لماذا نسلم أطفالنا للألعاب المدمرة؟

مقالات رأي و تحليلات الأربعاء ٠٥/يوليو/٢٠١٧ ٠٣:٥٣ ص

للتقنيات الإلكترونية الحديثة أخطار اجتماعية لا حدود لها إذا لم يتم تلافي انعكاساتها السلبية على نحو سريع وجدي، وفي الوقت نفسه تعزيز الجوانب الإيجابية منها، فاليوم هذه التقنية التي لا تفارق أيدينا وأيدي فلذات أكبادنا أضحت تمثل خطراً حقيقياً بعد أن تجاوزنا مراحل الإدمان عليها، وأفرزت فيما أفرزت بعض الممارسات الخاطئة والمهلكة كالتحريض على الانتحار، وإدمان المخدرات وارتكاب السرقات وغيرها من عظائم الأمور.

فضلاً عن غرس مشاعر الكراهية والعنصرية تجاه الغير وتعليم مبادئ وأصول علوم وطرائق الانتحار والاحتيال واختراق الحسابات المصرفية ومواقع جهات اعتبارية أمنية أو علمية أو سيادية أو إعلامية على مستوى قارات العالم والترويج للفكر الضال المنحرف والمفضي إلى إشاعة فيروس الإرهاب الفتاك وغيرها من الكوارث.
الأمر الذي يدعو إلى مراقبة الأبناء وحظر بعض المواقع من الشبكة العنكبوتية الخطرة على أطفالنا لما تبثه من إجرام واضحة معالمه.
هنا فإن دور الأسرة يتعاظم اليوم أكثر من أي وقت مضى في تفعيل الرقابة على الأبناء وهم في غرفهم الموصدة بإحكام بطبيعة الحال! وفي إطار التصدي، واجب الاتباع، لهذا الخطر القادر على تجاوز حوائط وجدر وأبواب بيوتنا بكل سهولة ويسر، فالخطر اليوم معروفة مكامنه وهي صالات الألعاب والمواقع إياها على الإنترنت، ومن هنا يجب ضرب سياج أمني فاعل حول هذه المواخير الإلكترونية بمشاركة كل قطاعات المجتمع‏.
بعض الحوادث الإلكترونية المشار إليها بدأت تطل برأسها على السطح كتأكيد على أن الخطر بات حقيقة وهو بنوعيته المختلفة عن الجرائم التقليدية يصعب السيطرة عليه إذ هو موجه من خارج الحدود ومن قبل جهات نافذة وقادرة إلكترونياً وعلمياً، وبالتالي فإن المواجهة تختلف أيضاً إذ فيها الشق الإلكتروني القادر والفاعل أيضاً والشق التربوي وهذا يقوده البيت وأولياء الأمور، ثم الأجهزة المختصة بالدولة.
لنا أن نتصور أن الألعاب الإلكترونية في ظاهرها بريئة براءة الأطفال غير أنها في سياقها الداخلي مترعة بأفكار هدامة وخطرة، ومن هنا فإن الرقابة على هذا العدو الجديد يعدّ أمراً بالغ الصعوبة إذ لا بد من استعراض هذه الألعاب من قِبل الجهات المختصة قبل السماح لها بالدخول لأسواقنا، هذه نقطة أولية في إطار المكافحة واجبة الاتباع.
بالطبع ليست كل التقنيات الحديثة وليست كل الألعاب والمواقع والحسابات تحمل ذات السموم، ولكن الكثير منها ‏بات يشكل خطورة حقيقية على أبنائنا ومن ثم علينا نحن أيضاً.
نأمل أن تكون الجهات المعنية متيقظة لهذه المخاطر المتجددة باستمرار وعلى مدار الساعة والعمل على منع تجاوزها لحدود بلادنا الجغرافية والإلكترونية وهذا ما يتعيّن علينا جميعاً التعاضد والتكاتف لصده ومنعه.