مطبات الـ.. حياة

مقالات رأي و تحليلات الخميس ١٨/فبراير/٢٠١٦ ٠١:٢٥ ص
مطبات الـ.. حياة

محمد بن سيف الرحبي
www.facebook.com
msrahbyalrahby@gmail.com

تنخفض أسعار النفط ، فيزيد في بلادنا كل يوم.. كاسر سرعة، مع أن الأكثرية تنسى الاسم العلمي/‏ الإعلامي، وتتذكر كلمة: مطب، وحدها لا تتأثر بتراجع أسعار النفط، ولن يتراجع عددها.

  
اقترح البعض أن تسمى المطبات بأسماء الذين عطّلوا التنمية.. اقتراح رائع، مع أن هناك مئات الآلاف من الموظفين المغمورين عطلوا معاملات مواطنين، ومعها حركة التنمية في البلاد.. أليس من العدالة أن لا ننساهم؟!

  
أقترح أن يتم تمليك المواطنين مطبّات طالما أن الاراضي لا تكفي لتلبية مئات الآلاف من الطلبات المعلقة، وللمواطن الحق أن يفعل بذلك المطب ما يشاء، يضعه أمام بيته، أو ينقله إلى قريته، أو يبقيه وقفا ينتفع بخيره الناس، في حياته أو بعد مماته.

  
تخلو بعض الدول من المطبات ولذلك يتحرك الناس بسرعة جيدة، لا يخشى أحد من «الدهس» طالما أن القانون يحفظ حقوق «المشاة»، وفي بلادنا تتكاثر المطبات، مع أن المشاة لا يأمنون على أنفسهم من رعونة لا تمنعها كاسرات السرعة.. ببساطة لأن شوارعنا تتوفر فيها أرصفة (3 سم)، ويبقى الخط الذي يحدد جانبي الشارع هو الرصيف!

  
نكره مطبات الحياة، حينما تلامسنا بشكل مباشر، مع أننا لا نتورع أن نبررها إذا كانت من صنعنا، وعلى مسارات غيرنا، ونكره مطبات الشوارع حينما تكون أمام منازل الآخرين.. فقط!

  
بعض المطبات على الشوارع تذكرني بسباقات قفز الحواجز، ولذلك أخشى من فكرة تطويرها لاحقا بما لا يمكن تصوره طالما أن العقل البشري لم يخترع فكرة أفضل لضبط سرعات السيارات في المناطق السكنية.

  
ذات مرة استوقفني أحدهم طالبا مني خدمة، يريدني في واسطة (لا أمتلكها) للمطالبة بمطب أو أكثر في الشارع الداخلي أمام بيته، سألته: هل هناك حالات دهس؟ أجابني: لا، إنما لا ننتظر حتى يتم دهس أحدنا!

  
فــــي تركيــا يخترعـــون جهـــازا يستفيد من ضغـــط السيارات على المطبات لتوليد الكهرباء، ويمكن الاستفادة معنا أكثر، حيث إننا نصغط على أعصابنا، مع كل مطب نقفز عليه، خاصة إذا لم ننتبه له.

  
نحتاج إلى مطب عندما ينام الرقيب:

الرقيب قد يكون القانون، شرطي المرور، ولي الأمر.. أو الضمير!

  
كل مطب.. وأنتم بخير.