تصاعد التوتر في بحر الصين الجنوبي

الحدث الجمعة ١٩/فبراير/٢٠١٦ ٠٠:٢٠ ص
تصاعد التوتر في بحر الصين الجنوبي

بكين – – وكالات

نشرت الصين نظام صواريخ ارض-جو على إحدى الجزر المتنازع عليها في بحر الصين الجنوبي، بحسب ما أعلنت تايوان يوم أمس الأربعاء فيما تؤكد بكين على حقها في بناء أنظمة «دفاع ذاتي» في المنطقة الاستراتيجية.

وأكدت وزارة الدفاع التايوانية وجود ذلك النظام بعد أن ذكرت شبكة فوكس نيوز الإخبارية أن منصات إطلاق صواريخ وصلت إلى جزيرة وودي وهي جزء من أرخبيل باراسيلز.

وجاءت هذه المعلومات فيما دعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى «خطوات ملموسة» لخفض حدة التوتر في المنطقة. وتسيطر الصين على كامل ارخبيل باراسيلز التي تؤكد كل من فيتنام وتايوان كذلك أحقيتها فيه، منذ منتصف السبعينات ونهاية حرب فيتنام.

إلا أن التوترات في تلك المياه التي يمر منها ثلث نفط العالم، تصاعدت في الأشهر الأخيرة بعد أن حولت الصين الحيد المرجاني في جزر سبارتليز إلى جزر اصطناعية يمكن إقامة منشآت عسكرية عليها.

وتقول واشنطن إن هذه الخطوة تهدد حرية المرور في بحر الصين الجنوبي الاستراتيجي، وأرسلت سفنا حربيا للإبحار بالقرب من الجزر المتنازع عليها للتأكيد على حرية الملاحة فيها، ما أثار مخاوف من حدوث تصعيد.
وأفادت شبكة فوكس نيوز الإخبارية أن صورا تظهر بطاريتين في كل منها ثماني قاذفات صواريخ ونظام رادار وصلت في الأسبوع الفائت إلى جزيرة وودي التابعة لأرخبيل باراسيلز.
وصرح متحدث باسم وزارة الدفاع التايوانيــــة لوكالــــة فرانس برس أن «وزارة الدفاع علمت بنشر الشيوعيين الصينيين لنظام دفاع صاروخي جوي على جزيرة يونجشينج».
ولم تكشف الوزارة مزيدا من التفاصيل حول الوقت الذي علمت فيه بنشر تلك الأنظمة، واكتفت بالقول إنها تعلم بوجودها «منذ فترة». وعقب لقاء مع نظيرته الأسترالية جولي بيشوب وصف وزير الخارجية الصيني وانج يي التقارير بانها «محاولة من بعض وسائل الإعلام الغربية لإيجاد قصص جديدة».
ولم ينف الوزير الصيني علنا نشر تلك الأنظمة، إلا انه قال إن الصحافة يجب أن «تولي اهتماما أكبر للمنارات التي شيدناها على بعض الجزر والحياد المرجانية في بحر الصين الجنوبي».

وأكد أن «منشآت الدفاع عن النفس التي شيدتها الصين في الجزر تتماشى مع حق الحفاظ على النفس وحمايتها الذي تتمتع به الصين بموجب القانون الدولي، لذلك يجب ألا يكون هناك أي تساؤل حول ذلك». واستندت شبكة فوكس نيوز في تحقيقها إلى صور نشرتها شركة ايميج سات انترناشنال التي عرضت في وقت سابق من هذا الأسبوع صورا قالت إنها تظهر عمليات استصلاح في جزر باراسيلز.

وتشير المعلومات إلى أن هذه الصواريخ هي من طراز اتش كيو-9 للدفاع الجوي التي يصل مداها إلى نحو 200 كلم. ويقول خبراء إن الصواريخ البعيدة المدى يمكن أن تستخدم لاستهداف طائرات عدوة، ما يزيد من التوتر في المنطقة وقد يدفع الولايات المتحدة إلى التدخل.

وذكر كيفين تشينج محرر مجلة «اسيا باسيفيك ديفينس» لشؤون الدفاع في آسيا والمحيط الهادئ والمقيم في تايبيه أن «صواريخ اتش كيو- 9 البعيدة المدى يمكن أن تزيد من التوتر في الدول المجاورة وخاصة فيتنام».
وأضاف أن «النشر العسكري يمكن أن يعتبر انتهاكا للدعوة الأمريكية إلى حرية الملاحة في المنطقة ويصبح مبررا لواشنطن للتدخل في شؤون المنطقة».
والشهر الفائت أبحرت سفينة حربية أمريكية بمحاذاة جزيرة أخرى في الأرخبيل الذي تؤكد الصين سيادتها عليه للتأكيد على حرية الملاحة في المنطقة، ما أثار سريعا احتجاجات بكين.
ونشر التقرير حول بطاريات الصواريخ مع اختتام الرئيس الأمريكي باراك أوباما قمة من يومين لبلاده ودول رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) في كاليفورنيا عبر فيها القادة عن المخاوف إزاء تكثيف بكين وجودها العسكري في المنطقة الاستراتيجية الغنية بالموارد.

بكين – – وكالات: دعت الصين استراليا يوم أمس الأربعاء إلى أن تضع في اعتبارها مشاعر الدول الآسيوية في الوقت الذي تدرس فيه سيدني شراء أسطول غواصات من اليابان. وفي أقوى التصريحات على الاتفاق المحتمل، قال وزير الخارجية الصيني وانج يي للصحافيين «إن استراليا عليها دراسة دور اليابان في الحرب العالمية الثانية أثناء تطوير علاقتها العسكرية بطوكيو». وأدلى وانج بتصريحاته للصحافيين أثناء إفادة صحافية مشتركة مع وزيرة الخارجية الأسترالية جولي بيشوب التي تزور البلاد. وقال وانج «نأمل أن تضع استراليا أثناء التعاون العسكري مع اليابان في حسبانها هذا السياق التاريخي وتفكر أيضاً في مشاعر الدول الآسيوية بسبب هذا التاريخ (...) نأمل أن تتخذ استراليا إجراءات ملموسة لدعم التطور السلمي لليابان وجهود طوكيو لدعم دستورها السلمي وليس العكس».

وستختار أستراليا هذا العام تصميما لأسطول جديد من الغواصات في اتفاق حجمه نحو 40 بليون دولار أسترالي (29 بليون دولار أمريكي) وتتنافس اليابان للفوز بهذا العقد مع عرضين آخرين من ألمانيا وفرنسا.

وتشجع واشنطن التعاون الأمني الوثيق بين اليابان واستراليا في الوقت الذي تسعى لأن يقوم حلفاؤها في منطقة المحيط الهادي بدور أمني أكبر مع تغير ميزان القوى في المنطقة جراء صعود نجم الصين. ووصلت بيشوب إلى بكين أمس الأول بعد زيارة طوكيو، وتسعى استراليا لتعميق علاقاتها الاقتصادية مع الصين أكبر شريك تجاري لها. وقالت بيشوب إن «عملية تقييم شاملة» تجري إزاء صفقة الغواصات بحيث تلبي قدرات أستراليا ومتطلباتها التكنولوجية.

بكين تحذر أستراليا من التعاون الدفاعي مع اليابان