البرلمان التركي يفشل في الاتفاق على دستور جديد

الحدث الجمعة ١٩/فبراير/٢٠١٦ ٠٠:٢٠ ص

أنقرة – ش – وكالات

فشل البرلمان التركي مجددا في الاتفاق على تعديل دستوري بسبب خلافات حول اعتماد نظام رئاسي، الامر الذي يسعى اليه الرئيس رجب طيب أردوجان، بحسب ما ذكر مصدر برلماني أمس الاربعاء.
وانسحب حزب الشعب الجمهوري (اشتراكي ديموقراطي)، ابرز حزب معارض، مساء أمس الأول من اللجنة المكلفة العمل على دستور جديد، في نهاية اجتماعها الثالث، بحسب المصدر.
وعلى الاثر، اعلن رئيس البرلمان اسماعيل كهرمان حل اللجنة فورا. وقال "عجزنا عن التوصل إلى اجماع. وبما اننا لم نعد نستطيع العمل معا، تم حل هذه اللجنة"، على ما نقلت الصحف المحلية.
وبدأت اللجنة المؤلفة من 12 نائبا من اربعة احزاب ممثلة في البرلمان، اعمالها في الثالث من فبراير. وفي 2013، فشل البرلمان كذلك في صياغة دستور جديد عوضا عن الدستور الحالي الموروث عن السلطة العسكرية الحاكمة بعد انقلاب 1980.
ويضغط أردوجان منذ انتخابه رئيسا للبلاد في 2014 بعد 11 عاما من توليه رئاسة الوزراء، بشكل حثيث من اجل نقل البلاد إلى نظام رئاسي، علما ان النظام الحالي يمنح الجزء الاساسي من السلطة التنفيذية إلى رئيس الوزراء.
لكن خصومه يرفضون بشكل قاطع اي تعزيز لسلطات رئيس متهم اصلا بالتسلط. واحرز حزب العدالة والتنمية الذي ينتمي اليه أردوجان الاكثرية المطلقة في انتخابات الاول من نوفمبر التشريعية، وجمع 317 مقعدا من 550. غير ان هذا العدد لا يمنحه الاكثرية المؤهلة التي تجيز له تنظيم استفتاء بمفرده او تنظيم تصويت على تعديل دستوري.
ويشير المعلقون إلى ان رجل البلاد القوي قد يستغل هذا الفشل الجديد للدعوة مجددا إلى انتخابات تشريعية خلال العام الجاري لانتزاع الاكثرية المؤهلة الضرورية في البرلمان لتنظيم استفتاء (330 مقعدا) او تعديل الدستور (367 مقعدا).
وعلى صعيد آخر؛ قال زعيم حزب الشعوب الديموقراطي في تركيا صلاح الدين دمرتاش أمس الاربعاء ان الاتحاد الاوروبي يتغاضى عن انتهاكات تركيا لحقوق الانسان في محاولة منه لايجاد حل لازمة اللاجئين التي تواجهها.
وقال دمرتاش الذي يعتبر حزبه موال للأكراد لصحيفة افيميريدا تون سينتاكتون اليونانية ان "اوروبا تغلق عينيها عن دوس تركيا على حقوق الانسان، وتستعد للاذعان لابتزاز وتهديدات (الرئيس التركي رجب طيب) أردوجان".
الا ان دمرتاش الذي التقى برئيس الوزراء اليوناني الكسيس تسيبراس خلال زيارة إلى اثينا، قال ان هذه السياسة هي "خطأ كبير". وقال ان "أردوجان ليس مستعدا ولا قادرا على حل مشكلة اللاجئين".
وعرض الاتحاد الاوروبي على انقرة مبلغ ثلاثة مليارات يورو (3,3 بليون دولار) لوقف تدفق مئات الاف اللاجئين والمهاجرين إلى اوروبا عبر تركيا.
وتاوي تركيا نحو 2,5 مليون لاجئ فروا من الحرب الاهلية في سوريا، ومئات الاف اللاجئين العراقيين.
وقال أردوجان ان لتركيا كل الحق في طرد اللاجئين من البلاد اذا رغبت في ذلك. واصبح دمرتاش (42 عاما) الخصم الرئيسي لأردوجان العام الفائت. ويقول العديد من المعلقين انه السياسي الوحيد الذي يتمتع بمهارات خطابية تنافس قدرات أردوجان.
واكد دمرتاش في مقابلة أمس الاربعاء ان الجيش التركي يتعاون بشكل نشط مع الجماعات المتطرفة في سوريا. وقال ان الجيش التركي "يتعاون مع جماعتين اسلاميتين متطرفتين، ويحمون ومتطرفين وجبهة النصرة" المتفرعة من تنظيم القاعدة.
واضاف ان هذه الجماعات "تمرر المقاتلين والاسلحة من الاراضي التركية (الى سوريا) بالتعاون مع السلطات التركية". وتعتبر الحكومة التركية حزب الشعوب الديموقراطي واجهة سياسية لحزب العمال الكردستاني الذي تصنفه انقرة والحلفاء الغربيون جماعة ارهابية.
ويشن الجيش التركي منذ الشهر الماضي حملة عسكرية ضد حزب العمال الكردستاني في معاقله المدنية في المنطقة الجنوبية الشرقية ويقصف مناطق في شمال سوريا لمنع القوات الكردية من السيطرة على مناطق رئيسية على طول الحدود مع تركيا.
ويزور دمرتاش اثينا للمشاركة في مؤتمر حول الذكرى السنوية ال17 لاعتقال مؤسس حزب العمال الكردستاني عبد الله اوجلان، الذي دعا دمرتاش إلى الافراج عنه لوقف الفوضى في جنوب شرق تركيا وسوريا.
وفي عرض للتضامن ظهر دمرتاش في صور وهو يجلس إلى جانب صالح مسلم رئيس حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي السوري الذي تتعرض قواته إلى قصف تركي.