قافلة مساعدات ضخمة تستعد لدخول مناطق سورية محاصرة

الحدث الجمعة ١٩/فبراير/٢٠١٦ ٠٠:١٥ ص
قافلة مساعدات ضخمة تستعد لدخول مناطق سورية محاصرة

دمشق – – وكالات

تستعد قافلة مساعدات ضخمة لدخول مناطق عدة محاصرة في سوريا برعاية الأمم المتحدة، بعد ساعات على توجيه دمشق انتقادات إلى الموفد الأممي إلى سوريا ستافان دي ميستورا وتشكيكها بمصداقيته. ويأتي ذلك وسط تزايد الشكوك بإمكانية تنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية في سوريا الأسبوع الجاري مع اشتداد حدة القتال في مناطق عدة في البلاد، وخصوصا في محافظة حلب شمالا.

وذكر مصدر في الهلال الأحمر السوري لوكالة فرانس برس أن قافلة متجهة إلى بلدتي الفوعة وكفريا المحاصرتين من الفصائل المقاتلة المعارضة للنظام في محافظة إدلب (شمال غرب)، انطلقت حوالي الساعة الحادية عشرة من حماة في وسط البلاد.

وستنطلق القوافل الأخرى المتجهة إلى ريف دمشق حيث المناطق المحاصرة من قوات النظام القريبة من العاصمة، في وقت لاحق من دمشق. وشاهدت مراسلة فرانس برس 14 شاحنة متوسطة الحجم عليها شعار الهلال الأحمر السوري، وخمس شاحنات ضخمة أخرى محملة بالمساعدات، وقد تجمعت بالقرب من مقر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) في دمشق، النقطة التي يفترض أن تنطلق منها.
وأشارت إلى وجود أكثر من 25 متطوعا من الهلال الأحمر السوري بالقرب من سيارة إسعاف وخمس سيارات تابعة للهلال الأحمر، ينتظرون مرافقة قافلة المساعدات. وكان الهلال الأحمر السوري أفاد صباحا بأن قافلة من حوالي مئة شاحنة تستعد للدخول إلى مناطق محاصرة. وقال عضو الفريق الإعلامي في الهلال الأحمر مهند الأسدي لفرانس برس إن الشاحنات محملة بـ »أغذية عالية الطاقة وحصص غذائية وطحين وأدوية متنوعة».
وستتوزع الشاحنات، «عشرون منها على كفريا والفوعة وحوالي 35 على مضايا والزبداني (ريف دمشق) ونحو 40 إلى معضمية الشام» قرب العاصمة.
وأعلنت الأمم المتحدة الاثنين بعد لقاء بين دي ميستورا ووزير الخارجية السوري وليد المعلم، أن الحكومة السورية وافقت على دخول مساعدات إلى سبع مناطق محاصرة، هي: دير الزور (شرق) والفوعة وكفريا ومضايا والزبداني ومعضمية الشام وكفر بطنا في ريف دمشق.
وتخضع مدينة دير الزور لحصار من جانب تنظيم داعش. ولم تحدد الأمم المتحدة كيفية الوصول إليها. وقامت طائرات روسية خلال الأسابيع الفائتة بإلقاء مساعدات للسكان المحاصرين فيها من الجو.
وتحولت سياسة الحصار خلال سنوات النزاع السوري إلى سلاح حرب رئيسي تستخدمه الأطراف المتنازعة، إذ يعيش حاليا وفق الأمم المتحدة 486700 شخص في مناطق يحاصرها الجيش السوري أو الفصائل المقاتلة أو تنظيم داعش، فيما يبلغ عدد السكان الذين يعيشون في مناطق «يصعب الوصول» إليها 4,6 ملايين. ويشكل دخول مساعدات اليوم إلى المناطق المحاصرة «اختبارا» للحكومة السورية، بحسب ما ذكر دي ميستورا، ما استدعى ردا قويا عليه من وزارة الخارجية السورية.
وقال مسؤول في وزارة الخارجية إن «الحكومة السورية لا تسمح (...) لستافان دي ميستورا ولا لأي كان أن يتحدث عن اختبار جدية سوريا في أي موضوع كان»، مضيفا «لسنا بانتظار أحد أن يذكرنا بواجباتنا تجاه شعبنا».
وأضاف «الحقيقة أن الحكومة السورية هي التي باتت بحاجة لاختبار صدقية المبعوث الأممي». وقام دي ميستورا بزيارة مفاجئة إلى دمشق الاثنين لبحث نتائج اجتماع ميونيخ الذي ضم الدول الخمس الأعضاء في مجلس الأمن وتركيا ودولا عربية. واتفق المجتمعون على ضرورة الإسراع في إيصال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين المحاصرين في سوريا، وعلى وقف الأعمال العدائية خلال أسبوع يفترض أن ينتهي الجمعة.
ونقلت صحيفة «الوطن» القريبة من الحكومة السورية أمس أن «زيارة دي ميستورا لم تحمل أي جديد»، بل إنها «قد تكون إعلامية فقط ومن أجل الإعلان عن إطلاق قوافل المساعدات، في حين أن هذه القوافل لم تتوقف منذ أشهر». وقالت الصحيفة إن «زيارة دي ميستورا لم تحمل أي جديد حتى في الحديث عن وقف الأعمال العدائية، ولم يكن لديه أي تصور حول كيفية وآلية تحقيق ذلك».