الحرب السورية تدخل مرحلة خطيرة تنذر فيها بمواجهة تركية روسية

الحدث الخميس ١٨/فبراير/٢٠١٦ ٠٠:٢٥ ص
الحرب السورية تدخل مرحلة خطيرة تنذر فيها بمواجهة تركية روسية

عواصم - - وكالات

تلوح في الأفق نذر مواجهة بين تركيا وروسيا، بعدما صعّد الجانبان من حدة خطابهما، وفي سياق تواصل الأزمة عبر تصعيد قصف الدولتين لخصومهما في سوريا، قال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوجلو أمس الثلاثاء، إن تركيا ستواصل اتخاذ إجراءات لتفادي خوض حرب في سوريا.

وأدلى داود أوجلو بتصريحاته خلال كلمة لأعضاء حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم في البرلمان حيث ندد بشدة بالضربات الجوية التي تشنها روسيا دعما للحكومة في دمشق واصفا إياها بأنها «همجية وغاشمة».

وقال داود أوجلو: «منذ سبتمبر تقصف هذه الطائرات الهمجية والغاشمة والوحشية سوريا بدون أي تمييز بين المدنيين والأطفال والعسكريين». وقال أوجلو: سنرد على كل من يعاون القوات الروسية وقوات النظام، وسنرد بنفس القوة على كل من يحاول أن يعتدي على تركيا وأمن الحدود التركية»، متهمًا الحكومة السورية بأنها نظام إرهابي وضعيف لذلك استعان بالمليشيات والعصابات لمواجهة المعارضة المسلحة المعتدلة.

وأثنى رئيس الوزراء التركي على صمود مدينة حلب السورية في وجه الاعتداءات التي تعرضت لها مؤخرا من قبل القوات الحكومية والطائرات الروسية، حيث قال: حلب الباسلة ستنتصر على أعتى الجيوش الوحشية والنصر حليف المؤمنين. في غضون ذلك؛ قال مسؤول تركي يوم أمس الثلاثاء إن تركيا طلبت من شركائها في التحالف وعلى رأسهم الولايات المتحدة المشاركة في عملية برية مشتركة في سوريا. وقال المسؤول إنه من المستحيل الآن وقف الحرب السورية بدون عملية برية لكن أنقرة لا تريد عملية أحادية الجانب ولن تشن هجوما وحدها.

وقال المسؤول في إفادة صحفية في إسطنبول: «لن تقوم تركيا بعملية برية من جانب واحد. نناقش هذا مع حلفائنا». وأضاف «نريد عملية برية وإذا حدث توافق فستشارك تركيا. دون عملية برية يستحيل وقف هذه الحرب»
وفيما اعتبر رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك أمس الثلاثاء في أثينا أن القصف الروسي يترك «أملا ضئيلا» في إحلال السلام في سوريا. وبعدما عبر إثر لقائه رئيس الوزراء اليوناني الكسيس تسيبراس عن أمله في عودة السلام إلى سوريا وخصوصا كحل لأزمة الهجرة، قال توسك إن القصف الروسي «يترك أملا ضئيلا: لقد تعزز موقع الحكومة السورية والمعارضة المعتدلة أضعفت والاتحاد الأوروبي غارق بموجات جديدة من اللاجئين».
في المقابل؛ رفض الكرملين بقوة أمس الثلاثاء الاتهامات التركية بأن روسيا ارتكبت جريمة حرب في سوريا بعد أن أسقطت صواريخها العديد من القتلى عندما أصابت منشآت طبية ومدارس. وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للصحفيين في مؤتمر عبر الهاتف «نرفض بشكل قاطع مثل هذه التصريحات وكل مرة يعجز من يدلون بها عن إثبات اتهاماتهم».
وعلى صعيد الأزمة الإنسانية؛ قال متحدث باسم الأمم المتحدة إن ستافان دي ميستورا مبعوث المنظمة الدولية لدى سوريا التقى بوزير الخارجية السوري وليد المعلم وبحثا وقف العمليات القتالية واستئناف محادثات السلام الشهر الجاري والحاجة إلى وصول المساعدات الإنسانية «دون تعطيل» إلى المناطق المحاصرة من قبل جميع الأطراف.

وأضاف أحمد فوزي في إفادة صحفية في جنيف أن دي ميستورا أجرى محادثات مع المعلم في دمشق وسيلتقى به ثانية في وقت لاحق. وتابع «نشهد تدهورا على الأرض ولا يمكن الانتظار».
وأدان روبرت كولفيل المتحدث باسم حقوق الإنسان في الأمم المتحدة الضربات الجوية القاتلة لمستشفيات ومدارس في شمال سوريا أمس الأول مضيفا «من الواضح أن طائرات سورية وروسية تنشط بشكل كبير في هذه المنطقة وعليها أن تعرف من المسؤول. «كان قصف هذه المنشآت متعمدا ومقصودا. يمكن أن يصل ذلك إلى حد جريمة حرب».

إلى ذلك؛ قال الرئيس السوري بشار الأسد أمس الأول إن أي وقف لإطلاق النار لا يعني أن أيا من الجانبين يجب أن يتوقف عن استخدام الأسلحة ولا يوجد من يستطيع تأمين الشروط المطلوبة خلال أسبوع.

وقال الأسد لحشد من المحامين في كلمة بثها التلفزيون «يعني حتى الآن يقولون يريدون وقف إطلاق نار خلال أسبوع طيب من هو القادر على تجميع كل هذه الشروط أو المتطلبات خلال أسبوع؟ لا أحد. من سيتحدث مع الإرهابيين في حال منظمة إرهابية رفضت وقف إطلاق نار من سيحاسبها؟ من سيقصفها كما يقولون؟ إذا أرادوا قصفها أين تتوضع؟ أين تتواجد؟ من الناحية العملية كل هذا الكلام كلام صعب. ولكن نحن نتحدث عن أسس في حال تم تأمين كل هذه المتطلبات فيجب أن يكون هذا الوقف للعمليات بهدف تحسين الوضع الأمني وبهدف الوصول إلى إما مصالحات أو تسويات أو أي شيء من الأشياء التي نقوم بها اليوم بشكل مستمر».

كانت القوى العالمية قد اتفقت في ميونيخ يوم الجمعة 12 فبراير على «وقف الأعمال القتالية» على أن يبدأ بعد أسبوع لكن هجمات الجيش السوري استمرت دون توقف بدعم من الضربات الجوية الروسية في أنحاء البلاد.

وقال الأسد إنه إذا تم الاتفاق على وقف إطلاق نار لابد أن تتوقف العمليات القتالية بهدف تحسين الوضع الأمني من أجل التوصل لاتفاقيات مصالحة داخلية مع قوات المعارضة.