مسقط -
تحتفل السلطنة بيوم النهضة المباركة، وهي ترفل في ثوب العزة والرخاء وتواصل خطواتها بثبات في رحلة إنجازات متتالية وفرت للمواطن الحياة الكريمة تحت مظلة الأمن والاستقرار وحققت للسلطنة نقلة نوعية بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله- ورعاه الذي وعد شعبه العام 1970 قائلا: «سأعمل بأسرع ما يمكن لِجَعْلِكُمْ تعيشون سُّعَدَاءِ لمستقبل أفضل وعلى كل واحد منكم المساعدة في هذا الواجب». وقد اعتمد جلالته لغة العمل في مسيرة تجسيد الوعد على أرض الواقع وبفضل الإرادة الصلبة توالت الإنجازات وفق خطة طموحة رسم معالمها جلالة السلطان برؤيته الثاقبة ونظرته الحكيمة وشكلت الثقة العميقة في قدرات المواطن العماني على المشاركة الإيجابية والواعية في صنع القرارات وفي صياغة وتوجيه التنمية الوطنية حافزاً كبيراً للمواطن العُماني على المشاركة في مسيرة التنمية مستمداً روح العطاء من توجيهات حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- الذي ركز على بناء الوطن والمواطن حيث وفرت النهضة كل الإمكانيات والظروف المثالية للمواطن للتعلم لأن العلم أساس كل نهضة وحجر الزاوية للتقدم والازدهار، وبفضل الجد والرغبة الجامحة في المساهمة في بناء الوطن انطلق أبناء السلطنة ينهلون من كل العلوم ويتدربون على مختلف المهارات.
ومنذ فجر النهضة المباركة في العام 1970 تتابعت خطط التنمية الخمسية منذ خطة التنمية الأولى (1976 - 1980) وعلى امتداد ثماني خطط متتابعة، وتتوالى الآن خطوات تجسيد خطة التنمية الخمسية التاسعة (2016- 2020) بعد ارتفاع مُعدَّلات النمو في القطاعات كافة، إذ استخدمت الحكومة إيرادات النفط والغاز بشكل خاص لتحقيق التنمية وتشييد البنية الأساسية، وبناء ركائز اقتصاد وطني قادر على النمو والتفاعل مع التطورات الإقليمية والدولية، والاستجابة أيضا لمتطلبات تحقيق مستوى حياة أفضل للمواطن العُماني أينما كان. كما تعمل السلطنة على تشجيع الاستثمار والمستثمرين المحليين والأجانب، وتنفيذ المشاريع الاستراتيجية الكبرى والمشاريع الإنتاجية لتنويع مصادر الدخل ودفع القطاعات غير النفطية، وتفعيل دور القطاع الخاص وتشجيع المشروعات الصغيرة والمتوسطة والعمل على الاستفادة من المقومات السياحية للسلطنة، ومن موقعها الجغرافي الفريد مع الحفاظ على أفضل مناخ جاذب للاستثمار إذ يؤكد الخبراء والمختصون أن السلطنة مكان مثالي للاستثمار الآمن والمضمون خاصة مع ما توفره السلطنة من جو مثالي للمستثمرين مع حزمة من الحوافز المتعددة، وبرعاية حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- انطلق العام 2016 البرنامج الوطني لتعزيز التنويع الاقتصادي «تنفيذ» الذي يأتي بمبادرة وطنية تُنفّذ في إطار الخطة الخمسية التاسعة (2016 - 2020)، للعمل على تنويع مصادر الدخل، مع التركيز على القطاعات الأساسية المستهدفة ضمن برنامج التنويع الاقتصادي وفق الخطة الحالية. تعمل السلطنة وفق خطة طموحة لتحقيق منظومة التنويع الاقتصادي إذ تعول كثيراً على تفعيل مختلف القطاعات وتنميتها لتساهم في الناتج الوطني وتكون عنصراً فعالاً في منظومة الاقتصاد المتنوع خاصة مع موجة انخفاض أسعار النفط التي مست اقتصاد العالم اجمع إذ اتخذت السلطنة عدة إجراءات للحد من آثار انخفاض أسعار النفط وكان لتعاون الشعب العماني أثره البالغ في نجاحها في تحقيق الهدف منها. كما أكدت الحكومة الرشيدة أن تعاطيها مع الانخفاض الحالي لأسعار النفط لن يؤثر على سياسات التعمين والتوظيف وبرامج التدريب والتأهيل في القطاعين العام والخاص، وما يتعلق بمستحقات الموظفين والعاملين في الدولة، باعتبارها ثوابت أساسية تعكس حرص حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- على توفير أفضل سبل العيش الكريم لأبناء هذا البلد المعطاء.
نمو متزايد للسياحة
تركز السلطنة على تنمية مختلف القطاعات لتحقيق التنمية الشاملة، إذ تشهد مختلف مناطق السلطنة مشاريع عملاقة في مختلف المجالات والقطاعات، ويعد القطاع السياحي من ركائز منظومة التنويع الاقتصادي إذ تشهد السلطنة تزايداً ملحوظاً في عدد السياح وحافظت السلطنة على المركز السابع ضمن قائمة الوجهات الأكثر استقطاباً للمسافرين في سوق السفر الإسلامي العالمي وفقاً لتقرير المؤشر العالمي للسياحة الإسلامية لعام 2016 الصادر عن ماستركارد وكريسنت ريتنج، وتنفذ السلطنة استراتيجية طموحة لتطوير القطاع السياحي الذي يسجل نمواً متزايداً. وبالتوازي مع ما يتحقق من منجزات على الصعيد الداخلي في كل المجالات، فإن السياسة الخارجية العُمانية التي أرساها حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- ترتكز على قيم السلام والاحترام المتبادل وحسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير والحوار والعمل على الحل السلمي للخلافات، وتحقيق الأمن والاستقرار لكّل الدول في المنطقة، وبحكمة وبعد نظر تتعامل السلطنة مع مختلف التطورات خليجية وعربية وإقليمية ودولية لذلك أصبحت السلطـــــنة بقيادة السلطان قابوس تحتل مكانة دولية مرموقة وتحظى بتقدير العالم.