"الشبيبة" تعاين مأساة المقدسيين

الحدث الجمعة ١٩/فبراير/٢٠١٦ ٠٠:١٠ ص
"الشبيبة" تعاين مأساة المقدسيين

القدس المحتلة – زكي خليل

يبدو ان اليوم الثامن عشر من الشهر الجاري سيبقى محفورا في ذاكرة المواطن المقدسي راجح هوارين من سكان حي الأشقرية بشعفاط بالقدس المحتلة حيث ستعقد محكمة الاحتلال جلستها لتصدر قرارا نهائيا بهدم منزله لصالح شق الشارع الاستيطاني 21 لربط مستوطنة "بسجات زئيف" بمستوطنة "رامات شلومو".
ويسرد المواطن هوارين تفاصيل قضيته ل "الشبيبة" بالقول" ابلغني المحامي يوم الجمعة الماضي بقرار نهائي لهدم المنزل الذي يقع بحي الاشقرية بشعفاط وستقعد جلسة اليوم الخميس (18-2) لتثبيت القرار"
ويقول هوارين " شيد المنزل في العام 2001 , أي قبل 15 عاما , قدمت طلبا لاستصدار رخصة من بلدية الاحتلال في نهاية العام 2001 , وبعد مرور عام على تقديم الطلب تم ابلاغي بتجميد مشروع ترخيص المنزل, لحين إعادة تقسيم المنطقة.
ويضيف في العام 2012 صدر اول قرار بهدم المنزل , وعلى اثر ذلك بدأت رحلة المحاكم لإلغاء القرار, ثم قامت بلدية الاحتلال بشق الشارع 21 الذي يربط بين مستوطنة "بسغات زئيف" ومستوطنة "رامات شلومو" , قدمت اعتراضات على المشروع الاستيطاني في اللجان الصهيونية المختلفة, الا ان جميعها رفضت ولم يكن هناك أي آذان صاغية, ولا أي رد شبه إيجابي, في النهاية باشرت البلدية الأعمال الإنشائية في الشارع حتى وصلت بالقرب من منزلي.
ويؤكد المواطن هوارين ان لديه قرار محكمة يمهله حتى الأول من شهر ايار المقبل ليبقى في منزله , وبتاريخ 27-1 الماضي هدمت جرافات الاحتلال منزل المواطنة كفاية الرشق, وحاولت هدم منزله الا انه ابرز قرار المحكمة للضابط الاحتلالي المسؤول فأوقف عملية الهدم , وردا على ذلك اقتحمت قوات الاحتلال منزله واعتدت على أسرته فأصيب نجله وتم نقله الى المستشفى.
ويشير الى انه فوجىء بقيام البلدية بتقديم اعتراض على قرار المحكمة بتاريخ 9-2 فردت المحكمة عليه بقرار يجيز له البقاء في منزله حتى الثامن عشر من الشهر الجاري أي حتى اليوم الخميس.
ويقول انه على ضوء ذلك لن يكون بمقدوره تقديم اعتراض على قرار البلدية الأخير لانه سيكون عديم الجدوى وفق ما اخبره محاميه وفي نهاية المطاف سيخرج من منزله.
وتوقع هوارين ان يتم هدم المنزل يوم الأحد او الاثنين المقبلين لان المهلة تنتهي يوم الخميس القادم حيث ان يومي الجمعة والسبت عطلة لدى المؤسسات الصهيونية. واعتبر المواطن هوارين إقامة المشروع الاستيطاني على حساب الأراضي والإنسان الفلسطيني بمثابة ضريبة الصمود على ارضنا التي سنبقى نتمسك بها رغم انف الاحتلال بغض النظر عن المنزل الذي سيهدم, فهو ليس أغلى من دم الشهداء الذين يرتقون يوميا ولا أغلى من بيوت الشهداء ولا الأسرى.
يذكر ان المنزل المهدد بالهدم تبلغ مساحته 150 مترا ويعيش فيه 7 أشخاص. جدير بالذكر ان الشارع 21 يخترق أراضي حي شعفاط بالقدس المحتلة، ليربط بين مستوطنتي "بسغات زئيف" و"النبي يعقوب" بمستوطنة "رامات شلومو" ليمتد الى الشمال (عطروت وموديعين)، وهو شارع سريع سيلتهم مئات الدونمات الزراعية وسيفصل بين منازل المواطنين الفلسطينيين, ويشمل إنشاء الشارع أرصفة، ومسارا للدراجات الهوائية، وبنية تحتية للمياه، والصرف الصحي، وإنارة، واتصالات، وزراعة أشجار، أما المستفيد الأول فهم المستوطنون.
يشار إلى أن هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية أشارت في تقريرها السنوي، الشهر الفائت أن "سلطات الاحتلال الإسرائيلي نفذت خلال الخمس سنوات الماضية، ما يزيد عن (535) عملية هدم بحق مساكن الفلسطينيين ومنشآتهم، إضافة إلى توزيع ما يزيد عن (700) إخطار هدم و(13) إخطار إخلاء، بحجة البناء دون وجود مخطط"."
ولفتت الهيئة الفلسطينية في تقريرها، إلى أن عمليات الهدم والإخطارات هذه جاءت نتيجة لجوء سلطات الاحتلال إلى اتباع سياسة الخنق العمراني بحق الفلسطينيين، وأنه على مدار السنوات الخمس الماضية لم يتم المصادقة سوى على ثلاثة مخططات للتجمعات الواقعة في المناطق المصنفة (ج) من أصل 72 مخططاً هيكلياً.
وأكدت هيئة مقاومة الجدار الفلسطينية على أن الأرض الفلسطينية ما زالت تسجل شهادات حية على ممارسات الاحتلال في السيطرة على أراضي الفلسطينيين، من خلال جملة من الإجراءات المتمثلة بإصدار أوامر وضع اليد لأغراض عسكرية، حيث لا يزال نحو 18% من أراضي الضفة الغربية مصنفة كمناطق عسكرية مغلقة.
كما لجأت سلطات الاحتلال إلى اتباع سياسة عزل الأراضي ومنع الوصول إليها إلا بتصاريح خاصة، كما هو الحال بالنسبة للأراضي المحيطة ببعض المستعمرات، والتي يطلق عليها "الشبام"، والتي تبلغ مساحتها (6140) دونماً تحيط بـ 18 مستعمرة، والأراضي المعزولة خلف الجدار التي تبلغ مساحتها 298 ألف دونم.

