جمعية جزائرية تجمع موسيقى الإمزاد لحمايتها من الضياع

مزاج الاثنين ١٧/يوليو/٢٠١٧ ١٨:٥٨ م
جمعية جزائرية تجمع موسيقى الإمزاد لحمايتها من الضياع

الجزائر- العمانية
صدر عن جمعية معنية بتراث الإمزاد في الجزائر، خمسة أقراص مضغوطة تتضمن مجموعة من الأغاني والموسيقى الطارقية التي تشتهر بها بعض الولايات الصحراوية الجزائرية وتشترك فيها مع عدد من الدول الإفريقية على غرار ليبيا ومالي والنيجر.
وتشمل الأعمال التي سجّلتها جمعية "أنقذوا الإمزاد" التي تأسّست سنة 2003، عزفاً على بعض الآلات التقليدية المعروفة بهذه المناطق الصحراوية تؤدّيه عازفات مسنّات، منهن دميلة أدابر (وافتها المنية سنة 2009)، وبيات أدبر (94 سنة) التي تُدير مدرسة لتعليم فن الإمزاد، وعالمان خولان (82 سنة). وقد قدّمت الفنانات عبر 13 قطعة موسيقية أغاني الأعراس التقليدية التي كانت تُؤدّى باستخدام بعض الآلات التقليدية مثل التندي أو تازمارت (ناي الأهقار)، وهذا ما يظهر في أغنية "أبونيتي" (يا ابنتي) التي أدّتها الفنانة مداوي باركة بالة تازمارت برفقة الشاعر نيغات بوكياس (87 سنة).

وعادة ما يتغنّى هذا النوع من الموسيقى الطارقية المرفوقة بأشعار من المنطقة بقصص من الواقع يتناقلها الشعراء شفوياً جيلاً بعد جيل، وهي تفتخر ببسالة المحاربين وجمال نساء الطوارق.
وقد تمّ تخصيص القرص المضغوط الخامس لعازفات من الإمزاد من جيل الشباب اللّواتي تلقين تدريباً في الجمعية أمثال كلثوم حمادي (28 سنة)، وفاطمة بادي (29 سنة)، وشريفة أدابر (53 سنة) والتي تقوم بتعليم فن الإمزاد بمنطقة تين بارابين على الحدود الجزائرية النيجيرية.
ويرافق هذا الإصدار الموسيقي كتيّبٌ يتضمن شرحاً للألحان المسجّلة وتعريفاً بالفنانين والفنانات الذين ساهموا في إنجازه، كما يتحدث عن الأهمية التي تحتلُّها موسيقى الأمزاد في مجتمع الطوارق في الجزائر والنيجر ومالي وليبيا، فهي فن ذو خصائص علاجية، وتعدّ أشعاره بمثابة كتاب تاريخي يُسجّل بطولات هذه المجتمعات شفويا جيلا بعد جيل.
وتجدر الإشارة إلى أنّ جمعية "أنقذوا الإمزاد" تعمل على حفظ هذا التراث الثقافي بداية بجمع آخر عازفات الأمزاد، لضمان التدريب المستمر قبل إنجاز دار الأمزاد، وهي عبارة عن دار للفنانين تعقد حلقات تدريبية وورشات للصناعة التقليدية وتوفر فضاءات للإبداع، إضافة إلى المتحف الذي تمّ تدشينه مؤخراً من أجل حفظ موسيقى وتراث الإمزاد الذي تمّ تصنيفه سنة 2013 من طرف منظمة اليونيسكو ضمن التراث الثقافي الإنساني غير المادي.