إسرائيلية تزعم تبرعها للأسرى المصريين بالدماء في نكسة "67" ... مَن قتلهم إذن؟

الحدث الثلاثاء ١١/يوليو/٢٠١٧ ٢٠:٠٨ م
إسرائيلية تزعم تبرعها للأسرى المصريين بالدماء في نكسة "67" ... مَن قتلهم إذن؟

برلين - ش رغم شهادات شهود العيان ورواياتهم حول قيام إسرائيل بقتل الأسرى المصريين في نكسة 1967 وتعذيبهم إلا أن تقريراً مثيراً للجدل نشرته صحيفة ألمانية يسير في اتجاه آخر إذ يحكي عن إسرائيلية تسرد ذكرياتها أثناء تعاملها مع الأسرى المصريين في نكسة 1967، في بئر سبع، إذ قالت: "إنني تبرعت للمصريين بالدماء، برغم كرهم لي"، موضحةً أنها ليست مؤرخة ولا عالمة سياسية، ولا حتى بطلة، ولكنها محظوظة، لأنها عاشت هذه الأوقات، وكافحت مع جيش بلادها، على حد زعمها.

يذكر أن ضابط مدرعات مصري كان قد كشف لموقع العربية نت في مارس من العام 2007 أنه شاهد بعينيه بعد انتهاء حرب يونيو 1967 قيام جنود إسرائيليين بإبادة ما يقرب من 100 جندي أسير في منطقة "بئر الحمة" قرب مدينة العريش المصرية، أثناء ترحيلهم إلى معسكر "عتليت" الإسرائيلي. وقال د.عبد القادر نهنوش الضابط السابق في سلاح المدرعات بالجيش المصري إبان حرب يونيو 1967 وأستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة الفيوم (150 كم جنوب غرب القاهرة) إنه تمكن مع ثلاثة جنود فقط من كتيبته من النجاة بعد مطاردة القوات الإسرائيلية لهم بمساعدة الطيران.

وتحكي ألفيرا جرتسنجر، بحسب تقرير صحيفة "يدش روند شاو" في نسختها الألمانية قائلة: "بدأت دراستي في الأدب في الجامعة العبرية في القدس، وقضيت بعض الوقت الممتع في بئر السبع، ومع ذلك، خلال أشهر الصيف، حصل أبي لي على وظيفة في قسم التصدير في شركة مختصة بتدوير المعادن في سدوم".

وواصلت "ألفيرا" مزاعمها إذ قالت إن الإسرائيليين كانوا يعيشون في سلام وهدوء مع جيرانهم العرب، إلا أن استفزازات "عبدالناصر" وزيادة القوات في سيناء، والتي تعتبر منطقة منزوعة السلاح منذ انسحاب قوات الأمم المتحدة في 1956، وهو الذي نشر أجواء التوتر والحرب بيننا.

وتابعت: "في منتصف مايو 1967 بدأ الجميع يشعر بالتوتر وخاصة العرب"، مشيرة إلى منع مرور السفن الحربية الإسرائيلية في الممرات المائية في خليج العقبة وغيرها، مع تقرب "عبدالناصر" من الاتحاد السوفييتي، كل هذا أصبح لا يبشر بالخير بالنسبة لإسرائيل، كما لا ننسى أن إسرائيل كانت "أداة في يد الإمبريالية الأمريكية"، والتي تعتبر العدو الأول لدول الشرق مثل العرب، التي كان لا بد من تدميرهم، من وجهة نظر أمريكا.

وأشارت إلى أنه في 23 مايو 1967 بدأت إسرائيل بمساعدة الولايات المتحدة في السر، بالتعبئة العسكرية، وتفريغ المدن من الرجال المناسبين للالتحاق بالجيش، وتم إغلاق الجامعات، متابعة: "لكي أصل إلى منزلي في القدس، استخدمت الحافلات العامة، فجميع السيارات الخاصة استخدمت لأغراض عسكرية، كل هذا مهد للجميع بأن الحرب قامت بحد ذاتها، وبدأ الشر يتطاير مع الهواء في الجو".

وأوضحت "ألفيرا"، أن إسرائيل استخدمت جميع فئات المجتمع في حربها مع مصر، حتى النساء والأطفال، واستطردت: "تم جمع جميع المخزون من الضمادات وغيرها من المستلزمات الطبية، تحسباً لوقوع عدد كثير من المصابين من الجنود الإسرائيليين، ورأينا وقتها القوافل العسكرية وهي متجهة إلى الغرب، حيث الحدود المصرية، وكانت توجد بعض التوترات أيضاً في الشمال على الحدود مع سوريا".

واستكملت حديثها أنه "في 5 يونيو 1967 أصبحت بئر السبع مركزاً للصراع مع مصر، وكانت نقطة انطلاق القوات ونقطة اتصالنا بالجرحى والمصابين، وعند اندلاع الحرب في الصباح، مع عدم تلقى إسرائيل أي دعم من الخارج، حيث وقفت وحدها تحارب، فدخول الأردن وسوريا، هز إسرائيل، فهي أصبحت الآن تحارب في 3 جبهات".

وأضافت: "وبعد بضع ساعات من الحرب، هبطت طائرة هليكوبتر، بقرب من العيادة التي أساعد فيها، محمّلة بالجنود الجرحى والأسرى المصريين الجرحى من الحرب، ورغم أنهم ليسوا أقربائي أو أصدقائي المقربين، تبرعت بالدم للأسرى المصريين".