*-*

مستوطنون يقتحمون الأقصى والاحتلال يهدم عدة منشآت
القدس المحتلة – نظير طه
جدّد مستوطنون اقتحامهم للمسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة، بحراسة معززة ومشددة من قوات الاحتلال. وأفادت مصادر محلية، بأن اقتحامات المستوطنون يوم أمس الأربعاء كانت لافتة، من خلال توسيع عدد المجموعات المقتحمة للأقصى، حيث بلغ عدد المجموعة الأولى منهم 25 مستوطنا، تحرسهم قوة معززة من عناصر الوحدات الخاصة والتدخل السريع بشرطة الاحتلال، ونفذت جولات استفزازية ومشبوهة في أرجاء المسجد، تصدى لها المصلون وطلبة مجالس العلم بهتافات التكبير الاحتجاجية.
وفي الوقت نفسه، واصلت قوات الاحتلال إجراءاتها المشدّدة على البوابات الرئيسة "الخارجية" للأقصى المبارك بحق المصلين من الشبان والنساء، من خلال احتجاز بطاقاتهم الشخصية، خلال دخولهم للصلاة في المسجد.
كما شرعت قوات الاحتلال، صباح أمس الأربعاء، بتجريف أراضي المواطنين وهدم عدد من “البركسات” والمنشآت الزراعية بقرية العيسوية شمال شرق القدس. وقالت مصادر محلية، إن قوات الاحتلال قامت بهدم منشآت صناعية وزراعية بالعيسوية لصالح إنشاء حديقة “قومية” للمستوطنين تعرف بالحديقة ” الوطنية” على اراضي العيسوية والطور.
وفي سياق اعتداءات الاحتلال المتواصلة اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الليلة الماضية وفجر أمس الأربعاء، 16 فلسطينيا من مختلف مدن الضفة الغربية. ففي مدينة الخليل، اعتقلت قوات الاحتلال شابا من قرية بيت كاحل شمال غرب المدينة زعم العثور على أسلحة بحوزته.
وفي نابلس، اعتقلت قوات الاحتلال الشاب عبود منذر علبه (19 عاما) قرب النقطة العسكرية في جبل الطور بمدينة نابلس، كما اقتحمت بلدة عصيرة الشمالية شمال المدينة واعتقلت المواطن مؤمن منير صوالحة.أما في مدينة جنين، اعتقلت قوات الاحتلال خلال اقتحامها لبلدة قباطية جنوب المدينة ثلاثة شبان وهم، مؤمن احمد ابو معلا، ورائد ابو معلا، ومحمد زياد ابو عوده، وثلاثتهم في العشرينات من العمر، وذلك بعد مداهمة منازل ذويهم وتفتيشها، هذا ولم يتم التعرف على باقي المعتقلين.