{يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ}.. ولادة توأم برازيليَين من أم "متوفاة إكلينيكياً"

مزاج الأربعاء ١٢/يوليو/٢٠١٧ ٠٠:٤٤ ص
{يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ}.. ولادة توأم برازيليَين من أم "متوفاة إكلينيكياً"

لندن - ش
انتهت بالأمس آخر فصول القصة الحزينة التى شغلت البرازيليين على مدى الشهور الأربعة الفائتة، وذلك بعد وفاة الشابة "فرانكلين" والتي سجلت اسمها في سجلات تاريخ الطب بعدما أصبحت أول مريضة متوفاة إكلينيكاً تخضع لعملية وضع ناجحة وتنجب توأماً، وكانت فرانكلين قد تعرضت لجلطة في المخ ودخلت في غيبوبة وهي حامل في الشهر الثالث، ورغم وفاتها إكلينيكاً ولكن الأطباء حافظوا علي حياتها من أجل إنقاذ توأمها اللذين وُلدا في شهرهما السابع.
وهذه القصة الغريبة نشرت تفاصيلها اليوم صحيفة "ميرور" البريطانية. وفرانكلين عمرها 21 عاماً، كانت تعيش في غيبوبة دماغية كاملة منذ أكتوبر 2016، ولم تسجل المراجع الطبية نهائياً قبل ذلك إمكانية أن يعيش جنين في بطن أم غابت عن وعيها لنحو 123 يوماً، والتوأم هم طفل "أساف" وطفلة "آنا" وسُلما عقب ولادتهما إلى والدهما "موريل" الذي عاش مشاعر متضاربة بين السعادة بخروج أبنائه للحياة، وحزنه بعد مغادرة أمهما للحياة عقب عملية الولادة.
وكانت دهشة الأطباء في مستشفى نوسو سينهورا في مدينة كامبو لارجو البرازيلية كبيرة عندما اكتشفوا أن التوأم ما زال قلباهما ينبضان بالحياة؛ ولذلك كان القرار بعدم نزع أجهزة دعم الحياة عن الأم كما تحدث في حالات مشابهة للموت الدماغي، وطوال نحو 4 أشهر كانت هناك متابعة دقيقة للأم الغائبة تماماً عن الوعي وللتوأم، وفي يوم الولادة كانت المشاعر المتضاربة لدى الجميع لأنهم سيشهدون في لحظة واحدة خروج وليدين إلى الحياة، ونزع الأجهزة عن أمهما وإعلان وفاتها رسمياً. وقام مجموعة من الأطباء بأداء ما يشبه عرضاً موسيقياً كمزيج من الجنائزية والاحتفال، بينما كان ينتظر خارج غرفة العمليات عدد من أهل الزوجين وأصدقائهما، وحسب وصية سابقة للأم فقد جرى التبرع بقلبها وكليتها لإنقاذ حياة مريضين آخرين.
وقال الزوج "موريل": "كنت في طريقي إلى العمل في أكتوبر الفائت عندما اتصلت بي فرانكلين وقالت إن الصداع يقتلها وبأنها تشعر بألم حاد في مؤخرة رقبتها، وتدهورت حالتها وذهبنا للمستشفي ولم تخرج من هناك بعد إصابتها بنزيف حاد في المخ، ورغم أن الأطباء قالوا إن حالتها ميؤوس منها وأنها توفيت إكلينيكياً، لكنهم منحونا مهلة 3 أيام للتأكد من حالة التوأم خاصة بعد الأدوية الكثيرة التي تناولتها أمهما، ولكن المعجزة هي بقاؤهما على قيد الحياة".
أما رئيس وحدة العناية المركزة العصبية بالمستشفى د.دالتون ريفابيم فقال إنهم كانوا مستعدين لنزع الأجهزة عن الأم في اللحظة التي سيتوقف فيها قلبا التوأم عن النبض، كما أنهما توقعا عدم نجاح عملية الولادة، ولكن المفاجأة كانت أن التوأم تشبثا بالحياة، والعجيب أن أجهزة جسم فرانكلين كانت سليمة وتعمل كما لو كانت في حالة صحية جيدة، ولكن بمجرد إتمام الولادة انهارت وكأنها كانت تنتظر إتمام مهمتها فقط.
والطفلان حالياً يعيشان مع شقيقتهما الأكبر "إيزا" تحت رعاية جدتهما لأمهما والتي تعتبرهم بمثابة تعويض لها عن ابنتها التي رحلت وهي في مقتبل عمرها.