هكذا يواجه القطاع المصرفي انخفاض أسعار النفط

مؤشر الثلاثاء ١١/يوليو/٢٠١٧ ٠٤:٣٥ ص
هكذا يواجه القطاع المصرفي انخفاض أسعار النفط

مسقط - حمدي عيسى عبدالله

أكد الرئيس التنفيذي لبنك ظفار عبد الحكيم بن عمر العجيلي أن المؤسسات المصرفية بالسلطنة بشكل عام وفي الفترة الفائتة تتقدم وتنمو بخطى حثيثة، كما أن المشاريع الاقتصادية ومشاريع البنية الأساسية في ازدياد، وهي بلا شك تعمل على نمو السلطنة اقتصادياً وسياحيا، وتساهم المؤسسات المصرفية في هذه التنمية الشاملة خاصة فيما يتعلق بتمويل المشاريع الصغيرة والمتوسطة والعمل على تطويرها، وأيضا تقديم بعض النصائح المالية للمشرفين على هذه المشاريع. جاء ذلك في تصريح خاص لـ«الشبيبة» قال فيه أيضا: «يشهد السوق المحلي منافسة كبيرة بين المصارف العاملة فيه سواء المحلية منها أو الخارجية، ونحن ولله الحمد نحتل مركزا متقدماً في المنظومة المصرفية، إذ نطمح أن نكون البنك المفضل لدى الزبائن ونعمل على تحقيق ذلك ضمن رؤية واضحة المعالم ترتكز على تحقيق أهدافنا الخمسية المتمثلة في خطة التحول الإستراتيجية «معا 2020» والتي نسعى من خلالها لأن نكون أفضل بنك في الخليج».

تحدٍ للمنظومة الاقتصادية

مضيفا: «يشكل انخفاض أسعار النفط تحدياً للمنظومة الاقتصادية بشكل عام، إذ تبرز مسألة الحصول على الودائع أو القروض بنسب فائدة منخفضة كأحد أبرز التحديات في الفترة الحالية، وهو الأمر الذي يضاعف من مسؤوليتنا في العمل على التعامل مع القروض ذات المخاطر العالية، إذ إن الفارق بين سعر الفائدة المدفوعة على الودائع والقروض المحصلة من قبل البنوك وتلك المحصلة على القروض المقدمة من البنوك لزبائنها لم يعد ذلك الفارق الذي يستحق المخاطرة بالنظر إلى المدة الطويلة للقروض المقدمة للزبائن. وقد تمكنّا من التقليل من آثار هذه التحديات من خلال التركيز على المبادئ الأساسية للصيرفة وهي الحفاظ على الجودة والإقراض الحذر، وتعزيز كفاءة الأداء وصافي هامش الفائدة، وإدارة التكاليف لتحقيق النسبة المثلى من حيث التكلفة إلى الدخل، والتقليل من الأصول غير العاملة للتقليل من آثار الأزمة الاقتصادية.

توفير فرص التطوير الوظيفي

عن جهود بنك ظفار لتدريب وتأهيل الموظفين وتحفيز الكفاءات العمانية قال العجيلي: «عمل البنك على وضع وتطوير خريطة طريق واضحة المعالم بشأن الأهداف والاستراتيجية والبرامج والمشاريع التي سيتم تنفيذها من قبل فريق الموارد البشرية. وقد انطلق البنك في رحلة التحول «معا 2020» بنحو 10 برامج وأكثر من 20 من المبادرات الرئيسية التي يجب تطويرها ووضعها موضع التنفيذ بحلول العام 2020. وفي العام 2016، بدأ البنك بالفعل في تطوير وتنفيذ برنامج التحول الخاص بالموارد البشرية. وفي هذا الصدد، تم تنفيذ نظام معلومات جديد للموارد البشرية «تميز»، والمسح الثقافي، ومركز اكتشاف المواهب، ومركز التقييم، وأخيرا تأسيس نظام وظائف موارد بشرية عالمي رفيع المستوى.

وقد تم التركيز على تدريب المواهب المتميزة من خلال توفير فرص التطوير الوظيفي لهم ومنحهم مكافآت تنافسية وتقديم برامج تعليمية تنموية وتطويرية لهم تمكنهم من تحقيق أقصى إمكاناتهم. ولقد حقق البنك مستويات تعمين تصل نسبتها أكثر من 92 %، كما يركز البنك بشكل كبير على تعمين الوظائف العليا والقيادة التنفيذية للبنك.

