داعش يستهدف اليمن مجددا

الحدث الجمعة ١٩/فبراير/٢٠١٦ ٠٠:٠٥ ص
داعش يستهدف اليمن مجددا

عدن – ش – وكالات
عاد تنظيم داعش مجدداً في عمليةٍ انتحارية في اليمن ليستهدف معسكراً أقيم في جنوبه ويضم مدربين من قوات التحالف العربي بقيادة السعودية، حيث أودى التفجير الذي وقع أمس الأربعاء بحياة 14 جنديا على الأقل.
وأفاد مصدر امني وكالة فرانس برس "فجر شخص حزاما ناسفا وسط تجمع للجنود" في معسكر راس عباس غرب عدن، ثاني كبرى مدن اليمن. وأوضح ان التفجير الذي وقع اثناء حصة تدريبية للجنود، ادى الى مقتل 14 منهم على الاقل وجرح "عشرات"، وهو ما اكدته مصادر طبية في عدن، مشيرة الى نقل القتلى والمصابين الى مستشفيين في المدينة.
وكانت حصيلة اولية افادت عن مقتل تسعة جنود على الاقل. ولم يحدد المصدر الامني ما اذا كان كل القتلى هم من اليمنيين، علما ان المعسكر يديره التحالف العربي بقيادة السعودية الذي يدعم القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، في معاركها ضد الحوثيين وحلفائهم من الموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح.
واوضح ان الجنود في المعسكر كانوا يتلقون تدريبات "على يد عسكريين من السودان" المنضوي في التحالف الذي بدأ عملياته في مارس، مشيرا الى ان الانتحاري دخل المعسكر "مرتديا زيا عسكريا" وتبنى تنظيم داعش المتطرف الهجوم على المعسكر.
وتبين من بيان للتنظيم تداولته حسابات مؤيدة على موقع "تويتر" أن منفذ العملية هو "أبو عيسى الأنصاري" وقد نفذ العملية الانتحارية بعد أن تجاوز الطوق الأمني حول معسكر رأس عباس غربي عدن، حيث فجر حزامه الناسف وسط تجمع للجنود .
وتعيش عدن منذ استعادة القوات الحكومية السيطرة الكاملة عليها بدعم ميداني مباشر من التحالف في يوليو 2015، وضعا امنيا مضطربا وتناميا في نفوذ المجموعات المسلحة، وبينها جماعات متطرفة ابرزها القاعدة وتنظيم داعش.
وشهدت المدينة التي كان الرئيس هادي اعلنها عاصمة موقتة للبلاد بعد فترة من سقوط صنعاء بيد الحوثيين في سبتمبر 2014، سلسلة هجمات وتفجيرات وعمليات اغتيال استهدفت سياسيين وعناصر امن.
وسبق لتنظيم داعش الذي يسيطر على مساحات واسعة في العراق وسوريا، ان تبنى تفجيرات في اليمن، لا سيما في عدن وصنعاء. ونفذ التنظيم اول هجماته في عدن في السادس من اكتوبر الفائت، عندما هاجم فندقا تستخدمه الحكومة كمقر موقت لها، ومقرين عسكريين تابعين للتحالف العربي. وادت هذه الهجمات الى مقتل 15 شخصا، بينهم ثلاثة جنود اماراتيين وجندي سعودي.
وافادت التنظيمات المتطرفة من النزاع في اليمن لتعزيز نفوذها في مناطق عدة لا سيما جنوب البلاد. وبحسب الامم المتحدة، ادى النزاع الى مقتل اكثر من 6100 شخص نصفهم تقريبا من المدنيين، وجرح قرابة 30 الفا، منذ مارس.
وعلى الصعيد الإنساني؛ أعلن وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ستيفن أوبراين عن الحاجة إلى 1.8 بليون دولار لسدّ الاحتياجات الإنسانية الملحة في جميع أنحاء اليمن.
وطلب ستيفن أوبراين في تصريحات نشرها القسم الإعلامي للأمم المتحدة أمس، من مجلس الأمن والمجتمع الدولي الضغط على المقاتلين "لتسهيل الوصول غير المشروط والدائم لجميع أنحاء اليمن".
وأضاف: "في غضون يومين، سيتم إطلاق خطة الاستجابة الإنسانية لليمن لعام 2016 في جنيف. هذه الخطة تطلب 1.8 بليون دولار لتلبية الاحتياجات الأكثر أهمية والأولوية في جميع المحافظات في البلاد، بما في ذلك المساعدات الغذائية لحوالي 9 ملايين شخص والمياه ودعم المرافق الصحية لـ 7.4 مليون شخص، والدعم الصحي العاجل ل 10.6 مليون نسمة، والتدخل في حالات الطوارئ لتخفيف معدلات سوء التغذية الحاد".
كما طلب أوبراين من المجلس حث الطرفين على استئناف محادثات السلام والاتفاق على وقف إطلاق النار. وأشار تقرير للأمم المتحدة أن "القصف العشوائي من قبل الأطراف المتنافسة في اليمن منذ مارس 2015 أدى إلى وقوع أكثر من 35 ألف ضحية بما في ذلك 6000 حالة وفاة وثقتها المرافق الصحية في جميع أنحاء البلاد"، وفق الأمم المتحدة.
ولم تنجح الأمم المتحدة حتى الآن في تحديد موعد جديد للمفاوضات اليمنية، بعد أن تم تأجيل موعد 14 من يناير الفائت.
وكان وزير الخارجية اليمني عبد الملك المخلافي، قد حمل في تصريحات خاصة لوكالة "قدس برس"، مسؤولية تعثر المفاوضات إلى الحوثيين وأنصار الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، وقال بأنهم "رفضوا العودة إلى المفاوضات".
وتذكر "منظمة الصحة العالمية" أن العديد من المستشفيات في اليمن قد اضطرت إلى اغلاق وحدة العناية المركزة الخاصة بها بسبب نقص الوقود والأدوية والكوادر الصحية، مشيرة إلى أن العديد من المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة كانوا يواجهون صعوبة في الوصول إلى المراكز الطبية وغسيل الكلى الأساسية.