"اليونسكو" تحتفي بـ 500 أرنب يعيشون بمفردهم على جزيرة يابانية

مزاج الثلاثاء ١١/يوليو/٢٠١٧ ٠٣:٠٩ ص

خاص - ش
أدرجت اليوم الاثنين منظمة اليونسكو عدة أماكن عالمية ضمن قائمة التراث العالمي، وكانت أغربها هي جزيرة أكونوشيما اليابانية والتي تقع على مسافة 60 كيلو متراً من الساحل الغربي لجزيرة كيوشو، وهي تعتبر جزيرة مقدّسة عند اليابانيين بسبب طقوس خاصة مرتبطة بديانة الشنتو، والتي كانت تمنع النساء الأغراب من مجرد الاقتراب من الجزيرة إلا في يوم المهرجان السنوي في 27 مايو، كما إنها الجسر الواصل بين الأرخبيل الياباني وشبه الجزيرة الكوريّة، ولكن لهذه الجزيرة العجيبة قصة أخرى جعلتها مشهورة عالمياً باسم " جزيرة الأرانب".
فهذه الجزيرة تابعة لمدينة تاكيهارا، والتي بدورها تتبع محافظة هيروشيما، وكانت تستخدم فقط لأغراض الزراعة والري حتى الحرب الصينية اليابانية الأولى عندما تم بناء عشرة حصون لحمايته.
وفي عام 1925 بدأ معهد العلوم والتكنولوجيا للجيش الإمبراطوري الياباني يقوم ببرنامج سري لتطوير الأسلحة الكيميائية، وتم بناء مصنع بالجزيرة لإنتاج الغازات السامة، وتم اختيار الجزيرة لسببين، الأول لعزلتها، والثاني لبعدها بما فيه الكفاية عن طوكيو، والمناطق المهمة الأخرى.
وبعد هزيمة اليابان في الحرب العالمية الثانية قامت قوات الحلفاء بالتخلص من الغازات إما عن طريق الإغراق، أو الحرق، أو الدفن، وتم تهجير جميع سكانها بسبب إصابتهم بأمراض عديدة، وفجأة ظهرت أعداد من الأرانب في هذه الجزيرة، ويقال إن اليابانيين أرادوا أن يجعلوا الجزيرة تحت ‏الاختبار، ولذلك قاموا بجلب مجموعة من الأرانب البرية لكي يعرفوا مدى تأثرها بما تبقى من آثار الغازات السامة.
المدهش أن ‏الأرانب استقرت في الجزيرة، بل وتنامت ليصل عددها ما يفوق 500 أرنب حالياً يعيشون بمفردهم على مساحة 240 فداناً، والأغرب أنها أليفة جداً ولا تهاجم البشر وتتعايش معهم، وهو ما جعل الجزيرة مزارا للعديد من اليابانيين، والسياح الذين يأتون إليها لالتقاط ‏الصور التذكارية مع الأرانب البرية والاستمتاع بمناظر الجزيرة الخلابة.‏
وبحسب صحيفة إكسبريس البريطانية، فإن السلطات المسؤولة عن الجزيرة سنت قوانين خاصة لكي تحافظ على حياة الأرانب وتمنع مضايقتها، ومنها منع أي زائر من اصطحاب القطط، أو الكلاب، أو أي حيوان قد يسبب مضايقة للأرانب، وهو ما جعل الأرانب تشعر بكثير من ‏الأمان والحرية، بما يتيح لها أن تتحرك وتقترب من الزوار لالتقاط الطعام الذي يقدم لها.
ويُباع طعام الأرانب على الجزيرة بما يُعادل مبلغ 100 ين ياباني للوحدة الواحدة في منتجع مُقام على الجزيرة ، كما تحتوي الجزيرة على متحف الغاز السام الذي يضم ما تبقى من مقتنيات المعامل الكيميائية وتم افتتاحه عام 1988.
ومن القوانين الغريبة الخاصة بالجزيرة إنه ممنوع تماماً أن تأخذ معك أي شيء وأنت تغادرها حتى ولو مجرد قطعة من العشب!.