استمرت إدارة الموارد البشرية في ابتكار برامج تعليم وتدريب وتطوير لموظفي البنك من خلال توفير أكثر من 2300 برنامج تدريب وتعليم وتطوير و206 دورات تدريبية في جميع وظائف العمل. وضمن تجارب وخبرات البنك المتنوعة، طور البنك وقدم مفهوم التدريب عن طريق محاكاة الفرع، لتوفير تجربة مصرفية عملية حقيقية للموظفين.

لم يحدث الاندماج

عن خطوات الاندماج بين بنك ظفار وبنك صحار قال العجيلي: «لم يحدث الاندماج بسبب عدم تمكن البنكين من الوصول إلى صيغة توافقية لبعض البنود المهمة الرئيسية لإكمال عملية الدمج، وقرر البنكان إيقاف المفاوضات وذلك حفاظاً على مصلحة المساهمين والسوق المالي».

منتجات تتناسب مع
احتياجات المؤسسات الصغيرة

وعن منظومة البنك لدعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة قال العجيلي: «يعد بنك ظفار من المؤسسات المصرفية الرائدة التي تقدم منتجات وخدمات مصممة خصيصاً لتتناسب مع احتياجات المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، ويعمل البنك على تشجيع رواد الأعمال وأصحاب هذه المؤسسات التي تساهم بدورها في دفع عجلة النمو الاقتصادي بشكل عام، كما نحرص في بنك ظفار على أن نلبي الاحتياجات المصرفية المختلفة لهذا القطاع من خلال تقديم الدعم للمشاريع الصغيرة والمتوسطة، وهذه من أهم الأمور التي يقوم بها البنك ويسلّط عليها الضوء في الوقت الراهن، فهذه المؤسسات تصنع أجيالا جديدة بقيادة رواد أعمال جدد، وهي العمود الفقري لأكبر اقتصادات العالم، فلا بد من المساهمة في تمويلها وتطويرها. وفي هذا السياق فقد قام بنك ظفار ومنذ فترة طويلة بإنشاء مراكز تجارية في أهم المحافظات، وهناك كوادر وخبرات توجد في هذه المراكز لإعطاء النصائح وتقديم المشورة لأصحاب المشاريع، وأيضا ركزنا أن يكون أصحاب الخبرات الذين يعملون في هذه المراكز على مقربة من أصحاب المشاريع لمتابعتهم عن قرب وفي مناطقهم ومحافظاتهم.

الجدير ذكره أن بنك ظفار قد أطلق العديد من المبادرات الاستراتيجية التي تعزز من دوره الريادي في دعم القطاع الاقتصادي من خلال تقديم باقة متنوعة من المنتجات والخدمات الفورية التي تلبي احتياجات الزبائن من الشركات الكبرى والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وتتيح هذه الباقة لزبائن بنك ظفار فرصة الاستمتاع بحلول مصرفية مبتكرة تساهم في تنمية مشاريعهم وتقدم لهم التمويل المناسب لنمو وتطوير أعمالهم. وتأكيدا على الأهمية التي يوليها بنك ظفار لهذا القطاع دشن البنك مؤخراً البطاقة الائتمانية لرواد الأعمال الأولى من نوعها في السلطنة والمخصصة لقطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والتي تنمح زبائننا الكرام حاملي البطاقة مزايا عدة، إذ تتسم بالمرونة وسهولة الاستخدام علاوة على منحهم قوة شرائية أكبر والقدرة على إجراء الأعمال من أي مكان حول العالم.

