رعب الشاحنات متى يتوقف؟!

مقالات رأي و تحليلات الأحد ٠٩/يوليو/٢٠١٧ ٠٤:٣٣ ص
رعب الشاحنات متى يتوقف؟!

علي بن راشد المطاعني

من غرائب وعجائب الأمور في إساءة استخدام الطرق العامة وخاصة غير المزدوجة تجد بعض الشاحنات تتجاوز بعضها الآخر، علما أنها لا تملك من الرشاقة ما يؤهلها للقيام بمغامرة كهذه، أما الآخر والموازي فإنه ونكاية في الأول يضاعف سرعته ليمنعه من تحقيق مرادة وإعلان ورفع بيارق انتصاره.

النتيجة المؤكدة لهذا التصرف الأهوج إغلاق الطريق أمام المركبات الصغيرة التي ترغب على استحياء في التجاوز من اليسار، بينما يكتفي بعض العقلاء من السائقين بتصوير هذه السباقات المجنونة مع أمنيات لهم مكبوتة أن ينتهي هذا الجنون بسلام، وقد تصطدم تلك الأمنيات الطيبات بجبال الصدود فتقع تلك المآسي التي نعرفها جميعا موت وأشلاء ودماء ورفات.
هذه المشاهد تلزم بتنزيل تعليمات مشددة للشاحنات والقاطرات والمقطورات أن تلزم اليمين على الدوام عملا بالقاعدة القانونية المرورية «الشاحنات تلزم اليمين» فقط، وعدم الدخول في «الراليات» المحرمة في الشوارع العامة.

للآسف الشديد بعض سائقي الشاحنات ممن وهبهم الله بسطة في الجسم دون العقل وإذ هم منتشون بعضلاتهم المفتولة، والتي يتضاءل أمامها المقود فلا يملك غير الاستجابة لأوامرهم القاسية، وهم وأصلا على صهوة مركبات يزيد طولها على العشرين مترا، كما نجد المهاترات اللفظية بينهم وبين من يحاولون تحديهم على قارعة الطريق.

ثم إن بعض السائقين يمارس إرهابا مروريا مميتا، يحدث هذا عندما يرى من على البعد سيارة في وضع تجاوز، هنا فإن ساديته تتجلى بمضاعفة سرعته حتى لا تجد السيارة المتجاوزة في الاتجاه المعاكس أي فرصة للعودة للمسار، إذ الخيار المتبقي هو الاصطدام به، وهو يعلم أنه في مآمن بحكم ضخامة الدابة التي يمتطي صهوتها، أليس هذا إرهابا مروريا قاتلا؟!

في الكثير من الأحيان نلاحظ «تريلات» على طولها وضخامتها متدهورة على أطراف الطرق وعند المنحنيات والدوارات، يحدث هذا بسبب السرعة الزائدة بالطبع وبالتأكيد ونتيجة للمهاترات من بعض قائدي المركبات الوافدين.

هناك جهود تبذل من قبل شرطة عُمان السلطانية لتنظيم سير الشاحنات ودخولها مسقط في أوقات الذروة بهدف تخفيف حدة الازدحامات وكذلك مراقبة السلوكيات اللاسوية التي بدأت تظهر انعكاساتها على الطرقات موتا ودمارا.

هذه الجهود وحدها لا تكفي إذا لم يكن هناك وعيا مروريا بمحاذير سير الشاحنات وكيفية قيادتها في الطرق العامة وإعلاء أخلاقيات القيادة إذ هي فن وذوق وأدب.

نأمل أن ينتهج قائدو الشاحنات سلوكيات حميدة في استخدام الطريق والعمل والحرص على سلامة الناس والتيقن أن قيادة هذه المركبات الكبيرة يلزمها حرص وتسامي أخلاقي فريد، وليس كما نرى الآن بحسرة من استباحة واضحة لأرواح الأبرياء والمستضعفين في الطرقات.