تاركا إرثا رياضيـا يفتخر به كل عربي الحبسي يطوي صفحة أوروبا ويبدأ رحلة «استثنائية» بالدوري السعودي

الجماهير الأربعاء ٠٥/يوليو/٢٠١٧ ٠٤:٤٠ ص
تاركا إرثا رياضيـا يفتخر به كل عربي

الحبسي يطوي صفحة أوروبا ويبدأ رحلة «استثنائية» بالدوري السعودي

مسقط - وليـد العبـري

تصدر علي الحبسي المشهد الرياضي العام في منطقـة الخليج العربي والشرق الأوسط بعد أن اتخذ قرار اعتبره البعض مفاجئـا باللعب في صفوف نادي الهلال السعودي وهو النادي الأكثر تتويجا بالبطولات في المملكة العربية السعودية وأيضـا القارة الآسيويـة، لا حديث يعلو على هذا الحدث المهم والفاصل في مسيرة الحبسي الذي قضى 14 عاما في أوروبـا وها هو يغير وجهتـه نحو الدوري الأفضل في المنطقـة ككـل.

خطوة «غير مفاجئـة»

وإن اعتبر الكثيرون أن قرار انتقـاله خطوة مفاجئـة وتمت في فترة زمنية محدودة جدا ولكـن «الشبيبـة» كانت سباقـة لـ «نبش» الحوارات واللقاءات التي تمت بين الحبسي ومسيري الهلال السعودي طوال السنوات الثلاث الفائتة في تقريرها الذي نشرته منتصف شهر يونيو الفائت، حيث انفردت الصحيفة آنذاك بالحوارات واللقاءات التي جمعت بين اللاعب والأمير عبدالله بن مساعد عضو الشرف الهلالي البارز وأيضا نواف بن سعـد رئيس الهلال الحالي في إنجلترا مقر إقامـة الحبسي وأن الطرفين متفقان تماما على تقمص اللاعب لشعار الهلال فور إصدار الاتحاد السعودي لكرة القدم القرار المنتظر منذ فترة طويلة بالسماح للحراس الأجانب وهذا ما تم فعلا وهذا ما جعل المفاوضات تنتهي سريعـا، حيث ما كان ينقص اللاعب هو مخاطبـة النادي للاعب والنادي بشكل رسمي كما هو متفق وهذا تم وانتهت الصفقـة بنجاح في فترة وجيـزة.

عروض لم «تغير» القناعـة

قناعـة الحبسي في أن تجربـة الهلال ستكون فريدة من نوعهـا وستضيف له الشيء الكثير في مستقبلـه وخصوصا أن فرصـة اللعب لناد بحجم ومكانـة الهلال وفي أدوار متقدمـة بدوري أبطال آسيـا ولم لا الحلم باللعب في كأس العالم للأندية، وخصوصا أن الفريق الأزرق يسير بثبات نحو هذا الحلـم جعلته لا ينظر كثيرا لعرضي الناديين الإنجليزيين الذي ذكرتهما «دايلي ميل» من ويست بروميتش ألبيون وليستر سيتي، حيث تبقى عروض ليست جادة بالشكل الكبير، وخصوصا أن الحبسي قد يكون في الناديين الخيار الثانـي وهذا لا يتناسب مع القيمـة الفنية والمكانة المميزة للاعب حاليا، لدى ويست بروم حارس مميز جدا وهو بن فوستر وإن كان عمره 34 عامـا فهو يظل الحارس رقم 1 في تشكيلة المدرب توني بوليس والأمر متشابـه في ليستر، حيث إن الحارس كاسبر شمايكل هو الخيار المفضل دائمـا للنادي وللمدرب كريج شكسبير، اختيار الهلال فيمـا يبدو اتخذه الحبسي بقناعـة تامـة وهو بعمر 35 لا يمكن أن يضمن شيئا في إنجلتـرا حاليـا إلا إذا كان طموحـه هو اللعب في دوري الدرجـة الأولى فقط.

