عواصم - - وكالات
باريس لا تنوي وضع مسألة الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد في مقدمة المحادثات بينما ترى واشنطن أنه لا مستقبل له ولعائلته في سوريا.
يظل الخلاف على مستقبل سوريا مرهونا بمصير الرئيس بشار الأسد، إذ أكدت الخارجية الفرنسية أن لديها خطتين بشأن موقفها من مصير الرئيس السوري بشار الأسد، وذلك بعد مطالبات كثيرة من المنظمات الحقوقية والسياسيين بتبرير موقفها.
وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان: إن الزعيم السوري غير قادر على حل الصراع العسكري الطويل الأمد بمفرده، مشيرا إلى أن باريس لا تنوي وضع مسألة الإطاحة به في مقدمة المحادثات.
وأوضح البيان: «نأخذ في الحسبان خطتين، إذ تكمن الأولى في أننا لا نسعى إلى وضع رحيل الأسد شرطا أساسيا للمحادثات.. وتشير الثانية إلى أن الرئيس السوري لا يستطيع إيجاد حل للصراع في سوريا».
وسبق أن نشرت وسائل إعلام أوروبية تصريح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إذ قال إنه لا يرى بديلا شرعيا للرئيس السوري بشار الأسد، وإن فرنسا لم تعد تعتبر رحيله شرطا مسبقا لتسوية النزاع في سوريا.
وأكد ماكرون «أن هذه المسألة تحتاج إلى خريطة طريق دبلوماسية وسياسية، وأن القضية لا يمكن حسمها بنشر قوات عسكرية فقط، فهذا خطأ ارتكبناه جميعا».
وأوضح ماكرون: «أولوياتي الأساسية واضحة: حرب شاملة ضد الجماعات الإرهابية، فهي عدونا».
وتجدر الإشارة إلى أن سلف ماكرون، فرانسوا هولاند، أكد مرارا أن بشار الأسد لا يمكن أن يلعب دورا في مستقبل بلاده.
على الجانب الآخر قال وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون: إن الولايات المتحدة لا ترى أي دور في الأجل الطويل لعائلة رئيس النظام السوري بشار الأسد.
وأضاف الوزير الأمريكي في تصريحات على هامش قمة مجموعة العشرين في هامبورج أن كيفية رحيل الأسد لم تتحدد بعد لكنه أوضح أنه سيحدث انتقال في مرحلة ما بالعملية السياسية لا يشمل الأسد ولا أسرته.
وقال تيلرسون: «إن الولايات المتحدة مستعدة لمناقشة الجهود المشتركة مع روسيا لإرساء الاستقرار في سوريا بما في ذلك فرض منطقة حظر طيران ونشر مراقبين لوقف إطلاق النار والتنسيق لوصول مساعدات إنسانية».
من جانبها وفي تطور ملفت رصدت مجلة «تايم» الأمريكية توصل الجانبين الأمريكي والروسي، أمس الأول الجمعة، إلى اتفاق لوقف إطلاق النار جنوب غربي سوريا، لافتة إلى أن الاتفاق يمثل مستوى جديدا من مشاركة إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في العمل على تسوية الأزمة السورية.
ونوهت المجلة -في سياق تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني- إلى أنه رغم عدم معرفة تفاصيل الاتفاق وكيفية تطبيقه على أرض الواقع، إلا أنه من المقرر أن يدخل حيز التنفيذ ظهر اليوم الأحد بتوقيت دمشق.
وقال مسؤول أمريكي إن اتفاق وقف إطلاق النار الجديد -الذي تم الإعلان عنه- ليس له مدة زمنية محددة لانتهائه.. واصفا إياه بأنه جزء من مناقشات أمريكية موسعة مع روسيا، يسعى الجانبان من خلالها إلى تخفيف العنف في هذا البلد الذي مزقته الحرب.
واعتبرت المجلة هذا الاتفاق أنه أكبر إنجاز دبلوماسي للولايات المتحدة وروسيا منذ تولي ترامب منصبه، إذ تحاول إدارة ترامب التخفيف من حدة توتر العلاقات مع روسيا من خلال تحديد عدد محدود من القضايا التي يمكن للبلدين إحراز تقدم بها، وبالتالي بناء الثقة من أجل إصلاح أوسع للعلاقات.