبل والفنون والحرفيات.

11 مليون سائح

من الأهداف التي تسعى الاستراتيجية لتحقيقها أيضا تحسين نوعية الحياة لمستقبل أفضل وتقوية الاعتزاز بالهوية العمانية، وأن الاستراتيجية السياحية تقوم على ضرورة تحسين مساهمة السياحة بشكل إيجابي نحو ازدهار السلطنة، من خلال إيجاد الميزة التنافسية. كما تطمح الاستراتيجية أيضا إلى أن تصبح السلطنة في العام 2040 من أهم المقاصد السياحية التي يزورها السائح لقضاء الإجازات وللاستكشاف والاجتماعات، من خلال جذب 11 مليون سائح دولي ومحلي. كما أن مستقبل السياحة في السلطنة يحتم على القائمين في القطاع السياحي مضاعفة الأنشطة الاقتصادية المرتبطة بالسياحة من 8 إلى 12 مرة وفقاً لمنهجيات مختلفة.

تحقيق فوائد للجهات المعنية

المبادئ التوجيهية للتطوير السياحي في السلطنة تتضمن تحسين نوعية حياة المواطنين العمانيين، مع تحقيق فوائد للجهات المعنية الأخرى في الوقت نفسه، من خلال ترسيخ ثقافة السلطنة، وتراثها وتقاليدها، إلى جانب الحفاظ على الموارد الطبيعية وضمان استدامتها، إذ لا تنشد الاستراتيجية العمانية للسياحة جذب الأعداد الكبيرة من السياح، بل توجه الاهتمام نحو دعوة أعداد أقل من الزوار المتميزين الذين يتوقع أن يقيموا لفترات أطول، وينفقوا أموالاً أكثر، محققين بذلك فوائد أكبر دون ترك تأثيرات سلبية على الثقافة والبيئة. كما أن السياحة في السلطنة ستعتمد على التعامل الوثيق مع الزائر، بدلا من التعامل مع وسائل التكنولوجيا الحديثة، لتكون سياحة أصيلة وليست اصطناعية، لتعزز من مكانة الثقافة العمانية بدلا من التنازل عنها، لتكون مصدر فخر للمنطقة كلها وينظر إليها العالم على أنها كنز حقيقي.