إرث تحكيه الأجيال في أوروبـا

الحفاظ على المكانـة الأساسيـة في أقوى البطولات الأوروبيـة بعد 14 عامـا بل أن تترك مشوارك حافلا بعرض من ناديين يلعبا في البريميرليج هذا يؤكـد أن تجربـة الحبسي ستحكيها الأجيال طويلا، فقد تنازل الأمين عن أوروبا تاركـا إرثـا رياضيـا يفتخر به العماني والعربي بشكل عام، لأنه الرقم والثبات الفريد والمميز بين أقرانـه في الجيل الحالـي، 14 عامـا من التألق والتضحيات والصبر والمثابرة بالرغم من كثيرة المتغيرات تجعل منـه مدرسـة يقتدي بها الكثيرون الساعون للسير على نهجـه، بالنظر لتجربة الحبسي الاحترافيـة بدأت عام 2003 وما لا يعرفه الكثيرون أنه خاض قبل ذلك تجربة في نادي مانشستر يونايتد بإشراف السير أليكس فيرجسون قبل، في حين تحصل الحبسي على أفضل حارس في موسمين متتاليين ثم انتدبه البيج سام «سام ألاردايس» موسم 2005-2006، حيث لعب في صفوف نادي بولتون واندررز 10 مباريات في الدرجـة الممتاز موسم 2007-2008 ومباراة واحدة فيش الرابطة وكأس الاتحاد موسم 2009-2010، ومع نادي ويجان أثلتيك لعب 154 مباراة رسميـة، حيث لعب في بطولة الدرجة الممتازة 101 مباراة وفي الدرجة الأولى 34 مواجهـة وفي بطولة الاتحاد الإنجليزي لعب تسـع مباريات ومثلهـا تماما في كأس الرابطـة المحترفـة ولعب مباراة وحيدة لفريق برايتون، حينما انتقل إليه على سبيل الإعارة لفترة قصيرة شهر نوفمبر من عام 2014، بعد تلك الفترة وبنهاية موسم 2014-2015 الجميع توقع أن نجم الأمين بدأ في الأفول ولكنها الإرادة دوما والثقـة من تُبقي الأبطال في عرين النجوميـة، حيث استجمع كل قواه ونهض من جديد في فريقـه الحالي وبعد موسمين حصل جائزة أفضل لاعب على التوالـي بالرغم من أن بدايـة الموسم الفائت مع الفريق الأزرق لم تكن باعثـة بأمل مشرق، حيث بدأ احتياطيا وكان ضحيـة لعدم الاستقرار الفني بعد تغيير المدربين، حتى ثبت أقدامـه في منتصف موسمـه الأول وواصل السير بثبات لينهي موسمه الثاني بأحسن ما يكون ويترك ريدينج وقد لعب له 91 مباراة رسميـة، منهـا 81 في الدوري و4 في كأس الرابطـة، و6 مباريات في كأس الاتحاد الإنجليزي، وكل هذه الأرقام تضاف لسجلـه العريق.

حسرة الرفاق والجماهير

صفقـة انتقال الحبسي للهلال لم يتحدث عنها الطرفان، وحتى ريدينج التزم الصمت، وبالتالي لا يمكن الجزم بهـا ولعل الأيام المقبلـة ستكشف التفاصيل، هذا لا يهم أحدا لأن الأمور تمت، والحبسي رحل، ووحدهـا جماهير ريدينج الحزينـة والخاسرة في هذه الصفقـة، الجماهير كتبت كثيرا للحبسي وطالبتـه بالبقاء بل إن بعضهـا توسلت له لكي يرفض عرض وإغراء الهلال، وكتب أحد الجماهير لأحد مناصري الفريق الهلالي أن الحبسي أكبر من فريقكم بعد أن استعرض له المشجع الهلالي الكؤوس المحليـة والقاريـة التي حصل عليهـا النادي السعودي الأكثر تتويجـا محليا وقاريـا.