لهذه الأسباب المرأة الجزائرية تأخرت في الكتابة الأدبية

مزاج الاثنين ١٧/يوليو/٢٠١٧ ١٨:٣١ م
لهذه الأسباب المرأة الجزائرية تأخرت في الكتابة الأدبية

عمّان - العمانية
قالت الناقدة والأكاديمية الجزائرية د.فاطمة نصير: إنّ المرأة الجزائرية تأخّرت في الالتحاق بركب الكاتبات عربياً وعالمياً، وذلك بسبب الأوضاع السياسية والاستعمارية التي شهدتها الجزائر مدة 132 عاماً من الاستعمار الفرنسي.
وأضافت نصير في ندوة نظمتها جمعية النقاد الأردنيين: إن المرأة الجزائرية خاضت الكتابة مستندة للذاكرة النضالية والثورية، وإلى تاريخ حافل بالهزائم والتحديات والبطولات والمشاركة مع الثّوار في حفظ الأسرار وإيوائهم وتضميد جراح قلوبهم قبل أجسادهم.
ورأت أن ما أسهمت به زهور ونيسي، في مجموعاتها القصصية يمثل بوادر الكتابة الإبداعية النسائية الجزائرية، خصوصاً في مجموعتها "الرصيف النائم" التي تناولت موضوع الثورة ودور المرأة الجزائرية فيها، وأدانت التقاليد والأعراف التي ظلمت المرأة وحرمتها من التعلّم وأجبرتها على الزواج المبكّر.
وأشارت نصير إلى تجربة الكاتبة زليخة السعودي، التي تنوعت قصصها من حيث الموضوع والمنظور، واستلهمت تاريخ النضال والثورة، وانعكاسات الجانب الإنساني اليومي.
واستعرضت الناقدة تجربة الكتابة النسائية الجزائرية في السبعينات وما بعدها، حيث ظهرت أسماء من أبرزها جميلة زنير صاحبة "أوشام بربرية" و"جنية البحر" و"تداعيات امرأة قلبها غيمة".
وأوضحت أن الأسماء النسائية الجزائرية في الكتابة واصلت التكاثر والتراكم، لكن من دون أن تتساوى في الصيغ والرؤى والأساليب، وإن كانت هناك عوامل مشتركة فرضها التاريخ وأنتجتها البيئة، كالاهتمام بتوظيف اللهجات وتنوعها من الناحية الأسلوبية، والالتفات لرصد الموروث المادي وتصويره دون إسقاط الكلام عن الموروث المعنوي المتمثل في الأمثال الشعبية والأخبار المتوارثة.
وتوقفت نصير عند تجربة أحلام مستغانمي التي حققت قدراً من النجومية العالمية، بعد أن كانت انطلاقتها من استلهام التاريخ والموروث الجزائري. وبينت أن هناك كاتبات انفتحن على الثقافات الغربية والشرقية وكتبن ونشرن داخل الجزائر وخارجها، كفضيلة الفاروق، التي حاولت أن تكتب الكثير مما يحدث في المناطق المعتمة وكان همّها في سردياتها إلغاء النظرة الدونية للمرأة وكشف بعض المظالم المستوحاة من تاريخ نسائي طويل، دون أن تنسى تسليط الضوء على فترة " العشرية السوداء" وما حدث فيها من اغتصاب وظلم وقهر لبعض النساء الضحايا.
وفي مجال النقد، كشفت نصير أن هناك ندرة على صعيد الأقلام النقديّة النسائية بالجزائر، ومع ذلك يمكن الاستشهاد بما أسهمت به د.آمنة بلعلى، والتي لها رصيد من المشاركات والأبحاث والمقالات، ومن بين كتبها المنشورة: "تحليل الخطاب الصوفي في ضوء المناهج النقدية المعاصرة"، و"المتخيل في الرواية الجزائرية من المتماثل إلى المختلف".
وختمت د.فاطمة نصير الندوة بدعوتها إلى ضرورة تهيئة جو صحّي للمرأة، وتوفير مساحة من الحريّة لها، إن أريد منها ان تبدع، واستشهدت بما قالته الأديبة زهور ونيسي: "لماذا لا نكتب هكذا بحرية دون قيود، دون خلفيات صنعت وتصنع كلّ يوم تصرفاتنا وسلوكاتنا وتقوقعنا في ذواتنا، تغلق حولنا نوافذ الهواء وطاقات الانطلاق، تخنق فينا الرغبة في الانسياب نحو المعلوم والمجهول.
ما معنى الحرية، ونحن نكتب ما يريده الآخرون منّا؟ ما معنى الحريّة وأحكام الآخرين تحاصرنا في كلّ اتّجاه؟ ما معنى الحريّة وسوط الحذر يجلدنا، عن كلّ كلمة مائة جلدة، وعن كلّ تعبير غريب آلاف الجلدات؟".