البنك المفضل في السلطنة

العجيلي استعرض مسيرة البنك ونتائجه منذ إنشائه قائلا: «يعمل بنك ظفار منذ تأسيسه على تعزيز مكانته في القطاع المصرفي العماني ليكون البنك المفضل في السلطنة من خلال تسهيل المعاملات المصرفية وتطوير خدماته ومنتجاته لتلبي تطلعات زبائنه الكرام إن لم تتجاوزها، علاوة على الارتقاء ببيئة العمل في البنك ليصبح المكان المفضل للعمل وذلك عبر تنفيذ مجموعة من الخطط الاستراتيجية التي تضمن تحقيق هذا الهدف، مثل تشجيع التحاور بكل شفافية ووضوح بين الموظفين بمختلف مستوياتهم الوظيفية والإدارة التنفيذية للبنك، ويتجسد هذا الأمر في عقد اللقاءات الدورية التي تجمع بين الإدارة التنفيذية للبنك وموظفيه، إذ نؤمن أن موظفينا هم أحد أبرز العوامل المساهمة في النجاحات والإنجازات التي حققها البنك طوال مسيرته، ومن أجل تعزيز هذه الرؤية يولي البنك جانب تطوير وتأهيل وتدريب الكوادر العاملة فيه أهمية قصوى، إذ تدرك الإدارة العليا للبنك أن ضمان استمرارية النجاحات والإنجازات وتعزيزها خلال الفترة المقبلة مرتبط ارتباطا جذريا بمدى تطور أداء الكادر الوظيفي بالدرجة الأولى.

نمو إيجابي في مؤشرات الربحية

مضيفا: «ومن ناحية أخرى؛ فقد حقق البنك نموا إيجابيا في مؤشرات الربحية، إذ زاد إيرادات الفوائد والتمويل بنسبة 8.26 %، كما حققت الإيرادات الأخرى غير المعتمدة على الفوائد كالرسوم والعمولات وأرباح صرف العملات الأجنبية والاستثمارات والإيرادات الأخرى نموا نسبته 18.67 %، ويشير هذا النمو المتزايد في ظل الوضع الحالي للسوق إلى الثقة الكبيرة التي أظهرها الزبائن في منتجات وخدمات بنك ظفار، كما حقق البنك نمواً في الأرباح المحققة للعام 2016 بلغت نسبته 1.83 %.

تمويل المشاريع
الرئيسية في السلطنة

عن أهم المشاريع التي مولها البنك خلال السنوات الخمس الفائتة قال العجيلي: «ساهم بنك ظفار في إنشاء معظم المشاريع التنموية في السلطنة سواء بشكل مباشر أو كطرف مشارك، فنحن نقوم بتمويل المشاريع بشكل مباشر أو نقوم بتمويل الشركات التي تنفذ هذه المشاريع، فلدى البنك دور فعال في هذا المجال، إذ قام بتمويل المشاريع الرئيسية في السلطنة مثل مشاريع المطارات الجديدة ومشاريع الطرق وأيضا مشاريع المدينة الاقتصادية بالدقم وذلك بتمويل بعض الشركات التي تعمل هناك، علاوة على ذلك قام البنك بتوقيع اتفاقية تقديم تسهيلات تمويلية بقيمة 50 مليون ريال عماني مع المؤسسة العامة للمناطق الصناعية. كما أن البنك يسعى دائماً إلى التعريف بعُمان كوجهة استثمارية واعدة للمستثمرين الأجانب.

خطة التحول الاستراتيجية
«معـاً 2020»

وفي هذا الإطار دشن البنك خطة التحول الاستراتيجية «معـاً 2020». وسيعمل بنك ظفار، المؤسسة المالية الرائدة، على تنفيذ عدد من المبادرات والمشاريع الاستراتيجية فضلًا عن التغييرات المؤسسية بهدف تحقيق رؤيته الشاملة الرامية إلى تبوء مركز الصدارة بين أفضل البنوك والمؤسسات التجارية ليس على مستوى السلطنة فحسب وإنما على مستوى الخليج أيضاً.وتسعى إدارة بنك ظفار إلى إقامة شراكات وارتباطات استراتيجية مع أطراف ثالثة لزيادة حصة البنك في السوق من خلال تصميم حلول متكاملة ومرنة للمساهمة في تقديم أفضل تجربة مصرفية للزبائن، بالمقارنة مع البنوك المماثلة، وتبسيط المنتجات والخدمات في ظل الوضع الراهن للسوق. وتسعى الإدارة إلى إيجاد أساليب وحلول مصرفية متنوعة تعمل على زيادة الكفاءة وخفض التكاليف عن طريق تبسيط مختلف الأنشطة المصرفية الثانوية من خلال تطبيق أفضل الممارسات المصرفية. إضافةً إلى تقديم عمليات مصرفية ذات فعالية وكفاءة أكسبت البنك القدرة على التحوط والتكيف مع تحديات السوق.

