بروفيسور عُماني ينال أعلى درجة علمية في إدارة وتقييم مخاطر المواد الإشعاعية النووية

بلادنا الخميس ٠٦/يوليو/٢٠١٧ ٠٤:١٠ ص

مسقط -العمانية

حقق البروفيسور خالد بن سيف النبهاني إنجازا علميا في مجال علوم المواد الإشعاعية النووية المعززة تقنيًا بحصوله على أعلى درجة علمية بعد الدكتوراه مباشرة في مجال إدارة وتقيم مخاطر المواد الإشعاعية النووية الطبيعة المعززة تقنيًا في صناعة النفط والغاز التي أنهاها في عامين ونصف في جامعة ميموريال بمقاطعة نيوفندلاند اند لابرادور الكندية، ليكون بذلك أول بروفيسور عُماني وعربي على مستوى جامعات أمريكا الشمالية يحقق هذه الدرجة العلمية.

ويعتبر هذا التخصص من حيث الموضوع والمضمون منطقة بحث جديدة واعدة في الوسط العلمي، وقد نشر البروفيسور خالد النبهاني منها خمسة أبحاث علمية في أقوى المجلات العلمية بتفرعاتها التخصصية (كمجلة إليسيفير ومجلة سبرينجر)، وهي المواد الإشعاعية النووية الطبيعة المعززة تقنيا في إنتاج النفط والغاز: القاتل الصامت، المنشورة بمجلة سلامة العمليات وحماية البيئة العدد 99 لعام 2015م، وتقييم المخاطر على أساس سيناريوهات التخلص من نفايات المواد الإشعاعية النووية الطبيعة المعززة تقنيًا في صناعة النفط والغاز المنشورة بمجلة الوقاية من الخسائر في العمليات الصناعية العدد 40 لعام 2016م. ودراسة أهمية مشاركة العامة في وضع التشريعات لإدارة المواد الإشعاعية النووية الطبيعة المعززة تقنيا في صناعة النفط والغاز المنشورة بمجلة سلامة العمليات وحماية البيئة العدد 102 لعام 2016م والنمذجة الديناميكية لمخاطر التعرض للمواد الإشعاعية النووية الطبيعة المعززة تقنيا أثناء الحفر والإنتاج المنشورة بمجلة التنقيب النفطي وتقنيات الإنتاج العدد يناير لعام 2017م، وإدارة المواد الإشعاعية النووية الطبيعة المعززة تقنيا المنتجة أثناء عمليات النفط والغاز المنشورة بمجلة الوقاية من الخسائر في العمليات الصناعية العدد 47 لعام 2017م.
وأبدى قرابة 1400 من العلماء والباحثين الأكاديميين من مختلف أنحاء العالم في كل من قطاعي وكالة الطاقة الذرية وقطاع صناعة النفط والغاز اهتمامهم بهذه الدراسات والأبحاث.
وقال البروفيسور خالد النبهاني إن ما يميز أبحاثه هو أنها تشكل مطية علمية بين التنظير والبحث الأكاديمي ومنهجية التطبيق وربطها بمختلف العلوم ذات الصلة كعلوم الهندسة والجيوكيمياء والفيزياء النووية والكيمياء النووية والعلوم السياسية، مبينا أن كل تلك الإنجازات تم تحقيقها في أقل من عامين وبعد أن استوفى جميع الشروط الأكاديمية لدرجة الدكتوراه، والتي استأنف بعدها كتابة رسالة الدكتوراه، ومناقشتها من قبل لجنة عالية المستوى من العلماء الأكاديميين من أمريكا وكندا، توج على إثرها بدرجة الدكتوراه بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف خلال شهر مارس 2017م.
وذكر البروفيسور خالد النبهاني أن الدراسات والأبحاث الأكاديمية التي قام بها تعد تمهيدا لتطوير هذا النوع من الطاقة النووية الكامنة غير المستغلة والمصاحبة لاستخراج النفط والغاز نظرًا للارتباط القوي بين المواد الإشعاعية النووية والنفط والغاز طالما استخدمت القياسات الإشعاعية لتحديد مكامن وماهيات النفط والغاز.
وأوضح أنه ثبت علميا أن المادة الإشعاعية تحمل طاقة يمكن التحكم بعمرها الافتراضي وفقًا لعمر النصف للمادة الإشعاعية، مشيرًا إلى أن هذا ما جعل النتائج التي توصل إليها متفقة مع أقرانه من العلماء، كالعالم سوهاس كومار من جامعة ستانفورد الأمريكية، وأيضا لتطبيقات وأبحاث وكالة «ناسا» للفضاء باستخدام الطاقة الناتجة من المواد الإشعاعية في عمليتها التشغيلية في الفضاء.
وأكد البروفيسور خالد النبهاني سعيه إلى استغلال هذه الإشعاعات في تطوير برنامج نووي معقد يمكن استخدامه في عدة تطبيقات صناعية واقتصادية وعسكرية وغيرها كإنتاج الطاقة مثلا، وهو يعكف حاليا على تطوير مدخل علمي جديد أطلق عليه اسم هندسة الجينات النووية عن طريق قذف جزيئات معينة من عناصر الذرة الرئيسية كالبروتونس والنيوترونس والإلكترونات الصادرة من إشعاعات النظائر غير المستقرة للذرة المصاحبة للسلسلة الذرية لليورانيوم والثوريوم في مفاعلات ومسرعات الجزيئات النووية التي قام بعمل التصاميم المبدئية والمعادلات الكيميائية ذات الصلة بتحفيز التركيز الإشعاعي للذرة غير المستقرة لتسهيل عملية الانشطارات النووية، وبالتالي إنتاج الطاقة المطلوبة وفقا للتطبيق والتركيز المطلوب.
وأعرب البروفيسور النبهاني عن أمله في أن يسجل قريبا هذا الإنجاز العلمي الكبير ليكون رصيدًا آخر يضاف إلى إنجازات السلطنة، ويجعلها في مصاف الدول المتقدمة، مؤكدًا أهمية التركيز على ضرورة إيجاد مصادر أخرى بديلة للسياسة النفطية التي يعتبرها سلعة متقلبة قد لا تقوى على الصمود كثيرا أمام التقدم العلمي.
ومضى يقول إنه نتيجة لهذا الإنجاز العلمي وبحكم أهمية منطقة البحث الواعدة في تطبيقات اقتصادية وصناعية قررت الجامعة تعيينه في يونيو 2017م بدرجة بروفيسور، والتي عادة ما تستغرق خمسة عشر عامًا للحصول عليها بالمقارنة مع أقرانه من العلماء في هذا المجال الأكاديمي في مثل هذه الجامعات.
وقد رشحت جامعة «ميموريال» البروفيسور خالد بن سيف النبهاني بدعوة من كبار العلماء في مجال الهندسة الكيميائية للمشاركة في تأليف كتاب بعنوان «طرق في سلامة العمليات الكيميائية» الذي يخطط لتدريسه بعدد من الجامعات حول العالم، وسيكون مصدرًا للأبحاث الإستراتيجية في المجتمع العلمي والصناعي.