كوبلر يدعو لتأجيــــــــل استهداف «داعــــش» في ليبيـــــــا

الحدث الجمعة ١٩/فبراير/٢٠١٦ ٠٠:١٠ ص
كوبلر يدعو لتأجيــــــــل استهداف «داعــــش» في ليبيـــــــا

القاهرة – – وكالات

حذّر المبعوث الأممي إلى ليبيا الألماني مارتن كوبلر من أن الوقت ربما لا يكون مناسبا للقيام بعمليات جوية دولية ضد أهداف تنظيم داعش في ليبيا، معتبرا أنها ربما تعرقل جهود تشكيل حكومة وحدة وطنية قادرة على القيام بمهامها، وأكد أن محاربة داعش تنبغي أن تكون معركة ليبية وكان ممثلون عن طرفي النزاع في ليبيا قد وقعوا في ديسمبر الفائت اتفاق سلام برعاية الأمم المتحدة بعد أشهر طويلة من المفاوضات. وتم الإعلان مطلع الأسبوع عن تشكيلة حكومة الوفاق الوطنى، غير أن مجلس النواب لم يقر تشكيلتها بعد.

وقال كوبلر الذي تم تعيينه في نوفمبر الفائت رئيسا لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إنه «من المهم عدم وضع العربة أمام الحصان» بشن غارات في هذه الفترة الدقيقة.

وأوضح أنه على المدى الطويل، فإن محاربة مسلحي داعش ستتطلب ليس فقط قصفا جويا بل أيضا جهدا بريا لاستعادة السيطرة على البلدات والقرى الخاضعة حاليا لسيطرة داعش حول سرت على طول جزء من الساحل الليبي على البحر المتوسط.
وشدد كوبلر: »هناك حاجة لقوات على الأرض ... الغارات الجوية بمفردها لن تكون كافية». وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية مارك تونر قال إن «الانتهاء من (تشكيلة) حكومة الوفاق الوطني خطوة أساسية نحو منح الشعب الليبي الفرصة لإعادة بناء بلاده والتصدي للتهديد الذي يفرضه (داعش) ومن أجل مستقبله». وأوضح أن الولايات المتحدة مستعدة لدعم الشعب الليبي وحكومة الوحدة من أجل مواصلة عملهما الشاق لاستعادة الاستقرار.
وتعاني ليبيا من حالة من الفوضى منذ اندلاع الاحتجاجات ضد حكم العقيد الراحل معمر القذافي العام 2011 . وكانت الاحتجاجات تطورت لحرب أهلية ظهرت خلالها العديد من المليشيات المحلية التي لم تضع سلاحها بعد سقوط القذافي.

وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قال: »نعمل مع شركائنا في التحالف للتأكد من منع تنظيم داعش من التخندق في ليبيا فور توافر فرصة لذلك»، وأشار إلى أن الضغط العسكري الدولي المتزايد على مركز ثقل التنظيم في سوريا والعراق يؤدي على الأرجح إلى توافد المزيد من المقاتلين الأجانب إلى ليبيا، مقدرا أن المقاتلين الأجانب يشكلون 80-70 % من مقاتلي التنظيم في ليبيا، كاشفا أن هذه النسبة في تزايد.

وأعرب كوبلر عن اقتناعه بأن 95% من الليبيين يتطلعون إلى إنجاز اتفاق الوحدة وأن المسؤولين وصناع القرار السياسي هم من يتنازعون على السلطة.

وعودة إلى أوباما فقد قال: «تكمن مأساة ليبيا في السنوات الأخيرة في أنها تشمل عددا قليلا من السكان نسبيا وثروة نفطية كبرى وكل مقومات النجاح الفعلي».
وتعيش ليبيا فوضى أمنية ونزاعا مسلحا على السلطة منذ أكثر من عام ونصف، تسعى الأمم المتحدة إلى وضع حد له عبر توحيد السلطات في حكومة وفاق وطني تواجه الخطر الإرهابي المتصاعد في البلد الغني بالنفط.
وفي منتصف ديسمبر الفائت، وقّع أعضاء من البرلمان الليبي المعترف به دوليا (مقره في شرق البلاد) والبرلمان الموازي غير المعترف به (طرابلس)، اتفاقا بإشراف الأمم المتحدة في المغرب نص على تشكيل حكومة وفاق وطني. وأعلن الأحد الفائت عن تشكيلة حكومية تنتظر موافقة البرلمان المعترف به عليها.
ويلقى اتفاق السلام معارضة في صفوف الطرفين المتنازعين، لا سيما من سلطات طرابلس التي يسيطر عليها تحالف جماعات مسلحة تحت مسمى «فجر ليبيا».
وانحصر التدخل الأمريكي في ليبيا حتى الآن بغارات محددة ومتفرقة. في نوفمبر نفذت طائرة أمريكية من طراز «اف- 16» غارة على مدينة درنة في شرق ليبيا وقتلت قياديا محليا في تنظيم داعش يدعى وسام نجم عبد زيد الزبيدي أو أبو نبيل.
وتشارك الولايات المتحدة في مشاورات واتصالات مع حلفائها الغربيين للبحث في احتمالات التدخل العسكري في ليبيا لمنع توسع انتشار التنظيم المتطرف الذي يحتل أيضا مساحات واسعة في سوريا والعراق.

قذاف الدم: الغرب أغرق ليبيا بعد أن تعرضت لغزو الناتو

القاهرة – – وكالات

اعتبر أحمد قذاف الدم، ابن عم الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي أن الغرب كان يحمي بالسفن العسكرية والصواريخ، المسلحين الذين يتحكمون الآن في البلاد الغارقة في «الخضوع والذل». وقال قذاف الدم، الذي شغل مناصب عدة خلال حكم القذافي، بما فيها جنرال في الجيش، في حديث خاص لقناة روسيا اليوم: إن ليبيا تحولت بعد الثورة من دولة آمنة ومستقرة إلى دمار، فيما نزح سكانها من بيوتهم. وأضاف قذاف الدم: «ليبيا، الدولة التي وقفت سابقا في طليعة قارة كاملة وكانت تملك شخصيتها في العالم، باتت خاضعة ومهانة. وباتت دول أخرى تتحكم في مصيرها. لقد وصلنا إلى هذا اليوم عبر الألم والدموع والضحايا وخسائر مادية ونفسية، لأننا نرى الآن وبعد مرور 5 أعوام صعبة، نتائج أفعال دول الناتو، التي أتت لتدمير بلادنا».

واعتبر قذاف الدم أن ليبيا ما كانت لتصل إلى مثل هذه الحالة المؤسفة لولا غزو جيوش حلف الناتو، التي كان لديها هدف واحد هو قتل معمر القذافي، الذي لم يكن يملك السلطة، لأن ليبيا كانت تعتمد على سلطة الشعب والمؤتمرات الشعبية واللجان. وأكد ابن عم القذافي أنه «لم يكن هناك في البلاد حاكم طاغ، ولم يكن هناك وضع لم يكن باستطاعة جماهير الشعب تغييره، التي كانت تتحكم بالبلاد، وتملك في أيديها السلطة والثروة والسلاح».

وتابع قذاف الدم قوله إن ليبيا تحولت إلى «معقل لقطاع الطرق والنهب والسرقة، ومافيا عالمية».