كيف يؤثر التخدير في جسم الإنسان؟

مزاج الخميس ٠٧/يناير/٢٠١٦ ٠١:٠٥ ص

ليزيت بوريلي- ترجمة: أحمد بدوي

إذا كنت قد أجريت عملية جراحية في السابق من المؤكد أنك سمعت عبارة «عد من 10 إلى 1» لتستيقظ بعدها وقد انتهت الجراحة قبل أن تصل إلى العدد 5، ومع ما قد يبدو كما لو أنك كنت نائما، إلا أنك في الواقع كنت فاقدا للوعي، ولا تستطيع أن تتحرك، بينما تتكون الذكريات في العقل الباطن. ولكن كيف يؤثر التخدير بالضبط على جسم الإنسان؟

يشرح ستيفن تشنج في البرنامج الحواري TED-ED تأثير التخدير في جسم الإنسان ويوضح أن التخدير يستخدم منذ فترة طويلة للمساعدة في تحمل المرضى العمليات الجراحية، ويجمع أطباء التخدير بين طرق مختلفة للتخدير عن طريق الاستنشاق والتخدير الموضعي والتخدير الوريدي للوصول إلى التوازن الصحيح لإتمام إجراء الجراحة. وبجمعهم معا تمنع هذه الطرق الثلاث إشارات الألم من الوصول إلى مراكز الإحساس ومن ثم لا يستجيب المريض لمسببات الألم.

وفي التخدير الموضعي يتم وقف سريان الإشارات الحسية من جزء معين من الجسم ومنع وصولها إلى الدماغ. والمعرف أن الألم والرسائل الأخرى تنتقل من خلال الجهاز العصبي في صورة نبضات كهربائية، وتعمل عن طريق إقامـــة حاجز كهربائي من خلال الارتبــــــاط مع البروتين في أغشية الخلايا العصبية التي تســــمح بدخول وخروج الجســــيمات المشحونة وتمنع الجزيئات موجــــبة الشحنة.

وعند إجراء العمليات الجراحية الكبرى يتم وضع المريض تحت تخدير الاستنشاق الذي يعمل على الجهاز العصبي بأكمله، بما في ذلك الدماغ. وكان «إثيل الأثير» هو أول عقار تم استخدامه في الطب الغربي، حتى بدأ الأطباء يدركون أن المرضى لا يلاحظون الإصابات التي تحدث لهم تحت تأثير المخدر. وعادة ما يتم تعزيز تخدير الاستنشاق مع التخدير الوريدي الذي تم تطويره في العام 1870، ومن العناصر الشائعة في التخير بالحقن الوريدي البروبوفول الذي يتسبب في فقدان الوعي، والمواد الأفيونية مثل الفنتانيل التي تقلل الألم. ويبدو أن هذه الأنواع من التخدير العام تعمل عن طريق التأثير في الإشارات الكهربائية في الجهاز العصبي. وعادة تعمل الإشارات الكهربائية في الدماغ بدون نظام واضح كأجزاء مختلفة من الدماغ وتتواصل فيما بينها ، وهذا الارتباط هو الذي يبقي الشخص العادي واعيا ومدركا ، ولكن حين يتم وضع الشخص تحت تأثير التخدير تصبح هذه الإشارات أكثر هدوءا وأكثر تنظيما، ما يعني عدم وجود تواصل بين الأجزاء المختلفة في الدماغ. ويبدو أنه ما يزال هناك الكثير مما لا نعرفه حول كيفية حدوث عملية التخدير ولكننا نعرف أن العديد من الأساليب الشائعة للتخدير ترتبط بمستقبلات GABAA في الخلايا العصبية في الدماغ وتبقي الطريق مفتوحا لتدفق الجسيمات السالبة إلى الخلية، ومع تراكم الشحنات السالبة تكون عائقا يحول دون قيام الخلايا العصــــبية بنـــقل الإشارات الكهربائية. ويوجد في الجهاز العصبي الكثير من هذه القنوات المزودة ببوابات التحكم في مسارات الحركة والذاكرة والوعي. وتتيح معرفة الطريقة التي يعمل بها التخدير في تطوير تقنيات جراحية جديدة أفضل عاما بعد عام ، ورغما عن أن كيفية عمل التخدير ما تزال لغزا طبيا، إلا أنها تساعد الأطباء كل يوم في إجراء العمليات القيصرية وإعادة فتح الشرايين المسدودة واستبدال الكبد والكلى التالفة وغيرها من الجراحات بأمان.

عن ميديكال ديلي