حصار غزة الأطول في التاريخ المعاصر

الحدث الخميس ١٨/فبراير/٢٠١٦ ٠٠:٢٠ ص
حصار غزة

الأطول في التاريخ المعاصر

غزة - علاء المشهراوي

أكد رئيس اللجنة الشعبيـة لمواجهة الحصار النائب الفلسطيني جمال الخضري أن الحصار المفروض على قطاع غزة منذ 10 سنوات، يعتبر أطول حصار بالتاريخ المعاصر وطال كل مواطن، وقد تسبب بمعاناة كل مواطن غزي في كافة المجالات الصحية والاجتماعية والاقتصادية، وهنالك 2 مليون مواطن تأثروا ويعانون معاناة شديدة.

الواقع الإنساني لا يوصف فهو كارثي ومعدلات البطالة والفقر تزداد، وبلغ معدل دخل الفرد 2 دولار يوميا فقط، والمساعدات الإغاثية غير كافية ولا تسد الرمق ولا تلبي الحاجة والمصانع شبه مغلقة مما أدى الى قعود عشرات الآلاف من العمال والخريجين عن العمل وارتفاع نسبة البطالة والفقر. واضاف الخضري في تصريح خاص بـ»الشبيبة»: خلال سنوات الحصار زاد عدد سكان قطاع غزة بمقدار (نصف مليون) ليصبح عددهم 2 مليون مواطن وهؤلاء يحتاجون إلى مبان ومساكن وشوارع وبنى أساسية ووظائف، في حين ما كان قائما سابقا تعرض للتدمير خلال الحروب الثلاثة، مما ولد حالة معيشية صعبة جدا.

وعلى صعيد آخر؛ قال رئيس اللجنة الشعبية إن الاحتلال الإسرائيلي يمارس العقاب الجماعي بحق الشعب الفلسطيني باستمرار استخدامه سياسة الحصار وأشكال القمع والعدوان كافة، بشكل يخالف القوانين والأعراف الدولية.
وأشار الخضري إلى أن الإغلاق الإسرائيلي المتواصل والمُحكم ضد بلدة نحالين في محافظة بيت لحم بالضفة الغربية منذ أسبوع، استهداف للإنسان والأرض وانتقام من نحو 13 ألف مواطن يعيشون فيها.

وشدد الخضري على أن البلدة مُحاصرة أصلاً بالمستوطنات التي تخنقها من سنوات، واغلق الاحتلال كافة نوافذها بمزيد من الحواجز والسواتر الترابية، إضافة للانتشار العسكري ومنع تنقل المواطنين والمركبات.

وأشار إلى أن الاحتلال صعد من إجراءاته التعسفية بحق البلدة واعتقل المئات من سكانها، وعزلها عن محيطها الخارجي، وجدد الخضري التأكيد على أن الاحتلال يستهدف الأراضي الفلسطينية كافة، بفرض مزيد من الحصار والإغلاق والمنع في قطاع غزة، والحصار المتصاعد بحق الضفة الغربية ومدنها وبلداتها وقراها وزيادة نشر الحواجز والبناء الاستيطاني وجدار الفصل العنصري، إلى جانب ما تعيشه القدس من طرد سكانها ومنعهم من الصلاة في المسجد الأقصى واقتحاماته اليومية والاستيلاء على بيوتهم، وملاحقة فلسطيني الداخل. وشدد رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار على أن صمت المجتمع الدولي على حصار قطاع غزة المتواصل منذ نحو عشرة سنوات، شجع إسرائيل لاستمرار استخدام هذه السياسة - رغم مخالفتها للقانون الدولي، وهو ما يتطلب حراكاً دولياً رسمياً ومؤسساتياً وشعبياً بشكل فعلي لإنهاء هذه المعاناة سواء في غزة أو الضفة. وشدد الخضري على ان مواجهة الحصار تتطلب توحدا فلسطينيا سريعا وعاجلا لتمتين الجبهة الداخلية الفلسطينية للمضي نحو مواقف عربية داعمة للفلسطينيين برفع الحصار وإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة مما يؤدي إلى إسناد دولي لدعم حقوقنا المشروعة.

ودعا النائب جمال الخضري حركتي فتح وحماس إلى ضرورة استثمار لقاء الدوحة وإنجاز اتفاق فلسطيني ينهي الانقسام مرة والى الأبد ويبدأ مرحلة جادة وحقيقة من الشراكة المبنية على أساس التسابق في تحمل المسؤولية والعطاء من اجل تعزيز الصمود والتقدم مع كل شعبنا لتحقيق هدفه في الحرية وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس.
وقال الخضري: «لقاء الدوحة يكتسب أهمية بالغة في ظل انتفاضة القدس التي عرفت طريقها وتتواصل وتحتاج إلى كل جهد، ودعم كل القوى».
وشدد على أن أفضل وقود لاستمرار انتفاضة القدس إعلان الوحدة الفلسطينية، مؤكداً أن تحقيق شراكة حقيقية يعزز الصمود لشعبنا الفلسطيني ويتقدم به لتحقيق هدفه في الحرية والانعتاق من الاحتلال. وبين أن الشعب الفلسطيني ومحبيه في كل مكان والشباب في ميدان الانتفاضة ينادون ويوجهون رسالة عاجلة بضرورة التوحد وإنهاء الانقسام الذي يشكل خطراً على كل شيء.

وجدد الخضري التأكيد على تضاعف المسؤولية الملقاة على عاتق الجميع وخاصة القوى والفصائل والأطر والمؤسسات الرسمية للعمل الفوري والسريع لإنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة الوطنية الشاملة.

وأضاف «شعبنا الفلسطيني في غزة والقدس والضفة الغربية والداخل والشتات يتعرض لتحديات كبيرة واستهداف إسرائيلي للأرض والإنسان والمقدسات، ولا سبيل في مواجهة هذه التحديات متفرقين ومنقسمين».
وتابع يقول: «نريد أن نحافظ على حقوق شعبنا الذي يستحق منا أفضل، ونحن قادرون أن نعطيه أفضل بكثير مما نحن عليه الآن، ولا بد من الاستمرار بالعيش بأمل وتفاؤل وهذا يأتي من بوابة الوحدة وإنهاء الانقسام».