مسقط - زينب الهاشمية
يستمتع الكثيرون بعروض الخفة الشيقة، لكن قلة فقط هم من يمتلكون المهارات التي تؤهلهم أن يصبحوا مؤدين لها. فألعاب الخفة تعتمد على الذكاء، سرعة البديهة وخفة الحركة والأهم هو التمتع بمهارات جسدية متعددة.
الشاب «عمر بن خالد الكندي» ذو السبعة عشر ربيعاً نجح بأن يدخل عالم الخفة من أوسع أبوابه بالاعتماد على نفسه واستطاع في فترة قياسية الوصول إلى مراحل متقدمة رغم الصعوبات الكبيرة والتحديات المختلفة التي اعترضته.
وحول انجذابه لهذا المجال يقول: «أمارس ألعاب الخفة منذ عامين تقريبا، وكانت البداية من خلال اهتمامي بمتابعة العروض على الشبكة العنكبوتية التي يغلفها الغموض والسحر فكانت تشعرني بالسعادة والمتعة، وكان غموضها يصيبني بالدهشة ومع الوقت بدأ إعجابي بها يتحول من الاكتفاء بمتابعتها إلى محاولة تعلمها.
ويضيف: من هنا بدأت التعلم من خلال البحث ذاتياً عن أسرار تلك الألعاب ومحاولة فهم أسرارها وإتقانها من خلال التجربة المستمرة، وبذلت جهودا كبيرة لتطوير نفسي وصقل مهاراتي حتى أصبح لاعب خفة يمكنني تقديم عروضي للناس بثقة عالية، فأخذت أتدرب بشكل متكرر بعد الانتهاء من واجبات الدراسة وفي أوقات الفراغ، وما هي إلا فترة قصيرة حتى وجدتني داخل هذا العالم الكبير المليء بالأسرار المثيرة للاهتمام.
ألعاب متنوعة
تعلم عمر ألعابا كثيرة بدءًا من ألعاب الورق وصولاً إلى الألعاب الخطرة وعن أهم أسرارها يقول: أسرار ألعاب الخفة لا يمكن أن أصرح بها، إلا أن هذا النوع من الفنون يعتمد على الحيل الذكية للفت الانتباه بعيداً عن حقيقة الأمر، مع الاعتماد على الخداع البصري في أحيان أخرى وسرعة الحركة، وهذا ما يميز لاعب خفة عن الآخر ويجعله يتميز في المجال.
ويضيف: أذكر أن أول خدعة مارستها كانت تعتمد على أوراق اللعب وتعمقت خبرتي فيها وتطورت مهاراتي والآن أجد نفسي بمستوى متطور في ألعاب الخفة بشكل عام.ورغم أن عروض الخفة تمتع الكثيرين إلا أن أصواتا معارضة لها تعلو بين الحين والآخر لخلطهم بينها وبين السحر أو الشعوذة وعن ذلك يقول عمر: «حصلت على دعم وتشجيع كبيرين من عائلتي وأصدقائي لتطوير هذه الهواية، وكان الدعم الذي تلقيته من والدي تحديداً كبيراً جداً فقد ظل يوجهني على الدوام لانتقاء المناسب من تلك الألعاب وما يحفظ سلامتي وسلامة من حولي، كذلك كان حريصاً على ضرورة توافق جميع الألعاب مع مقتضيات الشرع والذوق العام، وكما قلت فإن ألعاب الخفة لا علاقة لها بالسحر وهي مهارة تكتسب مع الوقت وتعتمد على الحيل والذكاء.
ويضيف قائلاً: قدمت عروضاً في مناسبات وحفلات مختلفة عدة وفي بعض المناسبات العائلية الخاصة وجميعها حاز النجاح كما أنني أقوم بعرض بعض الألعاب من خلال صحفتي على الانستجرام @5K29، ولا زلت أجد في نفسي الكثير من الطموح لتطوير هذه الهواية والتقدم نحو العالمية.
وينصح عمر كل من تستهويه مثل هذه الألعاب بتجنب الألعاب الخطرة وعدم محاكاة لاعبي الخفة دون تدريب ووعي جيد بأسرار كل لعبة، كذلك الانتباه لأن تناسب تلك الألعاب من حيث النوع والكيفية الدين الحنيف وأعراف المجتمع الأصيلة.
ويختم عمر حديثه معنا بنصيحة يوجهها لجمهوره، يقول: «نصيحتي لكل مشاهد ومتابع لعروض ألعاب الخفة هي أن يستمتع بالخدعة نفسها ويترك التحليل، لأن متعة الخدعة تكبر في غموضها.