جهود بحثية وتنموية لحماية الثروة الحيوانية للسلطنة

مؤشر الأربعاء ٠٥/يوليو/٢٠١٧ ٠٤:٤٠ ص
جهود بحثية وتنموية لحماية الثروة الحيوانية للسلطنة

مسقط -
بسبب ظهور بؤر مرضية بين الحين والآخر بين الحيوانات مسببة خسائر اقتصادية في المزارع المصابة بالفيروس أدعت الحاجة بإجراء مجموعة من الدراسات والمشروعات البحثية التي تُعنى بتحديد العوامل التي تؤدي إلى تكرار ظهور المرض، وذلك بوضع برامج علمية لمكافحته والسيطرة عليه وتقليل الخسائر الناتجة عنه، ومن هذا المنطق قامت وزارة الزراعة والثروة السمكية ممثلة بمركز بحوث الصحة الحيوانية بتنفيذ مشروع رصد ورسم الخارطة الوبائية للمرض في السلطنة بالتعاون مع صندوق التنمية الزراعية والسمكية، إذ ساهمت الدراسات التي أجريت في إطار المشروع بشكل كبير في السيطرة على المرض ومراقبته.

تمتاز السلطنة بتربية أعداد وافرة من المواشي والأغنام والأبقار والجمال والخيول إضافة إلى الحيوانات البرية التي توجد في المحميات الطبيعية، حيث وصل عدد الحيوانات في السلطنة إلى أكثر من ثلاثة ملايين ومائتي ألف رأس وفقاً للتعداد الزراعي الذي أجري في العام 2013، غير أنه يتم بين الوقت والآخر تسجيل بعض الأمراض الفيروسية والبكتيرية والطفيلية المختلفة بين هذه الحيوانات مما يؤدي إلى نفوقها. ومن أهم هذه الأمراض البروسيلا والتوكسوبلازما والحمى القلاعية. ويعد مرض الحمى القلاعية من الأمراض الفيروسية التي تصيب الحيوانات ذات الظلف المشقوق مثل الأبقار والجاموس والأغنام والماعز والخنازير إضافة إلى بعض الحيوانات البرية، وينتشر هذا المرض في العديد من مناطق العالم، إذ تم تسجيل الإصابة به في دول قارات آسيا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية وبعض الدول في أوروبا.
وحول هذا الموضوع أشار د.محمد حسن حسين بدي، خبير الأمراض الفيروسية بمركز بحوث الصحة الحيوانية بالمديرية العامة للبحوث الزراعية والحيوانية بوزارة الزراعة والثروة السمكية إلى أن هذا المرض (الحمى القلاعية) من أسرع الأمراض انتشاراً بين الحيوانات؛ ويعود ذلك إلى سهولة انتقال العامل المسبب للمرض «الفيروس» من خلال الحيوانات المصابة أو الحاملة له أو من خلال الاشتراك في الأكل والشرب بين الحيوانات وتعد هذه من أهم العوامل المساعدة للإصابة، كما يساهم العاملون في المجال الصحي البيطري بنقل المرض عند ملامستهم للحيوانات المرضية إلى حيوانات أخرى إذا حدث أن تعاملوا معها في نفس الوقت وأيضا يتسبب استيراد حيوانات من مناطق مختلفة من العالم إلى جانب انتفال الحيوانات عبر الحدود في انتشار هذا المرض.
وفيما يتعلق بأعراض المرض أوضح أنها تبدأ بارتفاع درجة الحرارة ثم يعقبها تكون حويصلات مائية في اللسان وداخل الفم وفي حلمات الضرع وبين الأظلاف لتتفجر لاحقا مكونة طبقة مكشوفة تلتهب، ومن ثم تصاب بالحمى وتصبح منهكة لا تقدر على السير وتمتنع عن الأكل، وربما تنفق وكذلك سيلان اللعاب والمخاط بغزارة من الفم، ويستكمل أن هناك سبع سلالات مناعية مختلفة في الفيروس؛ لذلك يجب تحديد السلاسة المسببة للمرض عند حدوث بؤر مرضية واستخدام اللقاح لنفس السلالة المسببة للمرض. وأكد الدكتور خبير الأمراض الفيروسية أنه بسبب ظهور بؤر مرضية بين الحين والآخر بين الحيوانات مسببة خسائر اقتصادية في المزارع المصابة بالفيروس فقد كانت هناك الحاجة لمجموعة من الدراسات والمشروعات البحثية التي تعنى بتحديد العوامل التي تؤدي إلى تكرار ظهور المرض وذلك بوضع برامج علمية لمكافحته والسيطرة عليه وتقليل الخسائر الناتجة عنه.