مركز الصدارة

العجيلي قال أيضا: «بفضل تكاتف جهود الموظفين في البنك والدعم المتواصل لمجلس إدارة البنك استطاع البنك أن يتبوأ مركز الصدارة ليكون ضمن طليعة المؤسسات المصرفية والمؤسسة المالية الأسرع نموا في السلطنة، إذ أصبح لبنك ظفار الآن شبكة فروع واسعة تصل إلى 68 فرعا (58 فرعا لبنك ظفار و10 فروع لميسرة للخدمات المصرفية الإسلامية)، كما يمتلك البنك شبكة واسعة من أجهزة الصراف الآلي والإيداع المنتشرة في مختلف أرجاء السلطنة.

ريادة القطاع المصرفي
الإسلامي في السلطنة

عن أداء النافذة الإسلامية ميسرة قال العجيلي: «منذ تدشين عملياتها في العام 2013، ركزت ميسرة -نافذة الخدمات المصرفية الإسلامية لبنك ظفار- على إثراء تجربة الزبائن من خلال توفير منتجات تتناسب مع مختلف احتياجاتهم، إضافة إلى العمل على تلبية تطلعاتهم. إذ تعمل دائرة الالتزام بالشريعة والتدقيق الشرعي تحت إشراف هيئة الرقابة الشرعية، على التأكد من أن جميع عمليات ميسرة التجارية تتماشى مع مبادئ الشريعة الإسلامية، كما يعمل قسم الشريعة مع جميع الأقسام والإدارة العليا لضمان أن كل الأنشطة والعمليات والمعاملات في ميسرة تتم وفقاً لأحكام ومبادئ الشريعة الإسلامية ووفقاً للإطار التنظيمي للخدمات المصرفية الإسلامية التي نص عليها البنك المركزي العماني».

ورغم التحديات السائدة في السوق بسبب تراجع أسعار النفط الذي أثر بشكل واسع على الاقتصاد إلا أن ميسرة للخدمات المصرفية الإسلامية واصلت مسيرة نموها التجاري مسجلة نتائج مالية متميزة في السنة المالية المنتهية 2016، إذ تجاوزت قيمة إجمالي أصولها 450 مليون ريال عماني، وبلغ أرباحها بنهاية العام 2016 «3.2» مليون ريال عماني، كما شهدت شبكة فروعها توسعا كبيرا لتصل إلى 10 فروع تنتشر في مختلف أنحاء السلطنة، وذلك بعد إضافة 5 فروع جديدة في العام 2016. وانعكست رؤية ميسرة لأن تصبح أفضل نافذة للخدمات المصرفية الإسلامية في السلطنة من خلال تفاني فريق عملها بالإضافة إلى المنتجات المتاحة والتكنولوجيا المتوفرة علاوة على البنية الأساسية ذات الجودة في عدد الجوائز والإنجازات المحلية والإقليمية والدولية، التي حصدتها على مدى الأعوام الفائتة والتي جاءت تأكيدا على ريادتها للقطاع المصرفي الإسلامي في السلطنة، وقد توجت ميسرة بهذه الجوائز على ضوء النمو المستمر والنتائج المالية الجيدة التي حققتها المؤسسة الرائدة في قطاع الخدمات المصرفية الإسلامية في السلطنة خاصة فيما يتعلق برأس المال والأصول، بالإضافة إلى سعيها لإثراء التجربة المصرفية للزبائن من خلال باقة من الحلول المصرفية الرائدة ومنتجات التمويل، والخدمات المصممة خصيصًا لتتناسب مع احتياجات الزبائن من الأفراد والمؤسسات.

أفضل بنك في الخليج

الرئيس التنفيذي لبنك ظفار عبد الحكيم بن عمر العجيلي اختتم حديثه قائلا: «تمكن البنك بشكل عام بفضل «خطة التحول الاستراتيجية معا 2020» من الاستفادة من القدرات والكفاءات التي تساهم في تمكين البنك من التميز في تقديم منتجات وخدمات مصرفية حصرية مصممة خصيصاً لتتناسب مع احتياجات مختلف فئات الزبائن وتتجاوز توقعاتهم، فضلاً عن تعزيز التفاعل معهم والعمل على تقييم أنشطة متنوعة تُدِّر على الزبائن والبنك بمنافع وعوائد مناسبة. وتهدف خطة التحول الاستراتيجية «معـاً 2020» إلى تعزيز هذه الجهود ليصبح بنك ظفار أفضل بنك في الخليج.